السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في ذلك اليوم المبارك يوم الجمعة ابتدأت عشر ذي الحجة فيكون بذلك يوم السبت يوم عرفة ويوم الأحد عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير والبركة...
وأحببت التذكير هنا بفضل عشر ذي الحجة,,, هذه الأيام التي اقسم الله بها في كتابه العزيز فقال :{وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ* وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}
ذكر ابن كثير في تفسيره عن ابن عباس قوله: { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍِ }هي ليالي العشر الأول من ذي الحجة.
وقال تعالى: { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } [ الحج: 28 ].
نقل البخاري في صحيحه عن ابن عباس قوله في هذه الأيام أنها: أَيَّامُ الْعَشْرِ.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر . قالوا ولا الجهاد في سبيل الله !! قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء » رواه البخاري ..
فهذه الأيام العشر فضّلها الله تعالى على سائر أيام العام ،،
والسبب في ذلك لما كان من اجتماع أمهات العبادة فيها .. كالصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يتأتى ذلك في غيرها .. وفيها يوم عرفة ، ويوم النحر ، والأضحية وغير ذلك من الأعمال الصالحة
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ. قَالُوا: وََلا الْجِهَادُ، قَالَ: وََلا الْجِهَادُ، إَِلا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ". صحيح البخاري، (969)
وهذه جملة من الأعمال الصالحة فلنحرص كلنا على الإكثار منها في هذه العشر :
ــــ أداء الحج والعمرة لمن استطاع:.. وهو أفضل ما يعمل ، ويدل على فضله عدة أحاديث
منها قوله – صلى الله عليه وسلم - : « العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجـــــنة » وغيره من الأحاديث الصحيحة
ــــ الصيام: وبالأخص يوم عرفة .. فالصيام من أفضل الأعمال ،، وهو ما اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي : « قال الله : كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به » أخرجه البخاري ..
وقال صلى الله عليه وسلم : « صيام يوم عرفة ، احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده » رواه مسلم .
ــــ التكبير .. والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر . ويكفينا أن الله سبحانه وتعالى جليس من يذكره. وصفة أُميتت في هذا الزمان.
التكبير : الله أكبر ، الله أكبر . الله أكبر لا إله إلا الله ، والله أكبر . الله أكبر ولله الحمد ،، وغيرها من الصيغ المشروعة..
ــــ ذكر الله : استحباب الإكثار من الذكر فيها فقد دل عليه قول الله عز وجل: { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } الحج: 28 .
فإن الأيام المعلومات هي أيام العشر عند جمهور العلماء.
ــــ تلاوة القرآن الكريم : ففي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه ".. وعليك بتلاوة القرآن ، وذكر الله عز وجل فإنه ذكر لك في السماء و نور لك في الأرض..." صحيح الترغيب والترهيب
ــــ هذا بالإضافة إلى الأعمال الفاضلة الثابتة الأخرى : مثل الحرص على الصلاة في جماعة، والتبكير لها , وجلسة الإشراق ، والحرص على الإكثار من الصدقة ،وبر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من طرق الخير وسبل الطاعة والإكثار من الدعاء في هذه الأيام.
ــــ التوبة إلى الله تعالى .. وللتوبة في الأزمنة الفاضلة شأن عظيم لأن الغالب إقبال النفوس على الطاعات ورغبتها في الخير فيحصل الاعتراف بالذنب والندم على ما مضى.. فالله سبحانه وتعالى ييسر هذه المواسم ليتوب التائبون ويقبلوا على الله فما أعظمه من إله !! أفلا يستحق أن نعبده ؟! قال تعالى: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزمر : 53]
ومن شروط التوبة: الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة، ورد المظالم إلى أصحابها إن كان في حق العباد.
ــــ الأضحية .. ومن الأعمال الصالحة في هذا العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي والتبرع بثلثها للفقراء والمساكين مشاركة منا لآلامهم ورغبة منا في إسعادهم. والصدقة كما قال النبي تطفئ غضب الرب .
ــــ تجديد النية باغتنام هذه الأيام بما يرضي الله : فحري بالمسلم استقبال مواسم الخير عامة بالعزم الأكيد على اغتنامها بما يرضي الله تعالى. فلنحرص على اغتنام هذه الفرصة السانحة، قبل أن تفوت فلا ينفع الندم حينئذ.
يامن يتاجر مع ربه , هذه الأيام الفاضلة قد أقبلت , ومواسم الخير قد حلت , فاجتهد فيها فيُوشك أن تنقضي وتغادر , وتذكر أوان انقطاع عملك , وحاجتك للحسنة الواحدة.