أرفض المسافة ..
أرفض المتاهات ..
أرفض القيود ..
أرفض الجمود ..
ولازلت أرفض كل ألم يغتالنا ..
ولازلت أرسم صناعة أمل يعزفنا ..
أرفض الحياة المظلمة ..
والتي تشرق بالليل الدامس ..
والظلام القاسي على الروح ..
والذي لا نرى منه إلا أطلال النجوم ..
تنير بعضا من بقايا سماء الحياة ..
فنعزف آهات الروح ..
بقيثارة الوجد ..
نعزف ألم ..
ونسمع حداء الجرح ..
فنرفض مسافة الألم ..
الشاسعة بين الجرح والفراق ..
كم أكره تلك المسافات ..
وكم يغتالني فراق الأمل ..
أرفض اليأس ..
أرفض الألم ..
أرفض الزمن القاهر ..
أرفض الأمل المستتر وراء الألم ..
أرفض التعب بعزف الجروح ..
أرفض الوجود إذا كان بلا هوية ..
أرفض نشوة البحر ..
حينما يغتال ذاكرتها ..
ولا يلملم شتاتها البعيد ..
ولا يعترف بشموخها الفريد ..
حينما تصافح بحرها ..
ولا تجد منه إلا الغدر في روحها ..
أرفض اليتم من مهد الطفولة ..
لا والد يحميني من قسوة الحياة ..
ولا والدة حنونة تهديني الحب أكثر ..
أرفض اليتم بكل أحواله ..
أرفض تلك الطفولة البعيدة عن طفولتها ..
أرفض الزمن الذي لا يهديني عائلة ..
ويعطيني معناها الحقيقي ..
تعبت من منزل فاخر ..
ولكنه خاوي من معاني المنزل الحقيقية ..
لا عائلة تهديك الأمان ..
لا أخوة تعطيك الجمال ..
كم أرفضك يا زمن ..
أرفض الجمال ..
حينما لا يعطي الزهرة الجميلة قيمتها ..
من الجمال والحب ..
أرفض الإستقلال ..
حينما لا يهدينا حرية الإختيار حتى في حياتنا ..
فيكون إستقلال بالإسم فقط ..
بدون أي معاني ..
أرفض ذاك العزف ..
والذي لا يعترف به أحد ..
ولا يعرف قيمة تلك المشاعر ..
ولا يسكن ذاك الإحساس ..
فأي عزف يسكن ..
وأي أوتار تحمل الأمل ..
أرفض الشموخ ..
إذا كان يعني إغتيال زهرة بريئة ..
ذنبها أنها زهرة جميلة ..
فما قيمة الشموخ في رصيد الإغتيال ..
أرفض الدموع ..
إذا كانت لا تجيد فن الحزن ..
ولا الصدق مع الروح ..
وإنما تجيد إغتيال كل إقتراب ..
ليعيش كل إبتعاد ..
فلا قيمة لأي دموع بعد الفراق ..
أرفض طيور السماء ..
حينما تجيد فن الرسائل ..
فتعطي رسالة الحب إلى تلك الحبيبة ..
التي إرتضت بالفراق ..
ورضيت بمجرد رسائل عبر الطيور ..
أرفض القمر ..
حينما ينير لي درب دموعي ..
ويجعلني أنظر إلى أماكن الذكرى ..
أرفض نوره وحتى سمائه ..
لأني أرفض تلك الأماكن ..
أرفض رسائلها ..
وأرفض حتى أحرفها ..
لأنها مجرد أحرف ..
تحتويها رسالة فقط ..
مليئة بأشواق الأوراق ..
ولكنها خالية من إقتراب الجمال أكثر ..
فما قيمة الرسالة إذا كانت مجرد أوراق ..
أرفض الشمعة التي تحترق وتنسى ذاتها ..
فلا تضيئ الدرب لضياءها ..
ولكن تتناسى وجودها وجمالها ..
لتحترق وتحرق جمالها ..
فأي إغتيال للجمال ..
أرفض الإنزواء ..
أرفض الإنطواء عن العالم ..
أرفض الشتات ..
أرفض حتى الفُتات ..
فإما أن أجمع المجد بأكمله ..
وإلا فلا خير في الحياة ..
سوى الممات ..
أرفض السحاب ..
وأرفض الحوار حتى مع تلك السماء ..
إذا كانت لا تكرمتي بأمطار الروح ..
وتبرق برعود العاطفة الجميلة ..
أرفض الإنتظار ..
ولهيب قسوته ..
فالإنتظار يقسوا على الذات ..
ويغتال جمال اللحظات ..
أرفض حتى الإبحار إليها ..
حتى لو كان القمر ضيفنا ..
والسماء هي الشاهد على لقاءنا ..
لأن الحب لا يحتاج إلى شهود ..
ولا يعترف بأي حدود ..
على السماء أن تمطر سعادة ..
وعلى القمر أن يبتسم ..
وليسوا مجرد ضيوف في لقاء السحاب ..
أرفض كل الشبهات ..
وأرفض كل الحقائق المتأخرة ..
أرفض الندم وحتى الوهم ..
أرفض كل شيء يرسم الحيرة في روحي ..
وأثمّن الوفاء ..
برحيق عبيره ..
ومسك عطره ..
وجماله البعيد المدى ..
أرفض السؤال ..
مع أنها تملئني بالأسئلة ..
ولكن أسئلة لا تقودني إلى عنوان الروح ..
فلست بحاجة إلى سؤالها ..
أرفض الحنين برفقة القمر ..
ونشوة جمال الزهر ..
تحت ظلال السماء ..
فالحنين عاصمته قلبها ..
وبلاده روحها الندية ..
فلا حاجة لها بذاك القمر ..
أرفض الغربة في الحياة ..
حينما يهديها الزمن القسوة والشتات ..
فلا أحد يرفق بها ..
ولا أحد يحنوا على قلبها ..
~ ولا زلت أرفض المسافة وكل المسافات ~
" منقووول "