نظر خِلسةً فإذا بها قد دخلت مُعترك لحظاته المُفضلة
بقيت معه للحظات تنظر ماذا يفعل فإذا به و كأنه يُخفي شيئاً مما كان يُشاهد
أصرّت على البقاء بقربه
و فعلاً لم يستطع ذاك الشخص تحمّلاً لوجودها فبدأ بحذف جميع ما كان يتصفحه و يراه خفية
بدأ الشك يسري في فكرها فبقيت حتى ترى النهاية
انتظر و انتظر و انتظر حتى تذهب فيُتابع ما كان عليه
لكنها أطالت الجلوس و حينها علِم أن لا مناص من الموقف و لا مفرّ من المُصارحة
بدأ بالحديث معها بكل صراحةٍ لأنه لا يزال قريباً فلا بُعد بينهما ماداما من أبٍ و أمٍ واحدة
فتح لها ما كان يُشاهد و جعلها تُشاهد حتى لا تزول ثقة الأخوة بينهما و حتى لا يُطفيء شمعة حديثٍ قد يجعله الله له
هدايةً لا ضلال بعدها أبداً ..
بعد المُشاهدة صُدمت شقيقته و ذُهلت
فالمشهد كان قاسياً عليها
و بدأت تقول له و الحزن يعلو مُحياها
هل أنت حقاً أخي ؟
غمره خجلٌ مع صراحةٍ معهودةٍ منه
ماذا أفعل ؟
كل الشباب العُزّاب يُشاهدون و أنا منهم .. لا أزيد عليهم التزاماً أو أكون بينهم ملاكاً !
فقالت له بنبرة الشقيقة الحنون :
ألا تخشى أن تنظر إلى الحرام فتموت عليه و هذه قاسية علينا لو حدثت !
أما تخشى العقاب ؟
ألا تعلم أنّ لك النظرة الأولى و ليست لك الثانية و هذه لنظرة الفجاءة فكيف بالنظر المُتعمّد إلى هذه المرأة أو تلك ؟
أفتجعل من العزوبية طريقاً لداء قلبك ؟
أهذا ما وصانا به رسولنا الكريم ؟
كيف لا تخشى على نفسك من نظراتٍ لم تحفظ بها أعراض غيرك و قد يبتليك الله
بمن ينظر إلى عرض أخواتك و أمك ..
بل ألم يكن في حسبانك ابتلاء الله لك بزوجة تنظر إلى الرجال كما تنظر أنت إلى النساء ؟
فلا تكن حُجتك في النظر تفسّخ من تنظر إليها و رضاها بذلك
فهذا بداية البلاء .. فإن هي لم تُحافظ على عرضها فكن له أحفظ و عليه آمن
هذا ديدن المؤمن أينما كان .. قوي أمام الشهوات مهما بلغت قوتها
شقيقي تفكر و أطِل الفكر و أصغي لما أقول من استفهاماتي :
ألا تُريد الحفاظ على مُستقبل ذريتك من بعدك ؟
أتُريد منهم أن يُبتلوا كما أنت الآن ؟
إن أردت الذرية الصالحة فاصلح نفسك حتى ترى النتيجة و لو بعد حين
فلا فروع بلا أُصول تستمد منها القوة بعد الله
فكن الأصل الذي لا يفنى بفناء عمره عن هذه الحياة بفرعك الخيّر المُفعم بالإيمان
كن لهم نواة الصلاح بصلاحك و إيمانك و تقواك
و صدقني لن تعدم الخير متى ماوجّهت وجهك لمن خلقك بالدعاء بالصلاح
::
أخي :
أكبح جِماح نفسك و احفظ الله يحفظك
و عاهد الله على عدم العودة للنظر الحرام و صُن عينك عنه و حقق أُمنيتي فيك
كُن كما عهدتُك سائراً على نهج نبيك .. قانعاً بما رزقك ربُك .. مُحافظاً على أعراض غيرك
فحُلمي فيك كأي شقيقةٍ تُريد أن ترى شقيقها في خير و على خير
تُريد أن تراه كالملاك يمشي على الأرض أينما حل يحلّ الذكر الطيب و أينما كان يكون الصيّب النافع
ينتعش قلبها بوجوده على خير و يسمو ذكرها حين يُذكر في مجلسٍ هي فيه
شقيقي :
دعواتي لك ستبقى تترى و تترى و لن أكون إلا معك و بقربك حتى تصل إلى بر الأمان
"أُختكـ المُحبة"
::
تعريف ::
ما سبق من أحرف إنما هي رسالة
صوّرتُ لكم فيها حال و تساؤلات و خوف شقيقةٍ تخشى على أخيها من نظر الحرام
رسالةٌ أنينها الدمع و ينبوعها الحزن
تتصارع بين حروفها الآهات و تختنق في زواياها العبرات علّه يعود كسابق العهد
و ستظل تدعو له و تعينه على ضعف نفسه مهما بلغ بها العناء
و مع كل ذلك لا زالت و مع عُمق الألم تُردّد :
ليتني شقيقي أملكُ الهداية لك
منقول
::