الصحابي :عبد الله بن رواحة ( أبو عمرو الأنصاري الخزرجي )
من شعراء الصحابة المشهورين
هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرىء القيس بن عمرو بن امرىء القيس الأكبر بن مالك بن الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج أبو محمد ويقال: أبو رواحة، ويقال: أبو عمرو الأنصاري الخزرجي، وهو خال النعمان بن بشير، أخته عمرة بنت رواحة، أسلم قديما وشهد العقبة، وكان أحد النقباء ليلتئذ لبني الحارث بن الخزرج، وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر، وكان يبعثه على خرصها كما قدمنا، وشهد عمرة القضاء، ودخل يومئذ وهو ممسك بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل بغرزها ـــ يعني الركاب وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله .
وكان أحد الأمراء الشهداء يوم مؤتة كما تقدم، وقد شجع المسلمين للقاء الروم حين اشتوروا في ذلك، وشجع نفسه أيضا حتى نزل بعدما قتل صاحباه، وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهادة، فهو ممن يقطع له بدخول الجنة. ويروى أنه لما أنشد النبي صلى الله عليه وسلم شعره حين ودعه الذي يقول فيه: (البحر البسيط)
فثبت الله ما آتاك من حسن
تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«وأنت فثبتك الله » قال هشام بن عروة: فثبته الله حتى قتل شهيدا ودخل الجنة. وروى حماد بن زيد عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: أن عبد الله بن رواحة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فسمعه يقول:
«اجلسوا » فجلس مكانه خارجا من المسجد حتى فرغ الناس من خطبته، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
«زادك الله حرصا على طواعية الله وطواعية رسوله » .
وقال البخاري في صحيحه: وقال ابن معاذ: اجلس بنا نؤمن ساعة. وقد ورد الحديث المرفوع في ذلك عن عبد الله بن رواحة بنحو ذلك، فقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد عن عمارة، عن زياد النحوي، عن أنس قال: كان عبد الله بن رواحة إذا لقي الرجل من أصحابه يقول: تعال نؤمن بربنا ساعة، فقال ذات يوم لرجل فغضب الرجل، فجاء فقال يا رسول الله: ألا ترى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«رحم الله ابن رواحة إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة » وهذا حديث غريب جدا.
وقال البيهقي: حدثنا الحاكم، ثنا أبو بكر، ثنا محمد بن أيوب، ثنا أحمد بن يونس، ثنا شيخ من أهل المدينة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار: أن عبد الله بن رواحة قال لصاحب له: تعال حتى نؤمن ساعة، قال: أولسنا بمؤمنين؟ قال: بلى ولكنا نذكر الله فنزداد إيمانا. وقد روى الحافظ أبو القاسم اللالكائي من حديث أبي اليمان، عن صفوان بن سليم، عن شريح بن عبيد: أن عبد الله بن رواحة كان يأخذ بيد الرجل من أصحابه فيقول: قم بنا نؤمن ساعة فنجلس في مجلس ذكر. وهذا مرسل من هذين الوجهين، وقد استقصينا الكلام على ذلك في أول شرح البخاري ولله الحمد والمنة.
وفي صحيح البخاري عن أبي الدرداء قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر في حر شديد، وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه، وقد كان من شعراء الصحابة المشهورين،
ومما نقله البخاري من شعره في رسول الله صلى الله عليه وسلم: (البحر الطويل)
وفينا رسول الله نتلوا كتابه
إذا انشق معروف من الفجر ساطع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه
إذا استثقلت بالمشركين المضاجع
أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا
به موقنات أن ما قال واقع .
وقال البخاري: حدثنا عمران بن ميسرة، ثنا محمد بن فضيل عن حصين، عن عامر، عن النعمان بن بشير قال: أغمي على عبد الله بن رواحة، فجعلت أخته عمرة تبكي؛ واجبلاه واكذا واكذا تعدد عليه، فقال حين أفاق: ما قلت شيئا إلا قيل لي أنت كذلك؟ حدثنا قتيبة، ثنا خيثمة عن حصين، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير قال: أغمي على عبد الله بن رواحة، بهذا. فلما مات لم تبك علي وقد قدمنا ما رثاه به حسان بن ثابت مع غيره. وقال شاعر من المسلمين ممن رجع من مؤتة مع من رجع رضي الله عنهم:
(البحر الطويل)
كفى حزنا أني رجعت وجعفر
وزيد وعبد الله في رمس أقبر
قضوا نحبهم لما مضوا لسبيلهم
وخلفت للبلوى مع المتغير
منقول للفائدة