مصر العروبه
الي كل من لا يعرف من هي مصر
يسعدنا نحن ابناء مصر ان نعطي نبذه عن مصرنا مصر العروبه.
.
...
.
لم تشهد أرضٌ على مدار التاريخ تعاقباً للمحتلين و الغزاة مثلما شهدت أرضُ مصر ، و لم تكن دولة منذ القدم مطمعاً لكل محتلِ مثلما كانت مصر .. حكمها الفراعنة قروناً طويلة و احتلها الهكسوس سنواتِ عديدة ثم تلاهم الإغريق فالبطالمة ثم الفرس و من بعدهم الرومان حتى دخلها الإسلام فاتخذته مصر هويةًً و فكراً و ثقافةً مثلما اتخذته ديناً تدين به .
و رغم هذا لم تنجو مصر من مطامع الطامعين في خيراتها و حضارتها و ريادتها ، بدءاً من الخلافات و الدويلات الإسلامية المتعاقبة وصولاً للفرنسيين و الإنجليز و حتى اليهود الذين يرون في مصر قلعة الإسلام و العروبة التي بدونها يصبح العرب لقيمة سائغة فيتمكن بنو صهيون من تحقيق حلم دولتهم الزائفة من النيل إلى الفرات ، أو ربما من الخليج إلى المحيط !
و بالرغم من هذه التركيبة التاريخية النادرة التي مرت بها مصر من تعاقب الدويلات و المحتلين ؛ إلا أنه منذ دخول الإسلام إلى مصر و مساندة أقباطها لعمرو بن العاص في فتحها ، منذ ذلك الحين اتخذ المصريون العروبةً قوميةً لهم و الإسلام ديناً و هوية ، و لم تمر سنوات حتى أصبحت العروبة بالنسبة للمصريين لغةً و عاداتِ و تقاليداً لم ينحازوا عنها حتى الآن .. فكانت مصر دوماً كلما حل الظلام هي فنار العربية و العروبة و الإسلام .
و عروبة مصر ممتدة قبل ظهور الحضارة المصرية المؤرخة، حين كانت القبائل السامية في اليمن والحجاز تأتي إلى القرى المصرية للتجارة ، واختلطوا بالمصريين بصورة كبيرة حتى أن بعضهم استوطن مصر .. ثم تزوج سيدنا إبراهيم الخليل عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام ؛ تزوج السيدة هاجر من مصر لتنجب له سيدنا إسماعيل الذي ينسب إليه العرب المستعربون جميعاً ، ثم يتزوج سيدنا إسماعيل أيضاً من مصر مؤكداً تمازج الدماء العربية المصرية .. و يتزوج حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم من السيدة مارية القبطية لتنجب له ولده إبراهيم .. و يكفي للدلالة على صلة العرب بالمصريين منذ فجر التاريخ الإسلامي وصية نبينا محمد صلى الله عليه و سلم : ( إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرا ، فإن لهم ذمةً و رحما )
و عندما جاء الفتح الإسلامي إلى مصر إنقاذًا لها من الفكر الروماني الذي حاول الرومان فرضه على المصريين ؛ استقبله مائة و سبعون ألفاً من أهل مصر بالدفوف معلنين ترحيبهم بالهوية الإسلامية و القومية العربية ، و من حينها كانت مصر هي الحصن الحصين للذود عن الإسلام و العروبة على مر التاريخ الإسلامي ، و كانت دوماً هي قلب العروبة النابض بآماله و آلامه و أفراحه و مواجعه ، و كانت هي الصخرة التي تتحطم عليها أطماع أعداء العروبة و الإسلام من مغولِ و صليبيين و غيرهم .
و عندما ظهرت نزعة الوطنية والقَومية مع بداية القرن العشرين و مع ضعف الخلافة الإسلامية ، كانت مصر في مواجهة هذا الخطر و هب رجالاتها و مفكروها و مثقفوها للدفاع عن القومية العربية و الهوية الإسلامية ، و التأكيد على وحدة الأمة ، و لتنطلق معها ثورة التجديد الأدبي و إحياء اللغة ، و ليبزغ فجر التنوير الإسلامي ليعم الأرض كلها مشرقاً من أرض مصر و فكر رجالاتها .. و لتنطلق الدعوات من أرض مصر لتخطي الحدود الجغرافية و التقسيمات السياسية و توحيد الأمة في هويتها و أهدافها و آمالها ليعود المسلمون و العرب أمة واحدة كما كانوا و كما أرادهم لهم الإسلام .
و ما كان لهذا أن يحدث إلا من أرض مصر الذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في أهلها : ( إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك خير أجناد الأرض .. فقالوا : ولم يا رسول الله ؟ .. قال لأنهم وأزواجهم في رباط الى يوم القيامة ).
لكن الاستعمار الغربي و أذنابه الذين لا يعرفون من العروبة إلا اسمها و لا من الإسلام إلا رسمه ، ممن يحسبون على الإسلام و العروبة و هما منهم براء ، هؤلاء يسوءهم هذا الرباط الذي شهد به الحبيب المصطفى ، و يعلمون علم اليقين أن هذا الرباط إنما جعل للذود عن الإسلام و العروبة ، و أن العروبة بلا مصر مجرد شعارِ لا يساوي قيمة ما يكتب به ، فيسعون كل حينِ لإثارة النزعات متوهمين النيل من عروبة مصر و سلبها هويتها و قوميتها و ثقافتها .. و غفل هؤلاء عن أن عروبة مصر هرمٌ لا ينال منه الأقزام و لا يطولون قمته مهما حاولوا .
و من العجيب في ظل التحالفات و التكتلات التي يتجه إليها العالم في عصرنا الحاضر ؛ أن نجد من يحاول إثارة التفرقة و تفتيت وحدة الأمة و فك رباطها بإثارة مثل هذه النزعات لأغراضِ خبيثة .
إن عروبة مصر ثابتة يشهد بها التاريخ و الحاضر و الحضارة و الثقافة و اللغة ، فهي متأصلة في شعب مصر تجري فيهم مجرى الدم في العروق ، فلم تكن العروبة يوماً عرقاً أو نسباً أو سلالةً ، بل هي لغةً و لساناً و قوميةً و هويةً و ثقافةً و عاداتِ و تقاليد و جوار ، و كل هذا يثبت بما لا يدع مجالاً الشك عروبة مصر التي هي فخرٌ للعروبة كما هي فخرٌ لمصر .. و لا مجال لنجاح أي محاولة لسلب مصر قوميتها العربية و هويتها الإسلامية .. فياليت من يثيرون هذه الفتن أن يتقوا الله في أمتهم .
و لا يسعني إلا أن أقول مع الشاعر :
ولست أدري سوى الإسلام لي وطنًا ..... الشام فيـه ووادي النيـل سيـان
و حيثمـا ذُكــر اســـم الله فـي بـلـــد ..... عـددت أرجـاءَه مـن لُـبِّ أوطانـي
و أختم - باسم كل مصري - بقول شاعرنا العربي محمود درويش :
سجل !
أنا عربي
جذوري...
قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ
وقبلَ تفتّحِ الحقبِ
وقبلَ السّروِ والزيتونِ
.. وقبلَ ترعرعِ العشبِ
أبي.. من أسرةِ المحراثِ
لا من سادةٍ نجبِ
وجدّي كانَ فلاحاً
بلا حسبٍ.. ولا نسبِ !
يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
وبيتي كوخُ ناطورٍ
منَ الأعوادِ والقصبِ
منقول(نحبك يامصر العروبه)