نقد كتاب حديثان وهم فيهما البخاري وحديث وهم فيه مالك
المؤلف الخطيب البغدادي والكتاب يدور حول ثلاثة أحاديث أولهما حديث الإفك وقد أورد البغدادى إسناده ونصه فقال :
"حدثنا الشيخ أبو الحسن بن مرزوق أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب في كتابه وأخبرني عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز الأندلسي الأنصاري بالأهواز حدثنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود حدثنا أبو عوانة ، عن حصين ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، قال : حدثتني أم رومان ، أم عائشة قالت : بينا أنا قاعدة ، إذ دخلت علي امرأة , فقالت : فعل الله بفلان كذا وكذا فقلت : وما له ؟ قالت : إنه أنشأ الحديث ، تعني ذكر عائشة , قالت عائشة : سمع بهذا رسول الله (ص)؟ قالت : نعم ، قالت : فسمع بهذا أبو بكر ؟ قالت : نعم : فأخذها شيء ما قامت إلا بحمى فألقيت عليها ثيابها , فغطيتها ، فدخل رسول الله (ص)فقال : ما شأن هذه ؟ فقلت : أخذتها الحمى بنافض ، قالت : فقال رسول الله (ص)فلعلك من أجل حديث حدثت به فقعدت عائشة , فقالت : والله لئن حلفت لا تصدقوني ، ولئن قلت لا تقبلوا مني ، وما مثلي ومثلكم إلا مثل يعقوب وبنيه {والله المستعان على ما تصفون} قال : فأنزل الله عز وجل عذرها فقالت عائشة: بحمد الله لا بحمدك ولا بحمد أحد."
وناقش البغدادى عيوب الحديث فى الإسناد فقال :
" كذا رواه محمد بن فضيل بن غزوان عن حصين بن عبد الرحمن وأورده محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه الصحيح من حديث أبي عوانة وابن فضيل جميعا ولم يسمع مسروق من أم رومان شيئا فحدثت عن أبي عمر بن حيويه أخبرنا دعلج بن أحمد حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا ابن فضيل عن حصين عن أبي وائل عن مسروق قال سألت أم رومان عن حديث الإفك فحدثتني .
قال إبراهيم الحربي كان سألأها وله خمس عشرة سنة ومات مسروق وله ثمان وسبعون سنة وأم رومان أقدم من كل من حدث عنه مسروق وقد صلى خلف أبي بكر وكلم عمر وعليا وابن مسعود وزيد بن ثابت وابن عباس وأبا موسى وخبابا وأبيا وعبد الله بن عمرو وعائشة .
قال الخطيب: والعجب كيف خفي على إبراهيم الحربي استحالة سؤال مسروق أم رومان مع محل إبراهيم من العلم وعلو قدره فيه ومعرفته بأيام الناس وذلك أن أم رومان ماتت على عهد رسول الله (ص).
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال كتب إلي محمد بن إبراهيم الجوري من شيران يذكر أن أحمد بن أحمد أن ابن الخضر أخبرهم حدثنا أحمد بن يونس الضبي حدثني أبو حسان الزيادي قال السنة السادسة فيها ماتت أم رومان بنت عامر في ذي الحجة وهي أم عائشة فنزل رسول الله (ص)في قبرها فأخبرنا أو عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي أن أبا القاسم عمر بن جعفر بن محمد بن سلم الجيلي قال : قال أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي أسلمت أم رومان فهاجرت إلى المدينة وتوفيت بها في عهد رسول الله (ص)في ذي الحجة من سنة ست من الهجرة.
وأخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة بن أحمد الزهري الخطيب بالمدينة وحدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن علي بن راشد حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ببغداد حدثنا الحسين بن أبي كبشة حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن القاسم بن محمد عن أم سلمة أنها قالت لما دليت أم رومان في قبرها قال رسول الله (ص)من سره أن ينظر إلى امرأة من حور العين فلينظر إلى هذه.
وقال الباغندي : حدثنا علي بن عمرو الأنصاري حدثنا محمد بن أبي عمير حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي (ص)مثله.
أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي أخبرنا الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا ابن أبي عدي حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن القاسم عن عائشة قالت لما دليت أم رومان في قبرها قال رسول الله (ص)من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى هذه.
قال الخطيب: وأحسب العلم التي دخلت على إبراهيم الحربي في إثبات سؤال مسروق أم رومان وتصحيح ذلك اتصال الحديث وثقة رجاله ولم يتفكر فيما وراء ذلك وهي العلة التي دخلت على البخاري حتى أخرج الحديث في صحيحه ومسلم بن الحاج في صحيحه ورجاله من شرطه وأحسبه فطن باستحالته فتركه والله أعلم.
وذكر إبراهيم الحربي أن مسروقا سأل أم رومان وله إذا ذاك خمس عشرة سنة فكان موتها في سنة ست من الهجرة فعلى هذا كان له وقت وفاة رسول الله (ص)تسع عشرة سنة فما الذي منعه أن يسمع من رسول الله (ص)إن كان هذا الذي ذكره الصحيح وقد ذكر غير إبراهيم مبلغ سن مسروق على خلاف ما قال.
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أخبرنا الحسين بن صفوان البردعي حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال مسروق بن الأجدع توفي سنة ثلاث وستين بالكوفة .
وأخبرني أبو الفرج الحسين بن علي الصناجيري أخبرنا محمد بن زيد بن علي بن مروان الكوفي أخبرنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني حدثنا هارون بن حاتم حدثنا ابن الفضل بن عمرو قال مات مسروق وله ثلاث وستون وهذا الأشبه بالصحة فعلى هذا القول كان له وقت ماتت أم رومان ست سنين.
ولم يزل حديث مسروق الذي ذكرته يتخلج في صدري أمره فأستنكره وأحيل فكري فيه سنين كثيرة فلا أعرف له علة لثقة رجاله واتصال إسناده حتى أخبرنا الحسن بن علي التميمي أخبرنا أبو بكر بن مالك حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا أبو جعفر يعني الرازي عن حصين عن شقيق بن سلمة عن مسروق عن أم رومان وهي أم عائشة قالت كنت أنا وعائشة قاعدة فدخلت امرأة من الأنصار وذكر الحديث بطوله نحو رواية أبي عوانة .
وأخبرنا التميمي أخبرنا ابن مالك حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا ابن عاصم حدثنا حصين عن أبي وائل عن مسروق عن أم رومان قالت بينا أن عند عائشة إذ دخلت عليها امرأة من الأنصار فقالت فهل الله بابنها , .. فذكر الحديث ."
ومع أن البغدادى اكتشف الخطأ الفادح الذى غاب عن البخارى ومسلم وهو أن أم رومان توفيت ومسروق ما زال طفلا يحبو لإلا أنه حاول أن يلتمس عذرا فتحدث عن إرسال مسروق فقال :
"فجوزت على هاتين الروايتين أن يكون مسروق أرسل الرواية عن أم رومان ولم يذكر الخبر وقد ذكر أن حصين بن عبد الرحمن اختلط في آخر عمره فلعله روى الحديث لأبي عوانة ولابن الفضل في حال اختلاطه فوهم فيه إذ ذكر الخبر على أن أبا سعيد عبد الله بن سعيد الأشج قد رواه عن ابن فضيل فقال عن مسروق قال سألت أم رومان.
كذلك أخبرني علي بن الحسن السمسار حدثنا عمر بن محمد بن علي الناقد قال قرأت على أبي حفص الكاغدي عمر بن محمد بن الحكم قلت حدثكم أبو سعيد الأشج حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن شقيق عن مسروق قال سألت أم رومان وهي أم عائشة أو قيل لها ما قيل قالت بينما أنا وعائشة إذ دخلت علينا امرأة من الأنصار وهي تقول فعل الله بفلان كذا وكذا فقالت لها عائشة ولم؟ قالت لأنه فيمن تحدث بالحديث فقالت عائشة وأي حديث فأخبرتها فقالت سمعه النبي (ص)وأبو بكر قالت نعم فخرت مغشيا عليها فأفاقت بحمى نافض فدخل رسول الله (ص)فقال ما شأن هذه قالت حمى أخذتها قال لعله من أجل حديث تحدث به قالت فجلست فقالت والله لئن حلفت لا تص.
قوني ولئن اعتذرت لا تعذروني فمثلي ومثلكم مثل يعقوب وبنيه والله المستعان على ما تصفون قالت فخرج رسول الله (ص)وأنزل الله عليه ما أنزل فأتاها فأخبرها فقالت بحمد الله لا بحمد أحد.
وهذا إسناد أشبه بالصحة ومن الناس من يكتب الهمزة ألفا في سائر أحوالها من رفعها ونصبها وخفضها فلعل بعض النقلة كتب سئلت بالألف فقرأه القارئ سألت ورواه ودون عنه وكذلك عبر عن هذه اللفظة من سمعها يحدثني كما ذكرنا في حديث أبي داود عن أبي عوانة."
وفى الفقرة السابقة الامس البغدادى العذر فى أن الحديث نقلت فيه كلمة سألت خطأ فهى سئلت وهو أمر غير ممكن فلو كان هناك خطأ عند بعض النساخ فإن الروايات الأخرى لابد أن تذكر سئلا ولكن إطباق الكل على سألت جعل الخطأ الفادح لا يمكن قبول عذر فيه
وكل أحاديث حديث الإفك موضوعة لم تحدق فى وجود لعائشة فى قصة الإفك فى القرآن والحادثة كلها افتراء على جماعة من المسلمين والمسلمات وليس افتراء على رجل وامرأة ولذا تحدث الله عن إشاعة الفاحشة فى المجتمع المسلم فى أخر القصة
وتحدث البغدادى عن حديث أخر وهم فيه البخارى فقال :
"حديث آخر غلط فيه البخاري.:
أخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله النيسابوري الحيري أخبرنا أبو الهيثم محمد بن المكي الكشمهني حدثنا محمد بن يوسف الفربري حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث عن الحسين قال يحيى وأخبرني أبو سلمة أن عطاء بن يسار أخبره أن زيد بن خالد الجهني أخبره أن سأل عثمان بن عفان قال أرأيت إذا جامع الرجل امرأته فلم يمن قال عثمان يتوضأ للصلاة كما نتوضأ للصلاة ويغسل ذكره وقال عثمان سمعته من رسول الله (ص)فسألت عن ذلك علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وأبي بن كعب فأمروه بذلك وأخبرني أبو سلمة أن عروة بن الزبير أخبره أن أبا أيوب أخبره أنه سمع ذلك من رسول الله (ص).
قول الراوي في آخر هذا الحديث عن أبي أيوب أنه سمع ذلك من رسول الله (ص)خطأ فأن أبا أيوب لم يسمعه من رسول الله (ص)وإنما من أبي بن كعب عن رسول الله (ص)ذكر ذلك هشام بن عروة , عن أبيه ورواه عن هشام جماعة من الحفاظ الأثبات.
أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم الصيدلاني أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني حدثنا إسحاق بن إبراهيم البصري عن عبد الرزاق عن ابن جريج حدثني هشام بن عروة بن الزبير عن أبي أيوب الأنصاري قال : حدثني أبي بن كعب عن رسول الله (ص), أنه قال : أرأيت إذا جامع أحدنا فأكسل ولم يمن فقال النبي (ص)يغسل ما مس المرأة منه وليتوضأ قال فكان أيوب يفتي بهذا عن أبي بن كعب.
وأخبرنا أبو علي الصيدلاني أخبرنا سليمان بن أحمد حدثنا إسحاق الدبري عن عبد الرزاق عن الثوري عن هشام بن عروة , عن أبيه عن أبي أيوب الأنصاري عن أبي بن كعب أنه سمع النبي (ص)يقول إذا جامع أحدكم فلم يكسل فليتوضأ وضوءه للصلاة.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على أبي محمد بن ماسي أخبركم يوسف القاضي حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن عروة أخبرني أبي أخبرني أبو أيوب أخبرني أبي بن كعب , أنه قال : يا رسول الله إذا جامع الرجل المرأة فلم ينزل قال يغسل ما مس المرأة منه ثم يتوضأ.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي اليزدي حدثنا أبو عمرو بن حمادن حدثنا ابن شيرويه حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن هشام بن عروة حدثني أبي عن الملي يعني بقوله الملي عن الملي أبا أيوب عن أبي بن كعب عن رسول الله (ص), أنه قال : في الرجل يأتي أهله ثم لا ينزل يغسل ذكره ويتوضأ .
أخبرنا أبو علي التميمي أخبرنا ابن مالك حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة , عن أبيه قال بلغني عن أيوب بن زيد حديث وهو بأرض الروم قال فلقيت أبا أيوب بالروم فحدثني عن أبي بن كعب أن رسول الله (ص)قال إذا جامع الرجل امرأته ثم أكسل فليغسل ما أصاب المرأة منه ثم يتوضأ.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على عبد الله بن محمد بن زياد حدثكم عبد الله بن شيرويه حدثنا إسحاق أخبرنا عبدة بن سليمان وابن معاوية قالا حدثنا هشام بن عروة , عن أبيه عن أبي أيوب عن أبي بن كعب قال سألت رسول الله (ص)عن الرجل يصيب من أهله ثم يكسل ولا ينزل قال يغسل ما أصابه من امرأته ويتوضأ ويصلي قال عبدة في حديثه حدثني أبو أيوب عن أبي بن كعب."
الخطأ الذى وقع فيه البخارى كما يقول البغدادى هو روايته الحديث عن أبى أيوب عن النبى(ص) مباشرة وهو ما يخالف أن كل الروايات تقول أن أبا أيوب رواه عن أبى بن كعب عن النبى(ص)
والحديث خطأ فمن جامع ولم يمن لابد من اغتساله لأن الغسل على الجماع وليس على الإنزال كما قال تعالى :
" وإن كنتم جنبا فاطهروا"
وتحدث عن حديث وهم فيه مالك فقال :
"حديث وهم فيه مالك بن أنس:
أخبرنا القاضي ام أحمد بن الحسن بن أحمد الجرشي الجيري بنيسابور حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الصم حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني قال قرئ على ابن وهب أخبرك غير واحد منهم مالك بن أنس عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أن رسول الله (ص)قال التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة.
قال الخطيب : يعني ليلة القدر.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن الحسين الحربي وأبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف بن درست الغلاف قالا حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك عن حميد الطويل عن أنس بن مالك , أنه قال : خرج علينا رسول الله (ص)في رمضان فقال إني رأيت هذه الليلة حتى تلاحا رجلان فرفعت فالتمسوها في التاسعة والسابعة.
هذا الحديث إنما يرويه أنس بن مالك عن عبادة بن الصامت عن النبي (ص)وقد قصر مالك بن أنس فلم يذكر فيه عبادة وذكر في الخبر أن إنسانا سمعه من رسول الله (ص)فكان أغلظ للوهم ورواه عن حميد على الصواب زهير بن معاوية.
وإسماعيل بن جعفر ويزيد بن زريع ومحمد بن عربي وأبو شهاب الحناط ويحيى بن سعيد القطان ويزيد بن هارون وكذلك رواه حماد بن سلمة عن ثابت البناني وحميد الطويل عن أنس عن عبادة عن النبي (ص).
فأما أحاديث من رواه عن حميد وحده فأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق حدثنا محمد بن محمد بن البراء حدثنا المعافى بن سليمان حدثنا زهير حدثنا حميد عن أنس عن عبادة بن الصامت قال خرج رسول الله (ص)ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة والخامسة.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الفقيه الخوارزمي المعروف بالبرقاني حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي اللقطان حدثنا أو عبد الله الصوفي وأخبرنا البرقاني قال قرأت على أبي حاتم محمد بن يعقوب الهروي حدثكم محمد بن عبد الرحمن الشامي قالا حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني أنس أنه قال أخبرني عبادة بن الصامت أن رسول الله (ص)خرج ليخبر بليلة القدر فإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في السبع والتسع والخمس قال الصوفي التمسوها في السبع والخمس.
أخبرنا البرقاني حدثنا أبو بكر إسماعيل القطان أخبرنا أبو يعلى هو أحمد بن علي بن المثنى الموصلي حدثنا محمد بن المنهال حدثنا يزيد بن زريع حدثنا حميد عن أنس عن عبادة قال : قال رسول الله (ص)خرجت لأخبركم بليلة القدر , فإذا رجلان يتلاحيان فأنسيتها فاطلبوها في العشر الأواخر من رمضان تاسعة وسابعة وخامسة.
أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد التميمي أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا محمد بن أبي عدي عن حميد عن أنس عن عبادة بن الصامت قال خرج علينا رسول الله (ص)وهو يريد أن يخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة.
أخبرنا أبو الصهباء ولاد بن علي بن سهل الكوفي أخبرنا أبو حفص محمد بن علي بن دحيم الشيباني حدثنا أحمد بن حازم أخبرنا عبد الحميد بن صالح أخبرنا أبو شهاب .
وأخبرني أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن بن علي الخلال بن عمر بن أحمد الواعظ حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي حدثنا خلف بن هشام حدثنا أبو شهاب الحناط عن حميد عن أنس أن عبادة بن الصامت قال خرج علينا رسول الله (ص)فقال إني خرجت وأنا أريد أن أخبركم بليلة القدر فتلاحى رجلان وقال الخلال فتلاحى هذان الرجلان فأنسيتها وعسى أن يكون ذلك خيرا فالتمسوها في تاسعة وسسابعة وخامسة.
أخبرنا البرقاني قال قرأنا على أبي محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي أخبركم يوسف القاضي حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا يحيى بن سعيد عن حميد عن أنس عن عبادة بن الصامت عن النبي (ص)قال خرجت وأنا أريد أن أخبركم بليلة القدر فتلاحى رجلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا فالتمسوها في التاسعة والخامسة والسابعة.
أخبرنا البرقاني قال قرأنا على أبي محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي أخبركم يوسف القاضي حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا يحيى بن سعيد عن حميد عن أنس عن عبادة بن الصامت عن النبي (ص)قال فتلاحى رجلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا فالتمسوها في التاسعة والخامسة والسابعة.
أخبرنا أبو الفتح هلال بن جعفر بن سعدان الحفار حدثنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي وأخبرنا أبو علي الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان البزار أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي حدثنا عبد الله بن روح قالا حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حميد عن أنس عن عبادة بن الصامت قال خرج علينا رسول الله (ص)وهو يريد أن يخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال رسول الله (ص)إني خرجت أريد أن أخبركم بليلة القدر فكان بين فلان وفلان لحاء فرفعت وعسى أن يكون خيرا فالتمسوها في العشر الأواخر في الخامسة والسابعة والتاسعة .
وهذا لفظ حديث الدقيقي وأما حديث حماد بن سلمة عن ثابت وحميد فأخبرناه أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ بأصبهان حدثنا أبو محمد بن عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود حدثنا حماد عن ثابت وحميد عن أنس عن عبادة بن الصامت أن رسول الله (ص)خرج وهو يريد أن يخبر أصحابه بليلة القدر فتلاحى رجلان فقال رسول الله (ص)خرجت وأنا أريد أن أخبركم بليلة القدر فتلاحى رجلان فاحتجلت مني فاطلبوها في العشر الأواخر في سابعة تبقى أو تاسعة تبقى أو خامسة تبقى."
الخطأ الذى أثبته البغدادى أن مالك أخطأ فى ترك من روى عنه وهو عبادة بن الصامت حيث جعله مجهولا أو جعل الحديث مرسلا
والحديث باطل والخطأ الأول هو طلب إلتماس ليلة القدر من المسلمين ومن المعروف أن ليلة القدر لا تتميز على سائر الليالى بشىء سوى أن الأوامر الإلهية تنزل فيها وأما العفو والغفران فتستوى فيه مع سائر الأيام ولذا لا يصح أن نبحث عنها ولذا لم يربط الله فى القرآن بين طلب الغفران وبين أى وقت وإنما الطلب يكون فى أى وقت والخطأ الثانى أن القائل مع أنه نسى متى ليلة القدر يقول لهم بالظن التمسوها فى كذا وكذا وهذا تعارض ظاهر فالناس لا تعرف شىء عما نساه أو أنسيه ومع هذا يطلب ذلك الطلب والخطأ الثالث هو ما الفائدة من أن يخبر الله نبيه (ص)بشىء – وهو ما لم يحدث – ليبلغه للناس ثم قبل أن يبلغه يجعله ينساه ؟إن هذا لعجيب فلو أراد الله أن يخبر النبى (ص)الناس بالخبر ما جعله ينساه ولكنه فى الأصل بشىء لأن هذا القول ليس من عند النبى (ص)