الحديث عن النعيم هو ســــــــــــــــــلوة الأحزان، وحيـــــــــــــــاة القلوب،
وحادي النفوس ومهيجها إلى ابتغاء القرب من ربها ومولاها.
و الحديث عن النعيم والرضوان لا يسأمه الجليس ولا يمله الأنيس.
عزت دار الفردوس من دار، وجل فيها المبتغى والمرام،
دار وجنات تبلغ النفوس فيها منيتها ومناها.
غرف مبنية طابت للأبرار منازلها وسكناها.
جل وتقدس من سواها وبناها، غرسها الرحمن بيده،
وجعلها مستقرًا لأهله وخاصته، وملأها برضوانه ورحمته،
نكمل جولتنا التي لا زلنا عند أبواب الجنان
يحار فيها العين لأي مكان تنتقل
وتتسابق النــــــــــــــــــظرات ذات اليمين وذات الشمال
يالها من جنـــــــــــــــــــــــ ـــــ ــة
يالــــــــــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــه من نــــــــــــــــــــعيم
رياضها مجمع المتحابين،
رياض نضره خضراء.. كثبان من المسك..
غرفها من أصناف الجواهر كلها،
يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها،
فيها من النعيم واللذائذ مالا يخطر على عقل بشر
وحدائقها نزهة المشتاقين،
وخيامها اللؤلؤية على شواطئ أنهارها بهجة للناظرين،
عرش الرحمن سقفها،
والمسك والزعفران تربتها،
تخيلوا تربة المسك بين أصابعكم تمشون عليها كالطيور متنقلين
اللؤلؤ والياقوت والجوهر حصباؤها،
ياله من مشهد
لـــــــــــــــــــؤلؤ وأي لـــــــــــــــؤلؤ أنه كنجوم السماء وقد غطى أرض الجنان
والذهب والفضة لبناتها:
غُرَفٌ مّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأنْهَـٰرُ
شعور غريب سيصيبك بالدهشه التي ستلجم اللسان عن الوصف
غرف مينيه وأي غرف أي نورآ يخرج منها
وأي متعة سنجد فيها
تخيلوا ونحن فيها. على سرر متقابلين
.نعم اليس الله سبحانه وتعالى
قال(( وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ))
في جنات عدن يأتلفُ شملهم مع آبائهم وأزواجهم وذرياتهم
يالها من لحظات السعاده وقد أجتمعنا بعد فراق
ولكن الجنة غالية الثمن تذكروا ولا تنسوا
إن أهل النعيم المقيم في جنات النعيم ليتفاوتون في منازلهم ودرجاتهم كما بين الأرض
وأبعد كوكب دريٍّ عنها ،
ولذلك فالمؤمنون المنعمون في الجنة
لا يتساوون في حبورهم وسرورهم ،
ومكانتهم وكرامتهم ، مع أن مُلك أقل واحد فيهم مسيرة مائة عام ينفذه بصره .
تلك هي النهاية ، ولنعد هنا إلى البداية ...
نجتمع في ظلها الظليل
يتنازعون فيها كؤوس الرحيق المختوم والتسنيم والسلسبيل،
تتوالى عليهم المسرات والخيرات والإحسان والمكرمات.
قصر مشيد وأنوار تتلألأ،
وسندس وإستبرق،
وفاكهة كثيرة
. ظلها ممدود، وطيرها غير محدود، فاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون
. قطوفها دانية للآكلين، وطعمها لذة للطاعمين. قد ذللت قطوفها تذليلاً.
وبينما نحن نتخيل اذا باحد الأخوات تسأل عن الليل والنهار والنوم
تذكرواأيام الشتاء البارده بتلك ألأجواء الممطرة وروائح الزهور في احد رحلات البر
اجواء الجنان دائمة هكذا
أقراوا هذا الوصف الرائع
نور الجنة
ليس في الجنة ليل ونهار ،
وإنما هم في نــــــــــــــــــــــور دائم أبدا ،
وإنما يعرفون مقدار الليل بإرخــــــــــــــاء الحجب وإغلاق الأبواب ،
ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب ، )
ولكنهم في أوقات تتعاقب يعرفون مضيها بأضواء وأنوار ).
( والجنة ليس فيها شمس ولا قمر ، ولا ليل ولا نهار ،
لكن تعرف البكرة والعشية بنور يظهر من قبل العرش ).
اما ريح الجنه
للجنة رائحة عبقة زكية تملأ جنباتها ،
وهذه الرائحة يجدها المؤمنون من مسافات شاسعة ،
ولكن لحظه هل تعلمون ان اهل الجنه يتحسرون ولكن كيف ولماذا!!!
حسرة أهل الجنة
عنوان عجيب ، فكيف يتحسر من فاز ؟
أليس قد نال مراده ؟ وبلغ ما أمل ،
لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " ليس يتحسر أهل الجنة على
شيء إلا ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها " . (1)
عجيب أمركم أهل الجنان : تتحسرون لا لأنكم عصيتم الله في الدنيا ،
بل لأنكم تركتم فيها ساعة فلم تملأ بذكر الله ،
بينما يبكي غيركم لفوات لذاته ، ويتحسر لفراق شهواته ، فشتان بين الفريقين .
تابعوا رحلة الخير التي فاحت روائحه وأزكمت الأنوف بعذب الروائح
فهل من مشمر لطلب الجنان
تابعوا الكنوز والهبات لاحقآ