أظنه أحسن كاتب ساخر في تاريخ مصر
قد اكون مخطئا
ولكنني أري فيه الوحيد القادر علي مزج السياسة بالفكاهة
كرة القدم مع الطرب
بحرفية(معلم)
محمود السعدني
ودي حكاية من حكاياته
***
"...وذات يوم قالوا : إن الملك فؤاد مات ، ولم أكن أعرف من هو الملك فؤاد ولماذا مات ولا كيف يموت الناس ، ولكنه كان يوما سعيدا لأن المدرسة أغلقت أبوابها ووضعونا في أوتوبيسات وذهبوا بنا إلي القاهرة . ووقفنا علي الرصيف نرفع علما وننشد نشيدا ، ولكن عندما بدأ موكب الميت يمر من أمامنا ..تركنا العلم يسقط وكفت حناجرنا الضعيفة عن الصراخ ، ورحنا نصفق ونضحك كلما مر أمامنا موكب العلماء والوزراء والجهلاء الي آخر المواكب التي انتظمت في الجنازة.
وكان الي جوارنا مدرسة أخري هي مدرسة محمد علي الإبتدائية ، وكانت مدرسة محمد علي تنافسنا في الكورة ، فلما رأيناها علي الرصيف طاف بخاطرنا أنها جاءت تنافسنا في الجنازة . لذلك تداولنا بسرعة لهزيمة مدرسة محمد علي والانتصار عليها.
وكان موكب ضباط الشرطة هو الذي يمر أمامنا حيث تعالت هتافاتنا يا محني ديل العصفورة ، والجيزة هي المنصورة , وياسالمة يا سالامة رحنا وجينا بالسلامة . وانفعلت مدرسة محمد علي فردت علينا ، وزاط الرصيف كله , وتطورت الهتافات الي العبيط أهه ، أهه ، وكان التابوت نفسه يمر أمامنا في تلك اللحظة ملفوفا بعلم أخضر علي مدفع طويل يشبه مدافع رمضان.
وتراءي لحضرة الناظر أن يفرض نفوذه علينا فدفعنا في غيظ علي الرصيف ، فدفعنا الخلق الذين يقفون خلفنا في الشارع . واندفعنا نحن بلا مقاومة ، ودفعنا حضرة الناظر معنا فسقط علي الأرض وسقطنا فوقه وأصبح الأمر فوضي ، وانطلقت الصفافير من كل جانب , وانطلقت فرق بلوكات النظام تهرسنا بالأحذية وتضربنا بالشوم ، وقمنا جميعا نجري وسط الجنازة ونقتحم مواكب العلماء والوزراء والجهلاء ونفركشها , وأصبحت الجنازة مسخرة ومضحكة وضاع وقارها بسبب ديل العصفورة والجيزة هي المنصورة !!