حذف ياء المتكلم الزائدة المتصلة بفعل الأمر
حذفت في اثني عشر موضعاً في الأمر
(حذف ياء التحول يفيد دائمًا الاستمرار)
1 - خافون: ذكرت مرة واحدة وحذفت فيها الياء؛
في قوله تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَـاـنُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ(ي) إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(175) آل عمران.
من لم يخف الله عز وجل، خاف من كل شيء؛ وذلك من تخويف الشيطان لأوليائه في كل باب. فكان حذف الياء لهذا الطلب الدائم من الله تعالى بالخوف منه وحده، فهو سبحانه الذي بيده مقادير كل شيء.
2 - فارهبون: ذكرت مرتين وحذفت الياء فيهما؛
في قوله تعالى: (يَـاـبَنِي إِسْرَاءِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّـاـيَ فَارْهَبُونِ(ي) (40) البقرة.
وفي قوله تعالى: (وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّـاـيَ فَارْهَبُونِ(ي) (51) النحل.
الرهبة من الخروج عن طاعة الله عز وجل، ومن عدم الوفاء بعهده، ومن صرف شيء من عبادته لغيره؛ هو طلب دائم من الله سبحانه وتعالى؛ فكان حذف الياء علامة للديمومة والاستمرار في هذا الطلب.
3 - واتقون: ذكرت خمس مرات وحذفت الياء فيها جميعًا؛
في قوله تعالى: (وَءامِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَـاـتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَإِيَّـاـيَ فَاتَّقُونِ(ي) (41) البقرة.
وفي قوله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَـاـتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُون(ي) يَـاـأُوْلِي الْأَلْبَـاـبِ(197) البقرة.
وفي قوله تعالى: (يُنَزِّلُ الْمَلَـاـئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ(ي) (2) النحل.
وفي قوله تعالى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ(ي) (52) المؤمنون.
وفي قوله تعالى: (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنْ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَـادَهُ يَـاـعِبَادِ فَاتَّقُونِ(ي) (16) الزمر.
طلب العمل بما يقي من عذاب الله هو طلب دائم ؛ وذلك لأنه لا إله إلا هو، وأنه رب الجميع، وناره عظيمة يعذب بها من عصاه، فعليكم الإيمان بالله وعدم الكفر به، والتزود من الأعمال الصالحة لتقيكم نار الآخرة، وعدم التجارة بآيات الله.
والعمل بهذه الثلاث هو الأمان؛ فالخوف من معصية الله، والرهبة من الخروج عن طاعة الله، والعمل بما يقي من عذاب الله؛ هو الذي يحفظ المؤمن على استقامته على أمر الله وعدم الخروج عنه.
4- واخشون: ذكرت ثلاث مرات وحذفت الياء في اثنتين منها؛
في قوله تعالى: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ(ي) الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلـاـمَ دِينًا ..(3) المائدة.
وفي قوله تعالى: (فَلا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ(ي) وَلا تَشْتَرُوا بِآيَـاـتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَـاـفِرُونَ(44) المائدة
حذفت ياء اخشوني في موضعي المائدة؛ لأن الخشية المطلوبة فيهما هي خشية دائمة لله، بعد النهي عن خشية الكفار الذين يأسوا من منع قيام دين الله وانتشاره في الأرض، وعدم خشية الناس والحذر من المتاجرة بآيات الله كما فعل أهل الكتاب من قبل.
أما إثبات الياء في قوله تعالى: (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) البقرة
فلأن طلب الخشية فيها كان طلبًا في مسألة واحدة؛ هي التوجه إلى القبلة الجديدة ؛ أي إلى المسجد الحرام بدلاً من المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى، والخشية تكون في بداية الأمر، ولما يستقر المسلمون على قبلتهم الجديدة؛ ينتهي الحديث في تغيير القبلة، ويصبح التوجه إلى غيرها هو الأمر المستغرب، وكان أثر هذا الحدث أثرًا محدودًا انتهى سريعًا؛ فلمحدودية الحدث أثبتت الياء.
وكان هذا التوجه الجديد حديث المنافقين، وأهل الكتاب خاصة، فجاء الطلب بخشية الله وعدم الالتفات إلى كلام أهل الكتاب والمنافقين، ومر الحدث، وأصبحت القبلة الجديدة هي قبلة المسلمين منذ ذلك اليوم.
5- فاعبدون : ذكرت أربع مرات وحذفت الياء في ثلاث منها؛
في قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ(ي) (25) الأنبياء
وفي قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ(ي) (92) الأنبياء
وفي قوله تعالى: (يَـاـعِبَادِي الَّذِينَ ءامَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّـاـيَ فَاعْبُدُونِ(ي) (56) العنكبوت
لما كان طلب الدخول في عبادة الله في هذه الآيات يفيد الاستمرار عليها، وقصر العبادة على الله دون سواه؛ لقوله تعالى: (لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ(ي)) – (وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ(ي)) – (فَإِيَّـاـيَ فَاعْبُدُونِ(ي)) ؛ حذفت ياء "اعبدوني" في المواضع الثلاثة؛
أما إثباتها في قوله تعالى: (وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ(61) يس
فلأن الحديث في هذه الآية والسابقة لها عن عهد الله لبني آدم بترك عبادة الشيطان، وعبادة الله وحده؛ (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيكم يـاـبَنِي ءادَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَـاـنَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ(60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ(61) يس،
كان في الآخرة، بعد الحديث عن حال أصحاب الجنة في الجنة، ثم انتقال الحديث عن أصحاب النار، لأنه قال لهم بعد ذلك: (هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) يس، فذكرهم بما كان من عهده لهم في الحياة الدنيا؛ بترك عبادة الشيطان أولاً، والدخول في عبادة الله ثانيًا، والطلب بالاستمرار لا يكون إلا بعد الدخول، لأن المخاطبين لم يدخلوا بعد في العبادة الخالصة لله، لأن ترك عبادة الشيطان شرط في صحة العبادة لله قبل الاستمرار في العبادة، وهذا غير الطلب في مواضع الحذف؛ لأنه لم يكن هنالك طلب بترك شيء قبل الدخول في العبادة؛ فأثبتت الياء لما كان الطلب بالتحول إلى عبادة الله بعد قطع عبادة الشيطان. وهم لم يفعلوا ذلك فكان مصيرهم النار.
وقد جاءت (أن – لا) في الرسم مقطوعة ومجال الحديث عنها في المقطوع والموصول إن شاء الله تعالى.
6- فاسمعون: ذكرت مرة واحدة وحذفت فيها الياء؛
في قوله تعالى: (إِنِّي ءامَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ(ي) (25) يس.
هذا قول الرجل المؤمن الذي جاء من أقصى المدينة يتحدى قومه في إعلان إيمانه برب الرسل، فقتلوه، فجاء حذف الياء علامة لهذا الثبات والاستمرار الذي دل عليه تحديه لقومه في إعلان إيمانه.
7 - أطيعون: ذكرت إحدى عشرة مرة، وحذفت الياء فيها جميعًا؛
في قوله تعالى: (وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ التَّوْرَـاـةِ وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ(ي) (50) آل عمران (108)، (110)، (126)، (131)، (144)، (150)، (163)، (179) الشعراء، (63) الزخرف.
وفي قوله تعالى: (أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ(ي) (3) نوح.
طلب الأنبياء في هذه المواضع الأحد عشر من أقوامهم بالطاعة؛ هو طلب بالطاعة الدائمة لهم بصفتهم أنبياء من عند الله، مبلغين لما أرسلوا به من الأوامر والنواهي، ومنهج لحياة شامل لعلاقاتهم بالله، وبأنفسهم، وبالناس؛ فكان حذف الياء علامة هذا الاستمرار والديمومة في طلب الطاعة.
8 - فاعتزلون: ذكرت مرة واحدة وقد حذفت الياء فيها؛
في قوله تعالى: (وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ(ي) (21) الدخان
هذا قول موسى عليه السلام لفرعون وقومه، وقد طلب منهم أن يرسل معه بني إسرائيل، فهو يطلب منهم اعتزالاً دائمًا بخروجه ببني إسرائيل من مصر، فكان حذف الياء علامة لديمومة هذا الاعتزال المطلوب.
9 - ارجعون: ذكرت مرة واحدة، وحذفت فيها الياء؛
في قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ(ي) (99) المؤمنون.
هذا طلب ممن حضره الموت أن يرجعه ربه إلى الحياة رجعة طويلة؛ لقوله بعدها: (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَـاـلِحًا فِيمَا تَرَكْتُ )، فهو لم يعزم على العمل الصالح، وعلل العمل به، ولا يكون ذلك له إلا إذا استمرت رجعته زمنًا طويلاً، فعلى ذلك كان حذف الياء.
10- واتبعون: ذكرت ثلاث مرات، وحذفت الياء في واحدة منها؛
في قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ(ي) هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ(61) الزخرف.
لا تعرف استقامة الطريق بمجرد الدخول فيه، دون استمرار فيه، فلا بد من الاستمرار فيه لإدراك وصفه بأنه صراط مستقيم؛ لذلك كان حذف ياء اتبعوني لمعنى الاستمرار في طلب الإتباع.
أما إثباتها في قوله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(31) آل عمران.
فلأن محبة الله وغفرانه للذنوب تحصل للمتبع للرسول من ساعة دخوله في الإسلام، فإن غير بعد ذلك غير الله عليه، ولو حذفت الياء لأفاد حذفها بأن المتبع لا ينال محبة الله وغفران ذنوبه إلا بعد الاستمرار في الاتباع زمنًا لا يعلمه إلا الله تعالى، وإن هلك قبل ذلك لم يعرف مآله، وهذا خلاف ما هو ما معلوم.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَـاـرُونُ مِنْ قَبْلُ يَـاـقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمْ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي(90) طه.
فلأن طلب الاتباع لم يرد به الاتباع الدائم المستمر، بل كان لمسألة واحدة؛ ألا وهي ترك عبادة العجل الذي اتخذوه إلهًا، واتباعه في عبادة الله وحده، وقد خلف هارون موسى عليهما السلام في غيابه إلى ميقات ربه، فما كان رد هم على هارون إلا قولهم: (قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَـاـكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى(91) طه.
11- فأرسلون: ذكرت مرة واحدة وقد حذفت فيها الياء؛
في قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَاِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ(ي) (45) يوسف.
هذا طلب فيه جرأة كبيرة من صاحب يوسف عليه السلام في السجن الذي أصبح ساقي الملك، وتجاوز لمكانته؛ لإرساله في إحضار تأويل رؤيا الملك، فيما عجز عنه ملأ الملك، ولكن الذي جرأه على هذا الإقدام هو ثقته بقدرة يوسف عليه السلام على تأويل الرؤيا، وقد صدق تأويله من قبل فيه وفي صاحبه في السجن؛ ولذلك حذفت الياء لأن هذا الإرسال هو إرسال دائم، فلا رجعة له ولا عودة دون إحضار تأويل رؤيا الملك؛ لذلك قال ليوسف عليه السلام: (لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) يوسف.
12- كيدون : ذكرت ثلاث مرات وحذفت الياء في اثنتين منها؛
في قوله تعالى: (قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ(ي) فَلا تُنظِرُونِ(ي) (195) الأعراف.
وهذا قول نوح عليه السلام لقومه، فيه تحدٍ مستمر مفتوح لهم، لم يحدد بزمن ينقطع فيه التحدي وينتهي؛ لذلك كان حذف الياء بيان لهذا الاستمرار في التحدي.
وحذفت في قوله تعالى: (فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ(ي) (39) المرسلات.
هذا قول الله تعالى للمجرمين يوم القيامة، بعد بعثهم ليوم الفصل بينهم؛ أن يكيدوا كيدًا يخرجهم من عذاب الله، فهو طلب فيه تحد مستمر يظهر مدى عجزهم وضعفهم، وللاستمرارية في التحدي كان حذفت الياء.
أما إثباتها في قوله تعالى: (مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ(ي) (55) هود.
فلأن طلب هود عليه السلام من عادٍ الكيد جاء ردًا على قولهم: (إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ ءالِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ(54)مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ(ي)(55) هود، حتى يبين لهم كذب ادعائهم، فطلب منهم كيدًا سريعًا إن كانت لآلهتهم مقدرة على الكيد أو الإعانة على الكيد معهم، والفاء في "فيكيدوني" هي للتعقيب السريع بلا تراخٍ دال على طلبه السريع لتكذيب قولهم، بينما كان الطلب في سورة الأعراف من أمر الله عز وجل لنبيه ليتحداهم تحدٍ دائم لهم ومستمر.
نتابع بعون الله