السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على الرغم من تنوع الادوات العربية و دلالاتها لكن يبدو ان الكلام في اللغة العربية يعكس بعداً واحداً عن احتياج المتكلم بصورة ظاهرة و صريحة اذ تأخذ الكلمة في الجملة موقع اعرابي واحد , بخلاف كلام القرآن فالاعجاز اللغوي فيه صاغ الكلمة بعدة مواقع اعرابية و بعدة لغات و معاني , مثلاً يجوز في كلمة مالك في الاية (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ان ترفع فتصبح خبر لمبتدأ محذوف لتعطي عن ذلك حقيقة و خبر ثابت عن الله عز و جل
.
كما يجوز النصب فيها على عدة حالات فأما ينصب على المدح و هو جائز فتصبح كلمة مالك مدح لله عز و جل الذي بيده ملكوت كل شيء , او تنصب الكلمة على النداء فتصبح الاية نداء من العبد , او ينصب على النعت فيكون الملك صفة لله مع بقية صفاته او تنصب على الحال فيكون ملك مصائر الامم في ذلك اليوم حال الله عز و جل وحده لا يشاركه في ذلك اي ملك اخر من ملوك الدنيا .
اضافة الى قراءة -مالك- هناك 3 قراءات اخرى هي (مَلك و مِلك و مليك) يجوز فيها ايضاً عدة اوجه من الاعراب مع عدة معاني .
عند تمثيل ذلك هندسياً نستطيع القول ان كلام البشر = 1d , اما كلام القرآن = 11d (ان اختيار رقم (11) يرجع الى نظرية m الفيزيائية, من اخر النظريات في الابعاد و قد اخترتها لأبعاد الكلمات لان القران يعتبر كون منطوق يساوي الكون الصامت في كل قوانينه ) ان هذه الظاهرة المذهلة جعلت كلام القرآن جسداً حياً ينبض بالحياة كما يعتبر الاعجاز اللغوي اول اعجاز ساهم بشكل فعال جداً في دعوة العرب للاسلام .