توقّفْ أيها القلمُ المذابُ
فما قلبٌ عليك به جوابُ
ولاعينٌ تبادلك التحايا
ولاغيثٌ يجودُ به السحابُ
ولا ليلٌ بنور البدرِ يحوي
فليلُ الأنسِ خالطه اكتئابُ
ولا صبحٌ به الأطيارُ تشدو
بهِ يشدو على شَجنٍ غرابُ
توقّفْ عن مسير الحب قلبي
فما أفقٌ به إلاَّ سرابُ
فلا ثمرٌ يذاقُ بغير مُرٍّ
ولا حلوٌ به يصفو الشرابُ
فقد تلق المودة بعض يومٍ
ولكن بعد أن نَفَذَ الشبابُ
وقد تلقَ الحياة تجيءُ صبّاً
ولكن بعد أن كمل النصابُ
فسِرْ يا قلبُ في شُعبِ الخفايا
ولا يرعاكَ ما وعرتْ شعابُ
أفي دُنيا تُأًمّلُ وُدَّ قلبٍ
وهل فيها يُهَنِّأُكَ الثوابُ
فَخَفِّي الوجدَ لا تُلقيه جهراً
فلا ليلى تحنُّ ولا ربابُ