عنْدَ منْتَصَفِ الاحتِضَـار ،
أركِنُنِي عندَ نَاصِيَةِ البُكَـاء
أتَكَوَّرُ بِ تَلَظِّي الذَّاكِرَة وَجَدبِهَـا منْ " فَرَح "
لِ تَتَقَاذَفَ دَمعَاتِي مَرَاحِلِهَـا
وَتتَسَابَق لِ تسْقِي منْهَـا التِّيهِ المُتَجَذّر منْ أوَّلِ وَخْزَاتِ السَّكَاكِين
حتَّى آخِرِ انتِفَاضَاتِ الرُّوح
ومَـا إنْ سُيِّقَت الأوْجَاع منْ منَابِتِ الذّبْح
و أينَعَ قِطَاف المَوت
وتَدَافعَ الزَّهْقُ يلتَهِمُ الصَّوْت
أشِقُّ غمَائِمَ السَّمـاء بغُصْنِ الحُزْنِ العَظِيم
فَ تُدْمِي الأرْضَ بلعْنَةٍ تَدُوم
وضَيَاعٌ لَنْ يَبُور
وصَرَخَاتُ رَعْدٍ وَ رِيح
تُهَيِّجُ كلَّ الجُرُوح ،،
مذُّ حَفَرْتَ خَدِّي بِ بَرَاكِينِ السَّفْك
وَ شَظَّيتَ حمَمِ الوَجَع لِ يَطبَعَ نَدْبَةً فِي كُلِّ حُلمٍ يَلِيدْ
يَثُور منْ جِفْنِي وَ يثُور
وَ شَوَّهْتَ بِ خَدْشِكَ كلَّ أمَلٍ يَلُوذْ
كلَّ وَمْضَاتِ مَبْسَمِي فِي أُفُول
وَ آمَـالِي عَنْ آمَـالِي تَذُود
مذُّ رَأيتُهَـا تَتَشَدَّقُ بِ فُسْتَانِي الأبْيَض
وَ معَاطِفُ الاحتِمَـال تَرِثُّ علَى تَلَابِيبِ أيَّامِي وتتَمَزَّق
تَتَعَرَّى إخْفَاقَاتِي أمَـامَ نَاظِرَيْكَ لِ أعِيدَ حَكَايَـا المَوت
" مُجَرَّد حَدِيث "
يَـا معْشَرَ الأوْجَاعِ إنِّي مَرِيضَة بِه .. مَرِيضَة
تَهْمِدُ تَكَّاتِ الرِّضَـا أنْ تهِبَنِي منْ رِيقِهِ الدَّوَاء
قَبْضَةُ هَلَاكٍ تعْتَصِرُ المُرَّ منْ كَبِدِ الوَجَع وتُسْقِنِيه أضْغَاثًـا تُسْتَبَـاح
وهَمْهَمَةُ " حَدِيثٍ " تَتَقيَّـأُ أحْشَاءَ النُّوَاح
أنْ وَيْحِي لمْ ألْثِمُكَ بالتَّبَارِيك لمَن تَفَرَّدتَ فِي نَكْئِ جُرْحِي بِ مِلْحِ الحَدِيث
أنْ وَيْحِي لَم أقَبِّلْ قلبُكَ الذِي شَرَّدَ حَيَاتِي بِ مِشْرَطٍ طَعَنَ منِّي معْصَمُ الوَرِيد
أنْ وَيْحِي لَمْ أُزَغْرِدْ علَى عُرْسِ ذُبُولٍ ألثَمْتَنِي بِ الخُذْلَانِ الرَّجِيم
أنْ وَيحِي لَمْ أرْقُصْ علَى المَسَامِيرِ ال دَجَّجْتَ طَرِيقِي
أنْ وَيحِي لَمْ أُهْدِيهَـا الوُرُود الـ اختَزَلْتَ منْهَـا الشَّوْكَ لِ تُطْعَنَ صَدْرِي
أنْ وَيحِي لَمْ أسَلْكَ عنْكَ يَـ خَافِقِي ،
هلْ سَ تُمَشِّطُ شَعْرهَـا الحَرِيريّ وتَتَغَزَّلُ بِ أنُوثَتِهَـا الطَّاغِيَة بِ أشْعَارِكَ الشَّهِيَّة ؟
هلْ سَ تُدَاعِبُ بشرتهَا المُخْمَليّة بِ صَبَاحَاتٍ مطْبَقَةِ القُبَل؟
هلَ سَ تَكْتَظُّ بِ نَدَى استِيقَاظهَـا ألحَانِ فَيرُوز؟
هَلْ سَ تُطْعِمُهَـا بِ يَدَيكَ إفْطَارًا منْ جُثَتِّي وَ عَصِير نَزْفِي علَى السّرِير الأبْيَض عنْدَ كلّّ إشْرَاقَة تُدْلِفُ عنِّي البَصَر؟
هلْ سَ تُسَافِرُ مَعَهَـا بعْدَ أرْبَعَةِ أعوَامٍ إلى كَنَدَا لِ تَرَى بعَيْنَهَـا الغَدِ الجَمِيل ؟
هَلْ سَ تَزْرَعُ علَى شَفتَيهَـا وَاحَاتِ عنَب وتَرْتَشِفُ منْ عشْقِكَ سكْرَة دَانِيَة القِطَاف بِ " حلمِ المسَاس " ؟
هلْ سَ تعْشَقُ أطْفَـالَكمَا لأنهمْ " قطْعَةً منْهَـا "
يَـ بَقَايَـا خَيبَة المَاضِي العَقِيم
إنِّي أجْهَضُ منْ رحمِ البَقَـايَـا بِنَزْفٍ سَقِيم
وَ أركَانِي مُتَضعْضِعَةٌ علَى مَشَارِفِ الهَاوِيَة
صَهْ صَهْ أصمُتْ عنْ جلْجلَةِ المَاضِي الوَئِيد
واكمِل الحَدِيث بعْدَ أنْ تَتَخَثَّرَ رُوحِي فِي مَقَابِرِ الوَرِيد
راقنى