قالوا لي : بتحب مصر (؟) = قلت :....... !!
الحمد لله القائل : ((إن أكرمكم عند الله أتقاكم))..
===
كذا قالوا لتميم البرغوثي : ((بتحب مصر ؟)) فما حار جواباً إلا أن قال : ((مش عارف)).
أما أنا فقد طويتُ جانباً إجابتي
وسألت نفسي في هدأة الليل وأنا آمن في سربي معافى في بدني في ظروف مثالية = بتحب مصر ؟
هممتُ بالبحث عن الإجابة فتعارضت الأدلة !!
لكن الجبوري قال كلام جميل
جمـالـُك زادنـي فيـك انبـِـهــارا
و مثـلـُك لا يُعـابُ و لا يُمـارى
و حــبـُّــك شقَّ أوديــة بقلبـــي
و مازَجَ في دمـي مــاءا و نـارا
و أنــِّي عــنـدما أدعـوكِ أدعـو
رجـَـالا فيـكِ أفــذاذا غـَيــَـارى
يلبـُّـون النــداء إذا أتــَـاهــُــــم
و يحيون القلوب لـه انتصـــارا
فيـا مصرَ التي شربت علــومـاً
و فـاضـت من ثنايـاها انهمـــارا
أفيقـي من سباتـِكِ ويـح قلـــبٍ
غـَفـا دهـرا و قد شبع احتقـارا
أراك و لا أرى أهـلَ المنـايـــا
إذا مـا الظـُلمُ يطـلبك ابـتـــدارا
ممـاليــكٌ ملكـتِ بــهــم بـــــلاداً
و شيـَّدتِ القــلاع لنـا افتخــارا
فـأيـن رجـالك الأحـرار يا مـن
يـَـذلُّ على ترابـك مــَـن أغـــارَ
و إنــك تسبـقيــن لكــل غـُـنـْــمٍ
و يعـرِفـُكِ الشـديـدُ إذا تـبـارى
فــــأيــن العـزُّ مـن أبنــاء عــمٍ
و أيــنَ السائـرون لك اعتمـارا
و أيـنَ السائحون لك البـَـوادي
و أيــن القاطفـون لك الثـمــــارَ
رأيتــك بين رائـِحَــةٍ و غـــــادٍ
يـُحـرِّكـُكِ الهـوى حيث استـدارَ
و تـَجـْرحُـكِ العُـيُـونُ إذا أمـدَّت
بــأطرافٍ تـُطـالعـُكِ انتـــظــَــارا
و نيـلٌ فيـك يجـري في سكـونٍ
على أرض ليغـمـُرَها ازدهـــارا
أراهُ اليــومَ مـن ظـَمَـأٍ يُعـَـانــي
و يـُغـرِقُ بَعـْضَه بَعضَا شِجــارا
و يكـــوي زرعـَهُ بِلهيبِ صيـفٍ
و يــزرع فـي حـدائـقـــه دمـَـارا
و أبـْصِرُ قـَطـرة مُزِجَت بمـلــحٍ
على جـَفـنٍ تـُجـرِّحُـهُ احْمِـــرَارا
فـَتـسـقـَط في تـُرابِك من عُيونٍ
لتـَدفـنَ فـي مـقـابـرك انفـجــارا
أراك تقـــلـِّبـيـن علـيَّ حـُـزنـــي
أبعـدَ الشـيـبِ تهجرك الحبـارى
و بعـد الشيـب تصفعك الأيــادي
و تستـجــدي مروأتـَك العـَـذارى
و أبنـــاءٌ أضـاعـوا في طـريــقٍ
لهـم جيـشــا لفتـح القــدس سـار
و قـد كـنـَّا نـجـيــؤك فـي رحالٍ
و نصــدُقُ فـي مـودتــنا الديــارَ
فعـذرا إن جرحتـك كل قصـــدي
أقـلب فـي منـاقـِبـِك افتــخــــارا
و إنــي قـد نـسـيـت بــأن قـوما
أقامــوا فيــكِ عهـدهـُمُ تــوارى
فـأخـْلـَفـَهـُم على وَهـْنٍ رجـَـالٌ
كـَمِـثـْلي في المدائِحِ لا تـُجَارى
و لـكــنـَّـا إذا مـا اشـْـتـَـدَّ بــَأسٌ
ركـِبـْـنـَا الريح نـَسـبِقـُهـا فِـرارا
و إنْ أرضُ العروبـة قد دعتـنا
إلى خصـم عـلـى أهــلٍ أغـــار
نـطــوِّقُ أهـلـنا بسـيـاج ظـُـلــمٍ
و نـُحـكـِم حـول غـَزتـنـا الجدارَ
فـنـحنُ مقلـَّـبـونَ عـلى هــوانــا
هـواجـسُـنـا تـهـدِّدُنــا جـِهــَـارا
نـواعـدُ بعضنا و نخون بـعـضا
و نشـربُ من دسائـســنا مَــرارا
و نستـرعي ذئـابـا فـي رُعـانـا
و ان أكلـت من البـقـر العِـشـار
و سـبـعٌ خلتـها تمضي و سـبـعٌ
و عـامٌ فيـه نعـتصرُ اعتـصـــارا
و لـكـن تـلـكَ رؤيــا لا نــَــراهـا
و لـسـنـا من يُحـقـقهـا اقتــدارا
رؤانــا أصـبحت تمـثال شـمـع
نـُشـكـِّلـُها و نـبـدلها أنصـهـارا
و أنــَّا قــد تـقــلـَّدنـَـا أمـــــورا
عظيماتٍ و قــد كـنـا صِغـــــارا
فـأولــُهـا أضعـنـا الشـرع لـمَّـا
تقـلـَّـدت الســـفــاه بــنـا القــرار
و ثـانـيـهــا حكــمنـا فـي أمـــورٍ
بــلا عـلــمٍ فأخـطأنـــا الخـيــــارَ
و ثـالـثـُهـــا ركـِبـنـا فــي ظــَلام
جـَهـالتـَـنـا نخـوض بهـا الغمـَار
و فـي ظـُلمات لـيـلٍ فوق بعض
لبـِسـنـَا القـيـدَ نحـسـُبـُه ســوارا
و قـد فشـلـت سـِيـاسَـتـُنـا لأنـَّــا
قـلـيــلٌ مَن بطـانـَتـَـه اسـتـشــار
و مـن هـذا كثيـرٌ حيـن أحـصي
و أكتـُمـُه اختـيارا و اضطـــرارا
لأنـَّـكِ تعـلمــيـــــــنَ بـــأن أمـَّـا
يـعـزُّ عـلى البـنـيـن لها انتـهـارا
فـلـسـنـا جاحِدوكِ و ان أقـمـنــا
بضـغـف منـك أورثـنـا انكســــارا
فـقـومـي مـن سبـاتك إن جـيــلا
مـن العـلمـاء أفــــذاذٌ غـَـيــارى
أراهـُم يزرعـون الأرض عِلــما
كـمـا زرعــت بسـابـقـها دمــارا
عـلــى صـفـحـات أيــام شــــداد
رأيـت العلـم قـد شـع انتــشــارا
أبــو إسحــق تــاجٌ مــن وقـــارٍ
خـليـفـة مـن تهـيــمُ بـه بُخـارى
و فــي مقصـودَ هـمــَّة تابــعــيٍّ
و عدل في الحوادثِ لا يُجــارى
و من عبـــد العظيم سمعتُ قــولا
يَخُـط ُّخطوط حِكمته اختـصـَــارا
و فـي حسَّـان عنـدي حُسن ظـن
فكـم أبكـى العيـونَ و كــم أثــــار
نخـالف بعضـهم في بعض قـول
و نتبع جَمعهـم من حـيـث سـَـار
علـى هــَدْيٍ أطعـنا سـَـائقــيـنـــا
و جـلــَّيـْنـَـا عـن الحـق الغــبـــار
أطيــلُ مـن القـصـيـد و لا أبــالي
و لـسـتُ أذلُّ أشعـاري افتـقـــارا
و إن لـيـــلُ المـظـالم قـد دهـانــا
سنـصـنـع مـن منـابـِـرنـا نهــــارا
و نـُعلـي بالجــهـاد لهـَا سَـنـَامـا
و نـُعـلـي بـالدمــاء لهــا مـَـنـارا
و يا أهل القصور و من سِواهـُم
و يــا مـن فـي خيـانـتـه تـوارى
خسـئـتم بل خسـئـتم بل خسـئـتم
ثـلاثـا و الخـيـانــة لا تـــُـدارى
أمن أجل القصور و بعض ملك
تـبـيـعــون المـــروأة و الــديــار
فــلا و الله مــهـمـا قـد بـذلـتــــم
فلن ترضى اليهود و لا النصارى
...............................
نقلاً عن الاخ ابن قمر المصرى