يَرَوْنَ السياسةَ أنْ لا يمسَّ
هذا ، وأنْ يُتَّقى شرُّ ذا
وهذا وذا في صميمِ البلادِ
سُلٌّ ، وفي العينِ منها قذى
مساكين يقتحمونَ الكفاحَ
وقد راعهمْ بابُه مِن كُوى
وما هو إلاَّ احتمالُ الخُطوبِ
وإلاّ الأذى والعَرا والطَّوى
فهمْ يعرفونَ مزايا الخُلودِ
ولا يُنكرونَ مزايا الفَنا
وهمْ يعشَقونَ هُتافَ الجموعِ
ويَخْشونَ ما بعدَه من عَنا
فليتَ لنا بهمُ ناقةً
تُطيق الحفا والوجا والوحى
وتجترُّ بالجوعِ ما عندَها
وتَطوي على الخِمْسِ حَرَّ الظما
ومُحتقِبٍ شرَّ ما يُجتوى
مشى ناصباً رأسهُ كاللِّوا
مشى ومشتْ خلفَهُ عُصبةٌ
تقيسُ خُطاهُ إذا ما مشى
يُحبُّ " السلامةَ " مشفوعةً
بدَعوى " الجْبانِ " بحُبِّ الوَغى
ويجمعُ بينَ ظِلالِ القصورِ
وعَصْرِ الخمورِ ورشْفِ اللَّمى
وعيشِ " المَهازيلِ " في ناعمٍ
من العيشِ مِن مثلهِ يُستحى
وبينَ " الزعامةِ ! " لا تُصطَفَى
بغيرِ السجونِ ولا تُشترى
ولم أدرِ كيفَ يكونُ الزعيمُ
إذا لم يكنْ لاصقاً بالثرى
ومنتحلينَ سِماتِ الأديبِ
يظنّونها جُبَباً تُرتدى
كما جاوبتْ " بومةٌ ! " بومةً
تَقارَضُ ما بينها بالثَّنا
ويرعَوْن في هذَرٍ يابسٍ
من القولِ ، رعيَ الجمالِ الكلا
يرَوْنَ " وُرَيقاتِهم " بُلغةً
من العيشِ لا غايةً تُبتغى
فَهُمْ والضميرِ الذي يصنعونَ
لمنْ يعتلي ، صهوةٌ تعتلى
مما راق لي اتمني ان ينال اعجابكم
الفارس المصري
دمتم في رعايه الله وامنه