يقول ابن رجب رحمه الله تعالى:
يا قوم! قلوبكم على أصل الطهارة، وإنما أصابها رشاش من نجاسة الذنوب، فرشوا عليها قليلاً من دموع العيون وقد طهرت،
اعزموا على فطام النفوس عن رضاع الهوى، ذكروها مدحه: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا [فصلت:30]
عرفوها اطلاع من هو أقرب إليها مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق:16]؛ لعلها تستحي من قربه ونظره، أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى [العلق:14] ..
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ [الفجر:14] - إن الله يراك!
** راود رجل امرأة في فلاة ليلاً فأبت، فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب، فقالت المرأة: ولكن أين مكوكبها؟!
**أكره رجل امرأة على نفسها وأمرها بغلق الأبواب، فقال لها: هل بقي باب لم يغلق؟ قالت: نعم. الباب الذي بيننا وبين الله تعالى! فلم يتعرض لها.
انظر إلى القلوب يوم أن كانت رقيقة، إذا خوفت بالله خافت
تحقيق الإخلاص ، صفحة [48]
عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه -كما أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الدعوات باب التوبة- أنه قال:
(إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه -انظر إلى استشعار الذنب عند المؤمن- وإن الكافر أو الفاجر ليرى ذنوبه كذباب مر على أنفه، فقال به هكذا فطار)
فهو لا يستشعر الذنب؛ لأنه لا يعرف عظمة من وقع في معصيته، ولو كان هذا القلب مراقباً لله؛ لأصبحت الدمعة سيالة على الخد، ولأصبح القلب رقيقا ليناً خائفاً خاشعاً لله جل وعلا.
فمن لم يزن أحواله كُل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره ، فلا تُعده .
دع عنك ما قد فات في زمن الصبا*** واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب
لم ينسها الملكان حين نسيتهم*** بل أثبتاه وأنت لاهٍ تلعب
والروح منك وديعة أودعتهـا*** فتردها بالرغم منك وتسلب
وغرور دنياك التي تسعى لـها*** دار حقيقتها متاع يذهب
الليل فاعلم والنهار كلاهما*** أنفاسنا فيهما تعد وتحسب
منقول