السلام عليكم ورحمه الله ،،
ندماء وشرفاء
هناك مقاييس عديدة..
لاختيار من نحب..
أو .. من نستعين به..
أو.. من نثق بأمانته..
أو.. من نستشيره..
أو.. من نسرّ إليه بما نخفيه على غيره..
أو.. من ندخله في حياتنا..
أو.. من نوكل إليه مسؤولية..
أو.. من نبعده عن طريقنا..
فالحب.. والثقة.. والارتياح.. والميل..
لاتكفي وحدها..
لتأكيد سلامة الاختيار..
إذا نحن أردنا الخير..
لأنفسنا.. لأعمالنا.. لاحترام الناس لنا..
ولتحقيق النجاح الذي نسعى إلى تحقيقه..
فالحب عاطفة مجنونة..
لا تتوفر فيها شروط الاعتدال في الاختيار..
والثقة العمياء..
تفسد لدينا القدرة على معرفة الحقيقة..
والارتياح الشخصي..
لايتيح لنا الفرصة في اكتشاف حقيقة الغير..
والميل الحسي..
وسيلة مضللة.. وغير أمينة حتى على مشاعرنا..
فضلاً عن أن تكون محققة لمصالحنا..
فبالعاطفة.. والثقة.. والارتياح.. والميل..
قد يقع اختيارنا على الأسوأ..
وبها نبتعد عن تحقيق الكثير من الأهداف..
ونعجز عن الوصول إلى الأفضل..
لأن من نحب..
أو نثق به..
أو نرتاح..
أو نميل إليه..
سوف يحقق لنا ما نريد..
وليس ما نحتاج..
وسوف يعزلنا عن الحقيقة..
ويباعد بيننا وبين الأكفاء..
والمتميزين الحقيقيين ..
وسوف يجعلنا باستمرار..
محل تندر الآخرين..
وسخريتهم منا..
وتشفّيهم من اختياراتنا السيئة..
ومباركتهم الدائمة..
لحالة السقوط المتواصل..
انتظاراً للحظة الانهيار الوشيكة..
وإقامة مأتم الوداع..
لزفة الحب.. والثقة.. والارتياح.. والميل الأعمى..
لتعود بعد ذلك الحياة..
لكيان الأمس الشامخ..
ويسترد الأوفياء.. والأقوياء.. مكانتهم..
ويرتقون .. بما ارتفعت به..
عقولهم.. ومواهبهم.. ومحبتهم الصادقة..
إلى الأعلى..
ويصبح الكبار صغاراً..
تتساقط نعوشهم.. واحداً.. بعد الآخر..
ويدفنون في مأتم فرح..
ووسط أنشودة الحياة..
وقد انتصر الخير..
وعاد (الأخيار) إلى الصفوف الأولى..
بعد أن ..
ذهب الأشرار..
وسقط الندماء..
وتكشفت الأسرار..
وسطعت الشمس.. في أرجاء الغرف المغلقة..
وحلت الروائح الزكية..
بدلاً من السموم (العفنة)..
وعلت جباه الشرفاء..
لتقود مسيرة الأمل.. والعمل..
بكل اقتدار..
بعد ان دُفن الحب..
وسقطت الثقة..
وترسخ (الارتياح)..
ومات (الميل) الأعمى..
وفتحت الأبواب المغلقة..
وصار الليل نهاراً..
والنهار حياة أخرى..
حباً آخر..
ثقة أخرى..
ارتياحاً آخر..
ميلاً آخر..
لمن يستأهلون.. الحب.. والثقة.. والارتياح.. والميل..
بإخلاصهم..
وتفانيهم..
وكفاءتهم..
وبولائهم الصادق أيضاً..
م/ن