انهضي من الموت ولاتنهضي
قولي لي كيف هو طعم القبور عندك؟
لأقول لك ماهو طعم الموت عندي
أشياؤك الصغيرة تتبعني
مرآتك تسأل عن وجهك القمري متى يأتي؟!
عطرك يسأل عن رائحة الحزن على جسدك متى يتعطر
قلم الحمرة يسألني...أين الشفتين كمعابد الصلاة عليهما أعبد مرهقتي؟!
قولي لي...كيف هو إحساس التراب لديك
لأصف لك ...إحساس العراء لديا!!
كل صباح أبتلع سكيناً من الذكريات
وأفتح النوافذ لأبتسم أنا
فتبتسم صورتك وأرفض الابتسام!!
كل صباح أتناول فطوراً من خبز الشوق
لعلك تعودين...فأبكي وترفضين العودة!!
رائحة السلاسل تقيدني
ولون الأرض حبيبتي يشبه لون المنفى
وعندما أمشي يستفزني حجر صغير أمام دهشة قدميا!!
يذكرني بصداقتي القديمة الحميمة معه
كنت أحمله كالجحيم في يدي
وعندما يظهر ذلك الغازي
اذكر أن الملائكة كانت تحملني
وأن الشياطين كانوا يتساقطون أمام حجري
وأنتي كنتي تتأملين حلمي
من خلف الشبابيك الموصدة بالرجاء والخوف
وكنتي تسألين...هل ستعود فلسطين؟!
وأنا الآن أسألك متى ستعودين
لتعود فلسطين...
كلما أرتدي الثياب ...أحس حبيبتي بأن يديك كحمامتين حطتا على كتفي
وتساعدينني وأنتي دائماً مبتسمة
ولما لبستي الموت قلتي لي
سأبقى مبتسمة لأجل الحجر ولأجل فلسطين
خبريني أميرتي
كيف هو طعم الحرية في عتمة القبور؟!
لأقول لك ماهو طعم العبودية تحت سماء الحرية
ولما آتي إلى تلك الطاولة..
وأجلس لأقرأ كتاب
أحس الكتاب يسألني
متى يأتي موعد الشاي الذي كنت تعدينه
ومتى يأتي موعدك إليّ!!!
وعندما أسير في الطريق
لا أذكر الطريق!! وأين الحقيقة
وأين الناس..؟
كل الشوارع من دونك خالية
كل فلسطين من دونك باكية
وتسألني فلسطين عنك كلما أحمل الأزهار إليك
متى تعود لكي أعود...
وعندما أضع أميرتي الأزهار على ضريحك
أحس بأنها المرة الأولى التي ألمس فيها تراب الأرض
وأتحرر فيها من القيود
ولما تسقط الدمعة من عيني لأبكيك
ترفضين أنتي البكاء لأجلي
وتبقين مبتسمة
وفي كل مرة يفتشوني ...ويعتقلوني
أنظر إلى صورتك فلا أراك فيها
وأراك داخلي توقدين روحك كصورة نبي على عتمة وجهي
وأذكر صوت الرصاص على صدرك
وصوت الصراخ الذي علق في حنجرتي
فترفعين نحو السماء بصرك
وتبتسمين...وتهمسين لجوارحي
ستعود فلسطين...
وأبكي كطفل صغير...أبكي
وتظلين أنتي كحنو العذراء على المسيح...مبتسمة!!