العودة   شبكة صدفة > المنتديات الادبية > القصص والروايات

القصص والروايات قصص و روايات يختص بالقصص بشتى أنواعها : قصص حب غرامية، قصص واقعية , قصص خيالية , قصص حزينة , قصص غريبة , قصص تائبين , قصص رومانسية , قصص دينية , قصص خليجية طويلة ,روايات و حكايات شعبية, حكايا و قصص شعبية , الادب الشعبي, قصص مغامرات اكشن واقعية, قصص الانبياء, قصص قصيرة حقيقية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05-14-2009, 08:53 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مرمر

الصورة الرمزية مرمر

إحصائية العضو








مرمر غير متواجد حالياً

 

افتراضي حب من طرف واحد عزف منفرد

حب من طرف واحد.. عزف منفرد

د.أيمن محمد الجندى


. أيام زمان
كان حبا داميا.. وبرغم العمر الذي مضى لم يزل يذكر حرقة القلب وانكسار الروح.. فيضان عينيه بالدموع وحيرته وهو يشهد أبواب الأمل تنغلق واحدا بعد الآخر.. لم يكن ذنبها أنها لم تحبه، وبفرض أنه كان ذنبا فكل ذنوبها مغفورة.. لم يتحرر من حبها قط وإنما راح يرسل نظراته كسرب من حمام أبيض يتبعها أينما ذهبت.
يذكر حبه لها وهما بعد ذرتان في صلب آدم عليه السلام.. كانت الأرض بكرا لم تتلوث بالظلم بعد.. وكان يضيء بالحنان كلما اقترب منها.. لم يصارح أحدهما الآخر بحقيقة مشاعره، إلا أنها كانت تلتمس الحنان لديه عندما قتل قابيل هابيل كان أحدهما من ذرية المقتول والآخر من الصلب المشئوم.
تباعدت عنه وأدرك منذ ذلك الحين أنها لن تكون له.
أهواك بلا أمل
كان أجملَ ما فيها هو عيناها وشفتاها.
عندما أبصرها للمرة الأولى كانت ترتدي ثوبا بنيا بسيطا، وانكسر ذلك الجزء من روحه الذي يمتد إلى عالم الغيب؛ فارتجف.. وكان يطأ بقدميه على تراب جده الذي كان يضحك منذ ألف عام.
عندما أدرك أنه يحبها كان نذير غامض ومشئوم يتسلل في أرجاء روحه.. طفق يتجول في الطرقات الخالية وكان الليل يتنفس بلا صوت، وأحس للمرة الأولى كم هو تعس.
ليست له.. ليست له
كان نداء ملعونا ينبض من ذرات جسده.. من ذلك العهد البعيد في دنيا العدم أحس أنه ذرة مظلمة بائسة، وتمنى وقتها لو يسير بلا هدف حتى الموت، ولم يعد إلى بيته حتى اتخذ القرار.
كان بسيطا وفاجعا ومعقدا ولا معنى له: قرر أن يحبها بغير أمل أن تبادله حبه ذات يوم!.
أدرك بغريزته أنها لن تكون له قط، مثلما أدرك أنه لن يكف عن هواها.. وكان الاختيار أمامه متسعا بين أن يموت وألا يحيا.. لكنه اختار ألا يحيا لأنه يرهب الموت.
وبدأ قصة حبه متخففا من أعباء التعقل، عندما كان يرنو إلى عينيها القديمتين كان يحرص ألا يجثو على قدميها، وأدرك لأول مرة أن السماء أبعد من سطح بيته وأن القمر لا يسير معه.. وبدأ يكتشف الكون.
وتساءل عن الاسم الذي يصف مشاعره صوبها عندما أخبر آدم عليه السلام الملائكة بأسماء "هؤلاء"، أيكون الحب هو تلك الكلمة التي ابتذلها الناس مرارا؟
وظل يجهل الكلمة الصادقة.
عندما تحولت حياته إلى لغز اقترب عقله -قليلا- من الحقيقة الكبرى وارتضى أن يكون محور مأساة قدر لها أن تكون بينما كانت الوحوش تمرح على الأرض.
كان حبه لها عقد إذعان.. كانت أسراب الأسماك تمضي هي الأخرى مذعنة في المياه السوداء الباردة صوب الجنوب مدفوعة بغريزة لا تقهر دون أن تعبأ بإحصاء الصرعى الذين يتساقطون في الرحلة المشئومة.
عطر الحب
بالتدريج صارت تميل إليه.
لم تتوان لحظة أن تشعره بمدي اهتمامها به.. وكان يعلم أن مشاعرها صوبه لا تعدو الصداقة.
وكان قانعا بنصيبه الرائع.
في لحظات النشوة كان يشعر أنه يدور حول الأرض ويتحول إلى جزء كوني متجانس ويشعر بألفة غريبة لانفجار النجوم.
وبدا له الأمر مثل حلم قديم.
وشعر بغريزته أن عاطفته الوحشية سوف تلتهمه عن آخره ولن تقنع بما هو دون النهاية.
وسقط في الهوة لا يلوي على شيء، مثل صخرة صغيرة ترتقب ارتطامها بالقاع إلا أن رحلتها كانت سعيدة.
قالت له بنبرة حانية
- لماذا أرتاح إليك وحدك دون الجميع؟
تمنى أن يضم هذا الكيان المعطر الصغير حتى يتلاشى.. وشرع يتنفسها في نشوة.
بدا له الأمر غريبا ومحيرا.. كانت النحلة ترقص حول الزهرة دون أن تقترب منها.. تحول بأكمله إلى عينين طافحتين بالحب.. وقال لها بصوت هامس
- وأنا لا أدري كيف أشكرك؟
رمقته بعينين عابثتين.. وأحب مكر الأنثى فيهما ودلالها.. ابتسمت الزهرة في استحياء.. قبلتها النحلة دون صوت وتحول العطر إلى شهد صاف.
- إنها تميل إليك كثيرا ولا أملك أن أصارحك بأكثر من هذا.
هكذا أخبرته صديقتها الحميمة وهي تضحك في وجهه في آخر ليلة من ليالي رمضان.
لم يصدق أذنيه ..أحقا هي تحبه؟ تخوف من الجنون فهرع للنوم ولدهشته استغرق في النوم بمجرد إغماض عينيه.. كان جسده منهكا من معركة امتدت آلاف الأجيال.
عندما استيقظ ونظر إلى السماء بالبراءة الأولى أدهشه أن السماء لا تقع على الأرض رغم قانون الجاذبية.
كان الثلج النقي يتساقط على الأرض في مكان ما وكان يبكي.. لا يعرف هل كان بكاؤه حزنا أم فرحا أم تأثرا؟.. أحس برائحة غامضة في الهواء.. رائحة الليل المدهشة في وضح النهار.
وبدأ يستعيد أحداث الأمس بين التصديق والتكذيب.. إنها تحبه وقد صار يعلم ذلك الآن ويردده لنفسه من آن إلى آخر.. وإن كان لا يفهم ماذا يعني ذلك علي وجه التحديد؟
وأحس أن السعادة قد تكون قاسية أحيانا.
حبيبي.. أريد نجفا وغسالة
وجدها أخيرا في مكان عام.. اقترب منها.. كانت شاحبة قليلا وأخبرها وهو يدور حول الأرض أنه..
لم يجد كلمة مناسبة وصمم ألا يذكر كلمة الحب المبتذلة على أي صورة وصاغ كلماته بحيث تفهم مراده.
وسرعان ما ابتعد عنها.. عندما تنفس شعر أنه يولد لتوه، وشعر بشفقة حانية على المرضى واللصوص.. أدرك أنه صاحب رسالة على الأرض وخالطه شعور بالطهر كأنه لم ينقض وضوءه قط.
وتمنى المزيد..
تمنى لو كان يحيا في عصر سيدنا نوح عليه السلام عندما كانت أعمارهم تقترب من ألف عام.. من المؤسف أن يموت تاركا خلفه تلك السعادة.. تشبثت خلاياه بنداء الحياة الذي لا يقاوم وود لو ظل خالدا كالبحر والهواء.
في مساء ذلك اليوم العجيب خاطبته في الهاتف..
كانت غاضبة.. كيف تجرؤ على الحديث معي في مكان عام؟.. ألا تعلم انك بفعلك هذا تقلل من فرص زواجي؟.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رغم انزعاجه من فحوى حديثها الذي بدا له مبتذلا فإنه اعتذر لها.. وتصور أنها ربما لم تفهم مراده جيدا فأعلنها حبه في وضوح لا يحتمل لبسا.
قالت له في لهجة عملية جدا:
- اسمع.. أنت صديق مخلص وأنا أرتاح لك حقا.. ولكن هل تقوى على ابتياع الشقة والشبكة والثلاجة والبوتاجاز والغسالة والتلفزيون؟
انعقد لسانه فأردفت في انتصار:
- والمهر والفيديو والسجاجيد والنجف(؟)..ثم هب أنك بمعجزة ما استطعت تدبير ذلك كله فهل تنوي إطعامي الهواء؟.. كلا يا حبيبي.. أريد عريسا غنيا.. سلام
أحس أنه يختنق فغادر منزله فورا.
سار في الطريق وكان ضوء القمر يغمر أوراق الأشجار الخضراء على الطريق بضوئه الشاحب الحزين.
من بعيد كان عصفور صغير يغني وحده بصوت ناعس وهو فيما يبدو يوشك أن ينام.
سلام هادئ يرفرف بأجنحته على الكون بأسره.
كيف تكشف هواه المقدس عن كل هذا الابتذال؟.. فرص زواج؟.. غسالة وبوتاجاز؟.. نجف؟.. عريس غني؟..
والأدهى تلك النبرة السوقية في الحديث.. كان بوسعها أن ترفق به في رفضها ولكنها لم تفعل.
ويحها ولماذا تفعل؟..
كان الطاووس يختال في قوس قزحه الخاص به بعد أن صرع غريمه بضربة واحدة.
الطريق المظلم يمتد أمامه إلى ما لا نهاية.. شيء ما في داخله يشتعل ولكنه لا يعبأ به.
نجف؟؟
ضحك رغما عنه ضحكة مرة وظل يسير..







آخر مواضيعي 0 صور كتكوتي علاء اللي مجنني
0 تاييرات انيقة للمحجبات
0 خروف على الجمر ..يفتح النفس بقوة
0 افضل الخلطات للمشويات الدجاج علي الفحم والفرن
0 أكلة خفيفة وضريفة بالصور وأعطوني رايكم
رد مع اقتباس
قديم 05-15-2009, 12:21 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حب من طرف واحد عزف منفرد

مااصعب الجرح
يظل عميق لاينسى
غاليتى مرمر
سلمت على طرحك الموجع
الذى يعبر عن واقع مؤلم
بارك الله لك
محبتى







آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 06-24-2011, 02:29 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حب من طرف واحد عزف منفرد

لعمق معانيه
سلمت مرمر
اسعدك الله اينما تكونى







آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 06-24-2011, 02:29 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حب من طرف واحد عزف منفرد

لعمق معانيه
سلمت مرمر
اسعدك الله اينما تكونى







آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 06-26-2011, 10:01 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حب من طرف واحد عزف منفرد

سلمت الايادي
طرح رائع اختي
بارك الله فيك
ربي يعطيعك العافية
ننتطر جديدك






آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 06-27-2011, 02:26 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حب من طرف واحد عزف منفرد

طرح رائع وقصة كلها أحاسيس معبرة

شكرى وتقديرى اختى مرمر







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:47 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator