نحن بائعوا كلام..
ما بين الغمام والغمام ندس عطرا..
يخنق سرا سرب اليمام
يجهض في الليل الدامس
قبيل صلاة الفجر
وليد السلام..
حين العتمة تقع، والأنام نيام..
تعرفين أننا من يحيك مؤامرات الاغتيال
ضد الورد والقمح وجدائل النساء
ثم نغسل أيدينا ووجوهنا وأرجلنا..
لنرابض في المساجد..
مابين العصر والعشاء
ننصت للإمام وهو يدعو لك..
بالثبات على أرض الفداء
وما هزنا..لعمري ما هزنا
هذا النداء..
ننظم القصائد ونبيعها بأبخس الأثمان
نلعق تراب الأمير..
نحن والجرائد والقنوات العربية
وهو يدوس بقدميه جثة الوطن
فقد أخبرونا أنه هو المنان..
بدونه لا مطر في الربيع
لا غيمة تحبل
لا نبتة تزهر ولا رمان..
مات..مات فينا كبرياء الإنسان
هاهوذا الأشقر يتجول في ساحاتنا
يعوي كالذئب في غابات أرزنا
يسطو على خبز أطفالنا
يحرق قمحنا وشعيرنا..
يعصر بدلا عنا زيتوننا
يتغذى من نهود نسائنا
يصطاد كالسنور البري عيون بناتنا
يشغلنا بكرسي الخلافة والإمارة والرئاسة
ليكبث فينا الانتفاضة الأولى
ويحرق أوراق القضية الأولى
يقتل شجيرات اللوز في بساتيننا
ويذبح عند باب الحديقة حمامنا
يسمم أسماك نيلنا..وفراتنا..
ثم يمشي مزهوا على ضمائر شعبنا..
وضفائر أمهاتنا..
يا خوفي علينا..يا خوفي علينا
ونحن نهرول نحو سلام الجبناء
ننقاد كما السذج والبُلهاء
نرضى باللاشي..
ونكسي جلودنا العارية ثوب البسطاء..
متى..متى تضخ فينا
دماء الكبرياء ؟..