/
\
تمر علينا لحظات نعتقد معها أن العالم أنتهى ..
نفقد الثقة بأنفسنا وبمن حولنا ..
ينتابنا الألم بشكل فظيع ..
يمتص أوردتنا ..
ينخر في عظامنا كدودة الأرض ..
نفقد القدرة على
العطاء ..
...والحب ..
.... وحتى الأبتسام ..
نتحول إلي حُطام ..
نهرب من مواجهة أنفسنا ..
نسبح في فضاء الوهم والأحلام ..
في غمرة هذا وذاك ..
نبحث عن كتفٍ لنبكي عليه ..
كتفٍ :
يحتضن كل آلآمنا وأحزاننا ..
............... يرفع قبعة الوجع عنا ..
.................. يمسح دموعا أرقتنا وأدمتنا ..
/
\
خذني إليك ..
من مساء قاتم تزوره
ذكرياتٌ سكنتني بكل تفاصيلها ..
من مساء رمادي
تتجاذبه همسات الشك والريبة ..
من مساءٍ يرعد فيه الحزن بسمائي ..
من مساء تنهمر فيه قطرات نواحي ونحيبي ..
آآآآآآه لو تعلم كم يؤلمني الرحيل
كم يخذلني الواقع ..
يصفعني الشوق والحنين ..
آآآآآآآآه لو تعلم أي مطرٍ
تجلبه عواصف الحزن تلك ..
وأي رعودٍ تُزلزل ذاتي وتجلدها ...
خذني إليك ..
خبئني بين ذراعيك
عن نائبات الدهر ..
وصروف الوقت ..
وعاصفات الليل ..
يميتني هذا الخوف ..
يشتت زوايا الضلوع مني والقلب ..
يشطرني إلي ملايين الذرات ..
لا أملك إلا
شال ذراعيك ..
... ووسادة صدرك ..
........ ودفء كتفيك ..
خذني إليك
فكل زاوية فيني موبوءة بجراثيم
الوحشة حتى الأختناق ..
تعتصر ذاكرتي هاجساً هاجسا ..
لتصدح حنجرتي بأغاني الآهة المخنوقة ..
ولتكبر غصة البكاء في حلقي ..
لتشربها أوردتي وريداً وريدا ..
خذني إليك ..
أنينٌ ثمل يا أنت يلفني
تقتلني رائحة اليأس والأنكسار ..
حزنٌ يمر بكل أطنانه على أضلعي
ليحطمها ضلعاً ضلعا ..
خذني إليك
ولا تدعني أبادل
الصمت بالصمت ..
أقايض الدمعه ..
أرتجي الفرح من شفاه العابرين ..
أرتشف الآلآه المغروسة بداخلي ..
لا تدعني
أبكي اللبن المسكوب ..
أبادل الوحشة بالنظر
أُناظر الذكرى وأشاطرها الوهن ..
خذني إليك
عصفورة أصابها من البلل ما أصابها ..
خانها العش ..
وأنكسر جناحها ..
فتهاوت في قاع الوحل ..
لتدوسها أقدام العابرين ..
خذني إليك ..
وهات يدك وجس خافقي
لتعلم أي آآآآآه أحرقتني ..
ضم قلبي لتعلم أي مطر بللني ..
أمسح دمعي لتعلم أي حزن عربد فيهما ...
أحضن أضلعي لتعلم أي هشاشة أصابت جسدي ...
خذني إليك ..
فأوراقي البيضاء باتت تمشي إلي السواد ..
وطوال كتابتي أُخايل وجهك الحبيب بين
نهايات أصابعي وبدايات سطوري ..
أمشي على محاضن الجرح ..
أبكيك ..
وأبكي أيامي التي أردتني قتيلة بين حروفي ..
خذني إليك ..
لأعيد على مسامعك ما قلته لك ..
وما لم أقله ..
وما منعني الوقت لأقوله ..
وما منعني رحيلك أن أقله ..
ولأبكي على كتفيكِ
من زمانٍ خذلني فيه كل شيء
حتى أنت ..
لأبكيك وأبكيني ..
وأبكي أيامي وسنيني ..!!
.!.
.
.