اياك .. ان تعطي مفاتيح نفسك وشخصيتك لأحد .. يقول المثل الغريب .. والذي كنت ارفضه لوقت قريب .. احذر عدوك مرة واحذر صديقك الف مرة .. فلربما انقلب الصديق عدوا .. فكان اعلم بالمضرة .. مسألة فتح القلب دون مواربة .. وجعل نفسك ككتاب مفتوح .. هي خطأ كبير شائع في العلاقات الانسانية .. والدليل على ذلك .. ان السيوف التي تقطعك .. هي دائما من صنع تسريبك لأسرار نفسك الى الغير .. واعتبر ان هناك احدا في الدنيا .. يستحق ان ت فتح له قلبك ونفسك .. ثم .. تقع الواقعة .. عند اول ناصية .. تراه ناشرا لكل غسيلك .. بل واتهامك بأفظع الاشياء .. حتى ولو لم يكن هو نفسه يعلمها فيك .. ولكن مابال النفوس البشرية تشتهي الانتقام .. حتى من اصدقاء الأمس .. ومن احباب الماضي .. شهوة لا تقبل منافسة لأي معنى جميل كان موجودا .. ثم ماذا .. تنهال عليك التهم والشتائم بأفظع مما كنت تتخيل .. حتى انك تقف مشدوها .. كيف يخرج هذا الكلام وتلك الصفات من مثل هؤلاء اشخاص .. ثم .. يبررون افعالهم بأي شئ .. انك فعلت وفعلت .. والله لو فعلت ما اقسى من ذلك .. ولو هم فعلوا ماهو الأقسى ماكان يجب ان تخرج تلك الصفات والالفاظ ..
عندما أتهم صديقا قديما بالغباء .. أو بالمكر والدهاء .. أو حتى بفقدان الأهلية كعاقل .. فأنني اتهم نفسي .. كيف وكنت صديقه .. يقولون .. كنا مخدوعين .. كيف يكون الانسان مخدوعا ممن يصفهم الآن بالغباء أو بافتعال الجنون أو أو .. كغيرها من الصفات الذميمة حتى تصل الى اقصاها .. ( الكذب ) وهل بعد هذه الصفة كلام يذكر أو معانى جميلة تقال .. اذا فكل ما كان بينك وبين صديقك .. أو حميمك كان كذبا .. وهو – أي الكذب – صفة من صفاته – على اساس اننا لا نقف كالاطفال الصغار وهم يسبون بعضهم البعض بأي كلام .. اذا كانت هذه الصفة تسطتيع انت اوغيرك من الصاقها به .. فعن أي حديث تقوله بعد ذلك .. وهل تعتقد بأن الكذاب سوف يكون له مكان في حيابتك بعد ذلك ..
كثير من الالفاظ والصفات نقولها بينما نحن منفعلون .. احيانا ما تمر وما تترك اثرا في النفس .. ولكن الاخطر هي ما يلتصق على جدار القلب كالران الأسود لايزيله أي مسحوق ولا مجهود .. يكفي انها قيلت من شفاه كنا نتوسم فيها الحنان .. واصبحت لاتخرج الا صديدا قائحا ..
ان الصداقة المتوشحة بالحب هي اكبر من ان تكون عرضة بين اقدام المنفعلين .. الذين لايستطيعون حفاظا على أي من قيمها .. وكأنها اصحبت كرة يتلقفها لاعبون اغبياء لايجدون للقيمة ولا الاصالة معنى .. وعلى الرغم من ذلك نرى ان المقابل لايكون بالضرورة على نفس المقياس من رد الفعل .. لماذا .. لأننا لفظناهم من قلوبنا .. ولأن ما وصوفونا به كان كافيا لقتل أي شئ جميل كان .. وقد كان ..
لا اعتبر الصداقة او الحب عيبا .. ولا اعتبرهم انهم انتهوا من الحياة .. ولا استطيع العيش بدونهم .. وعلى الرغم من القسوة التي نتعرض لها من مقربينا .. وعلى الرغم مما يحدث لنا في حياتنا من امور احيانا تكون اثقل من جبال الظلمة الجاثمة على قلوبنا .. ولكن اعتقد ان الدروس المستفادة منها هي اكبر بكثير من ان نتركها تمر .. بالعكس هي تجارب نتعلم منها بعد ذلك كيف نصادق وكيف نحب .. وكيف نختار ايضا ..
الاختيار اصبح ضروريا .. خصوصا في عالمنا .. والبحث عن القيمة المستقرة اصبح من الصعوبة بمكان .. حتى اننا اصبحنا لا ندري هل اليوم اشبه بالبارحة .. وهل ما نختاره يندرج تحت تصنيف الجيد أن اننا نكرر مأساتنا مع من نعتقد بأنهم اناس اصليون .. ويعرفون قيمة المشاعر بين الناس .. كيف اعترف الآن بأنني اخترت جيدا وانا ارى من اخترتهم واختارهم قلبي بالأمس في مستوى اقل من ما تخيلت .. بل وصلوا الى درك اسفل لايدل كثيرا على ما كانوا عليه امامنا منذ فترة صغيرة .. ولكن يدل على ما بداخلهم اصلا .. وما كانوا يخبئونه عنا .. ومع ذلك يتهتمونا بالتزييف .. والكذب ايضا ..
اذا حدث ذات مرة ورأيت نفسك بين هذه المعاني .. فان الذي كنت تعرفه لم يكن سيئا .. ولكن ما استعمل ضدك ومن استعمله نفسه .. هو الخطأ وليس المعنى الجميل .. والا .. على الدنيا السلام ..
وما زالت في العمر بقية من دروس لم نعرفها .. ومازالت هناك الفاظا لم نعرفها .. ومازالت سباب وشتائم .. مكتوبة داخل قلوب من (؟؟؟) ولم نسمعها .. والزمن بيننا .. سنعرف عن انفسنا اشياء لم نكن نعلمها .. ولم نكن حتى نسمع عنها .. لا من قريب ولا من بعيد .. ولا من عدو .. ولا حبيب بالضرورة ..
الآن ليس كذبا ان تقول انه لم يعد يجري .. ولا حتى ترك بصماته على الصخرة الصماء
م.ن