العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07-24-2011, 07:13 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الدكتوره

الصورة الرمزية الدكتوره

إحصائية العضو







الدكتوره غير متواجد حالياً

 

Icon24 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



فضل الله ـ سبحانه وتعالى ـ نبينا محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكرَّمه، وخصه بأشياء دون غيره من الأنبياء، فله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خصائص لِذَاته في الدنيا، وله خصائص لذاته في الآخرة، وله خصائص لأمته في الدنيا والآخرة .. مما يدل على علو منزلته، وعظيم قدره عند ربه تبارك وتعالى، كيف لا، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، وخير خلق الله أجمعين




(1) خصائص الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمته في الدنيا


فضل الله ـ عز وجل ـ هذه الأمة على سائر الأمم، واختصها بخصائص وكرامات كثيرة في الدنيا ليست لغيرها، وذلك إكراما وتشريفا لنبيها محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ سيد الأولين والآخرين. وإنما نالت الأمة ما نالته من تشريف وتكريم، بإيمانها واتباعها لرسولها ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، والسير على سنته، والعمل بشريعته..
خير الأمم
ومن هذه الخصائص العظيمة التي منحها الله وجعلها لأمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن جعلها أكرم الأمم وأخيرها، وأحسنها وأفضلها عند الله تعالى، وحسبنا شهادةُ القرآن الكريم: { كنتم خير أمة أخرجت للناسِ تأمرون بِالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } (آل عمران: من الآية110)..
وعن بهز بن حكيم ، عن أبِيه عن جَدِّهِ، أنَه سمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول في قوله تَعالَى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس }، قَال: ( أنتم تتمون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله ) ( الترمذي )..
وعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أعطيتُ ما لم يُعْط أحد من الأنبياء، فقلنا: يا رسول الله ما هو؟ قال: نُصِرْتُ بالرعبِ، وأُعطيتُ مفاتيح الأرض، وسُميتُ أحمد ، وجُعلَ الترابُ لي طهوراً، وجُعلت أمّتي خير الأمم ) ( أحمد ).
الأرض مسجدا وطهورا
ومن الخصائص التي اختص الله بها نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمته في الدنيا، أن جعل لها الأرض مسجدا وطهورا، فأيما مسلم أدركته الصلاة، فلم يجد ماء ولا مسجدا، فعنده طهوره ومسجده، بخلاف الأمم السابقة، فإن الصلاة عندهم في أماكن محددة كالبيع والصوامع.. قال ـ صلى الله عليه وسلم: ( وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلِّ ) ( البخاري ).
حل الغنائم
كانت الغنائم للأمم فيمن قبلنا على ضربين، منهم من لم يؤذن لهم في الجهاد فلم تكن لهم غنائم، ومنهم من أذن لهم فيه، فكانوا يغزون ويأخذون أموال وأسلاب أعدائهم، لكن لا يتصرفون فيها بل يجمعونها، وعلامة قبول غزوهم أن تنزل النار من السماء فتأكلها، وعلامة عدم قبوله أن لا تنزل، ومن أسباب عدم القبول أن يقع فيهم الغلول وهوما أخفي من الغنيمة عن القسمة .
فكان من فضل الله على أمتنا أن خصها بحل الغنائم، قال الله تعالى: {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أَخذتم عذاب عظيم . فَكلوا مما غنمتم حلالا طيِبا واتَقوا الله إن الله غفور رحيم } (الأنفال: 69:68).
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله: { لولا كتاب من الله سبق } يعني: في أم الكتاب الأول، أن المغانم والأسارى حلال لكم.. فحل الغنائم خصوصية من خصوصيات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمته في الدنيا..
التجاوز عن الخطأ والنسيان
ومن هذه الخصائص العظيمة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأمته في الدنيا، أن الله ـ عز وجل ـ تجاوز عما صدر منها على سبيل الخطأ والنسيان، وتجاوز لها عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به..
وذلك لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم يتكلموا أو يعملوا به ) ( مسلم )..وعن أبي ذر الغفاري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه ) ( ابن ماجه )..
أمة التيسير ورفع الحرج
من رحمة الله تعالى وكرمه بهذه الأمة المحمدية أن وضع عنها الآصار والأغلال التي كانت على الأمم قبلها، فأحل لها كثيرا مما حُرِّم على غيرها، ولم يجعل عليها من عنت ولا شدة، كما قال تعالى: { هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج } (الحج: من الآية78)، وقال: { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } (البقرة: من الآية185)، فجعل الله شريعة أمة الإسلام، أكمل الشرائع وأيسرها.. ومن ثم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إني أرسلت بحنيفية سمحة ) ( أحمد ).. وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمعاذ وأبي موسى ـ رضي الله عنهما ـ حين بعثهما إلى اليمن ـ يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا ) ( البخاري ).. وفي حديث لحذيفة ـ رضي الله عنه ـ ذكر فيه قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ... وأحل لنا كثيرا مما شُدِدَ على من قبلنا، ولم يجعل علينا من حرج ) ( أحمد )..
يوم الجمعة
اختصت الأمة المحمدية بخصائص كثيرة في الدنيا لم تعطها غيرها من الأمم، ومن ذلك يوم الجمعة، خير يوم طلعت عليه الشمس، فيه خلق آدم عليه السلام، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه، والأحاديث في ذلك كثيرة..
وهذه الخصوصية لم تكن لأحد قبلنا من الأمم.. عن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضي لهم قبل الخلائق ) ( مسلم )..
أمة محفوظة من الهلاك والاستئصال
الأمة المحمدية، أمة مصونة مرحومة، فلا تُهلَك بالقحط والجوع والغرق، ولا يسلط عليها عدوا من غيرها، فيستبيح بيضتها ويستأصلها، وهذه جملة خصائص لأمة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ، لقوله ـ صلوات الله عليه ـ : ( سأَلتُ ربِى ثَلاَثًا فَأَعطاني ثِنْتَيْنِ ومنعني واحدة، سأَلْتُ ربِى أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ (القحط) فَأَعطانِيها، وسألتُه أَن لاَ يهلك أُمتي بِالْغرقِ فَأَعطانِيها، وسألْته أَن لا يجعل بَأْسَهُمْ بينهم فَمَنَعَنِيهَا ) ( مسلم ) ..
فأمة الإسلام أمة محفوظة باقية، بحفظ الله لها، فلا يُمكن استئصالها من الأرض، مهما حاول الأعداء، ومهما سعوا واجتهدوا في ذلك ..
شهداء الله في الأرض
فضَّل الله ـ تبارك وتعالى ـ هذه الأمة، ورفع ذكرها، بأن أضافها إليه إضافة تشريف وتكريم، فقبل منها قولها وشهادتها.. ومما يدل على هذه الخصوصية العظيمة، ما رواه أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: ( مروا بجنازة فأثنوا عليها خيراً، فقال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ وجبت . ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً، فقال وجبت.. فقال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ما وجبت؟ قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض ) ( مسلم )..
صفوفهم كصفوف الملائكة
خص الله ـ عز وجل ـ أمة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ بجعل صفوفها في الصلاة، كصفوف الملائكة.. ومما يؤيد هذه الخصوصية، ما جاء عن حذيفة ـ رضي الله عنه ـ ، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( فضلت على الناس بثلاث، جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا، وجعلت تربتها لنا طهورا، وذكر خصلة أخرى ) ( مسلم ).. والخصلة الأخرى هي فضل الآيات من أواخر سورة البقرة، كما جاء ذلك في روايات أخرى..
ومما اختص به ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمته، أن أجر الصلاة في مسجده ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحسب بأجر ألف صلاة في غيره من المساجد، عدا المسجد الحرام، ثبت هذا في عدة أحاديث، منها حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ( صلاة في مسجدي هذا، خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام ) ( البخاري )..
أمة لا تجتمع على ضلالة، وطائفة منها على الحق
أكرم الله ـ تبارك تعالى ـ الأمة المحمدية في الدنيا بخصائص وكرامات كثيرة منها بل من أهمها : أنها لا تجتمع على خطأ، تشريفا لها، وتكريما لنبيها ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ومنها: وجود طائفة من هذه الأمة على الحق والهدى في كل زمان، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك....
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في سياق كلامه على خصائص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " ومثلها عصمة أمته بأنها لا تجتمع على ضلالة في فرع ولا في أصل " ..
وبذلك جاءت أحاديث كثيرة، منها: ما رواه عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إن الله لا يجمع أمتي ـ أو قال أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على ضلالة ) ( الترمذي ).. وعن ثوبان ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) ( البخاري )...
إن ذكر خصوصياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمته كثيرة، وحسبنا في مقامنا هذا أن وقفنا عند بعضها، وإنما حصلت لأمتنا هذه الخصائص وغيرها، لمكانة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنـزلته عند الله



يتبع






آخر مواضيعي 0 شبهات حول السنة النبوية
0 شبهات حول القرآن الكريم
0 شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
0 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)
0 الطعن في العلماء
آخر تعديل الدكتوره يوم 07-24-2011 في 07:32 PM.
رد مع اقتباس
قديم 07-24-2011, 07:19 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الدكتوره

الصورة الرمزية الدكتوره

إحصائية العضو







الدكتوره غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)

(2)خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم في الآخرة


الوسيلة والفضيلة : والوسيلة هي أعلى درجة في الجنة، لا ينالها إلا عبد واحد من عباد الله، وهو رسولنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ .. عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، والدرجة الرفيعة، وابعثه الله مقاما محمودا الذي وعدته، حَلََّت له شفاعتي يوم القيامة ) ( البخاري ).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى علي صلاة، صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة ) ( مسلم ).
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: " الوسيلة " عَلَمٌ عَلَى أعلى منزلة في الجنة، وهي منزلة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وداره في الجنة، وهي أقرب أمكنة الجنة إلى العرش..
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: " الفضيلة " أي المرتبة الزائدة على سائر الخلائق، ويحتمل أن تكون منزلة أخرى أو تفسيرا للوسيلة..
فمنزلة الوسيلة والفضيلة منزلة عظيمة، وهي خاصة برسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الآخرة..
ومن هذه التشريفات والخصائص للحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الآخرة والتي لا يساويه فيها أحد من الأنبياء فمن دونهم، الشفاعة أو المقام المحمود.. قال الله تعالى:{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً } (الإسراء: من الآية79) .. ولقد سئل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن قول الله تعالى: { عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً } فقال: ( هي الشفاعة ) ( الترمذي )..
ففي يوم القيامة يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، وتدنو منهم الشمس، حتى يبلغ عرقهم آذانهم، في يوم مقداره خمسين ألف سنة، قياما على أقدامهم، شاخصة أبصارهم، منفطرة قلوبهم، فإذا بلغ الغم والكرب منهم ما لا طاقة لهم به، كلم بعضهم بعضا في طلب من يَكْرُمُ على الله، ويشفع لهم عند ربهم، فلم يتعلقوا بنبي إلا دفعهم وقال: نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، حتى ينتهوا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فينطلق، فيشفع حتى يقضي الله تبارك وتعالى بين الخلق..
عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن، بينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيشفع ليقضى بين الخَلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب، فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا، يحمده أهل الجمع كلهم ) ( البخاري ).
وعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: ( إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثا(جماعات)، كل أمة تتبع نبيها يقولون: يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود ) ( البخاري )..
وقال ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ : " المقام المحمود ": مقام الشفاعة.. وقال ابن بطال : ".. والجمهور على أن المراد بالمقام المحمود الشفاعة "..
ولرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شفاعات كثيرة، منها:
شفاعته في استفتاح باب الجنة، وشفاعته في تقديم من لا حساب عليه لدخول الجنة، وشفاعته في ناس من الموحدين عندهم معاصٍ وذنوب، استحقوا دخول النار ألا يدخلوها، وشفاعته في ناس موحدين دخلوا النار أن يخرجوا منها، وشفاعته في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب .
فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( آتي باب الجنة يوم القيامة، فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟، فأقول: محمد، فيقول: بك أُمِرت لا أفتح لأحد قبلك ) ( مسلم )..
وفي حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ الطويل في الشفاعة: ( ... يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: أمتي يا رب، أمتي يا رب، فيقول: يا محمد، أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ) ( البخاري )..
ولقد أعطى الله كل نبي من الأنبياء دعوة أعلمهم أنها تستجاب لهم، فنالها كل نبي في الدنيا. ومن كمال شفقته ورحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه ادخرها شفاعة لأمته يوم القيامة..
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا ) ( البخاري )..
ولما كان أبو طالب يحوطه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وينصره، ويدافع عنه ويحميه، جُوزي على ذلك بتخفيف العذاب عنه، خصوصية له من عموم الكفار الذين لا تنفعهم شفاعة الشافعين، وذلك إكراما لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..
عن العباس ـ رضي الله عنه ـ قال: يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيء، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟، قال نعم، هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ) ( مسلم )..
ولذلك قال ابن حجر : الشفاعة لأبي طالب معدودة في خصائص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..
ومن خصائصه - صلى الله عليه وسلم- في الآخرة، أنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، ففي الحديث ( فأكون أول من تنشق عنه الأرض ) ( البخاري ) ..
وأنه أكثر الناس تبعاً يوم القيامة، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة ) ( مسلم ) .
ومما اختص به الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الآخرة أن الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ تحت لوائه يوم القيامة، فهو سيد ولد آدم، وبيده لواء الحمد، كما صح ذلك في حديث أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ، آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر ) ( الترمذي )..
ومن جملة هذه الخصائص للنبي – صلى الله عليه وسلم – الأخروية الكوثر، قال الله تعالى: { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } (الكوثر:1)، وهو النهر العظيم الذي وعده الله به في الجنة، يُسقى منه أتباعه من أمته دون غيرهم..
فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف، قلت : ما هذا يا جبريل؟، قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك ) ( البخاري )..
كما أنّه – صلى الله عليه وسلم – أول من يعبر الصراط من الرسل بأمته ، ففي حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( ... فيُضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ) ( البخاري )...
تلك هي بعض خصائص الحبيب - صلى الله عليه وسلم - التي اختصه الله بها دون غيره من الأنبياء في الآخرة، وهي تُعطينا صورة عن مكانته وعلو منزلته عند ربه، مما يزيدنا إيمانا وحبا، وتوقيرا واتباعا له ـ صلى الله عليه وسلم ـ

يتبع






آخر مواضيعي 0 شبهات حول السنة النبوية
0 شبهات حول القرآن الكريم
0 شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
0 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)
0 الطعن في العلماء
رد مع اقتباس
قديم 07-24-2011, 07:23 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الدكتوره

الصورة الرمزية الدكتوره

إحصائية العضو







الدكتوره غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)

(3)خصائص الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الدنيا



العهد والميثاق

أخذ الله العهد والميثاق على جميع الأنبياء والمرسلين، من لدن آدم إلى عيسى ـ عليهما السلام ـ، إذا بُعِث محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليؤمنَنَّ به ولينصرَنَّه، كما أمرهم أن يأخذوا هذا الميثاق والعهد على أممهم، لئن بعث محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليؤمنُنُُّ به ولينصُّرنَّه. قال الله تعالى: { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ } (آل عمران:81). وقد أقر الأنبياء بذلك، فآمنوا برسالته، وأقروا ببعثته، وهذه الخصوصية ليست لأحد منهم سواه.

قال علي بن أبي طالب وابن عباس ـ رضي الله عنهم ـ : ما بعث الله نبيا من الأنبياء إلا أخذ عليه ميثاق، لئن بعث الله محمدا وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه.. وقال هذا القول كثير من أئمة التفسير.

ومن ثم قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعمر بن الخطاب : ( والذي نفسي بيده لو أن موسى ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني ) ( أحمد )..

عموم رسالته

كان الأنبياء والرسل ـ عليهم الصلاة والسلام ـ يرسلون إلى أقوامهم خاصة، كما قال تعالى: { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِه } (الأعراف: من الآية59)، { وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودا } (الأعراف: من الآية65)، { وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً } (الأعراف: من الآية73)، أما نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرسالته عامة لجميع الناس. وقد جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تشير إلى هذه الخصوصية. قال الله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً } (سـبأ: من الآية28)، وقال تعالى: { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً } (الأعراف: من الآية158)، وقال تعالى: { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً } (الفرقان:1)..

وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة ) ( البخاري )..

خاتم الأنبياء والمرسلين

من رحمة الله تعالى بعباده، إرسال محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليهم، ومن تشريفه وتكريمه له، ختم الأنبياء والمرسلين به.. فمن خصائصه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه خاتم النبيين، وآخر المرسلين، فلا نبي بعده، فبه ختم الله الرسالات السماوية، وبشرعه أتم الله دينه .

وقد أخبر الله تعالى في كتابه بذلك، ليعلم العباد جميعا ـ إلى قيام الساعة ـ، أن كل من ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب، قال الله تعالى: { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } (الأحزاب:40)..

ومما يدل على هذه الخصوصية من السنة قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لَبِنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟، فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين ) ( البخاري )..

وفي صحيح البخاري ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ في قصة العرض على الله ـ تبارك وتعالى ـ يوم القيامة، وفزع الناس إلى الأنبياء: ( فيقول عيسى ـ عليه السلام ـ : اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيأتون محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيقولون: يا محمد، أنت رسول الله وخاتم الأنبياء .. )..

رحمة مهداة

من خصوصيات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الله تبارك وتعالى ـ أرسله رحمة للخلائق جميعا، مؤمنهم وكافرهم، وإنسهم وجنهم، ويؤيد هذه الخصوصية قوله تعالى:{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } (الأنبياء:107)، وقوله: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ } (التوبة:128) .

وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قيل: يا رسول الله، ادع الله على المشركين، قال: ( إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة ) ( مسلم ).. وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة ) ( الحاكم )..

وعن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسمي لنا نفسه أسماء، فقال: ( أنا محمد، وأحمد، والمقفى(آخر الأنبياء)، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة ) ( مسلم ).

ومن جملة خصائصه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل وعلى رأس هذه الخصائص:

كتاب خالد محفوظ

فقد أعطى الله ـ تبارك وتعالى ـ كل نبي من الأنبياء والمرسلين ـ عليهم الصلاة والسلام ـ من الآيات والمعجزات، الدالة على صدقه وصحة ما جاء به عن ربه، ما فيه حجة لقومه الذين بعث إليهم، وهذه المعجزات كانت وقتية، لم يبق منها إلا الخبر عنها.. وأما نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكانت معجزته العظمى التي اختص بها دون غيره هي القرآن الكريم، فهو الحجة المستمرة القائمة في زمانه وبعده إلى يوم القيامة، كتاب خالد، لا ينضب معينه، ولا تنقضي عجائبه، ولا تنتهي فوائده، محفوظ بحفظ الله، من التغيير والتبديل والتحريف..

يقول العز بن عبد السلام : ومن خصائصه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن معجزة كل نبي تصَّرمت (انقطعت)وانقرضت، ومعجزة سيد الأولين والآخرين وهي القرآن العظيم، باقية إلى يوم الدين .

وتأتي هذه الخصوصية على رأس الخصائص التي اختص بها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، والتي أكرمه الله بها، قال تعالى: { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } (الشورى:52)، وقال: { ..وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ. لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } (فصلت: من الآية41: 42) .

وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة ) ( البخاري ).

ووجه الدلالة في الحديث بينه الحافظ ابن حجر بقوله: رتب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا الكلام ( فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة ) على ما تقدم من معجزة القرآن المستمرة، لكثرة فائدته وعموم نفعه، لاشتماله على الدعوة والحجة، والإخبار بما سيكون، فعم نفعه من حضر ومن غاب، ومن وُجِد ومن سيوجد، فحسن ترتيب الرَّجْوى المذكورة على ذلك، وهذه الرجوى قد تحققت، فإنه أكثر الأنبياء تبعا..

وإذا كان القرآن الكريم في مقدمة الخصائص التي أكرم الله بها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فإن حفظ الله سبحانه لهذا الكتاب من التبديل والتحريف خصوصية أخرى لهذا النبي الكريم، فقد أخبر سبحانه بأنه تولى وتعهد بنفسه حفظ القرآن، قال تعالى: { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } (الحجر:9)..

ومن تلك الخصائص للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الله تعالى ناداه بوصف النبوة والرسالة.

وفي ذلك زيادة في التكريم والتشريف، وهذان الوصفان من أهم الأوصاف التي اتصف بها نبينا، قال تعالى: ,{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } (الأنفال:64)، وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْر }(المائدة: من الآية41)، وهذه الخصوصية لم تثبت لغيره من الأنبياء، فكل نبي ناداه الله باسمه، قال تعالى: { وقلنا يا آدم } (البقرة:35)، وقال: { إذ قال الله يا عيسى ابن مريم } (المائدة:110) وقال: { قيل يا نوح } (نوح:48) وقال: { يا موسى } وقال: { وناديناه أن يا إبراهيم } (الصافات:104) .

أما الآيات التي ذكر الله فيها نبيه باسمه، فإنما جاء ذلك على سبيل الإخبار، كقوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ } (الأحزاب: من الآية40) .

ومما يتعلق بهذه الخصوصية، أن الله سبحانه نهى عباده عن نداء نبيه محمدًا باسمه الذي سمي به، قال تعالى: {لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً } (النور: من الآية63)، فنهى سبحانه المؤمنين عن نداء نبيهم كما ينادي بعضهم بعضا، وطلب منهم مناداة نبيه الكريم بصفة النبوة والرسالة، تشريفا لقدره، وبيانا لمنـزلته، وخصه سبحانه بهذه الفضيلة من بين رسله وأنبيائه .

ومن خصوصياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الدنيا:

جوامع الكلم

أن الله أعطاه الله جوامع الكلم، فكان يتكلم بالقول الموجز القليل، الكثير المعاني. وأنه نُصِر بالرعب، فكان الله ـ سبحانه ـ يلقي الخوف والفزع في قلوب أعدائه.. فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( فُضِلتُ على الأنبياء بست: أُعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت ي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون ) ( مسلم )..

ومن جملة هذه الخصوصيات التي اختص بها رسول الله :

رحلة ومعجزة الإسراء والمعراج، التي أكرمه الله فيها بكرامات كثيرة، منها: تكليمه لربه عز وجل، وفرض الصلاة عليه، وما رأى من آيات ربه الكبرى، وإمامته للأنبياء في بيت المقدس، فدل ذلك على أن له خصوصية، وأنه الرسول الأعظم، والإمام المقدم ـ صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين ـ ..

تلك هي بعض خصائصه - صلى الله عليه وسلم - التي اختصه الله بها دون غيره من الأنبياء في الدنيا، وهي تُعطينا صورة عن مكانته عند ربه، وكرامته وعلو منزلته، مما يزيدنا إيمانا وحبا، وتوقيرا واتباعا له ـ صلى الله عليه وسلم ـ


يتبع








آخر مواضيعي 0 شبهات حول السنة النبوية
0 شبهات حول القرآن الكريم
0 شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
0 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)
0 الطعن في العلماء
آخر تعديل الدكتوره يوم 07-24-2011 في 07:27 PM.
رد مع اقتباس
قديم 07-24-2011, 07:27 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الدكتوره

الصورة الرمزية الدكتوره

إحصائية العضو







الدكتوره غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)

(4)خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم التشريعية


نعني بخصائص الرسول التشريعية، الخصائص التي اختص الله بها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم والتي تتعلق بجانب الأحكام والتشريع؛ وهذه الخصائص منها ما اختص الله بها نبيه دون غيره من الأنبياء، كمشروعية الصلاة في كل مكان؛ ومنها ما اختصه الله بها دون أمته، كمشروعية الزواج بأكثر من أربع .

فمن الخصائص التشريعية التي اختص الله بها نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، أن الله تعالى أحل له القتال في مكة ساعة من نهار، ولم يحل القتال فيها لأحد قبله ولا بعده؛ جاء في الحديث: ( فإن هذا بلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، وهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ) رواه البخاري و مسلم .

ومن الخصائص التشريعية لرسولنا الكريم؛ مشروعية زواجه صلى الله عليه وسلم بأكثر من أربع نسوة. وهذا أمر دلت عليه الأحاديث، وأجمعت الأمة على ثبوته ووقوعه .

أما الخصائص التشريعية التي اختص الله بها نبيه مع أمته، فنذكر منها اختصاصه صلى الله عليه وسلم وأمته بجواز الصلاة في أي مكان من الأرض، ولم تجز الصلاة في الشرائع السابقة إلا في أماكن محددة ومعينة؛ فالمسلم إذا أدركته الصلاة في مكان ما، أمكنه أن يصلي في ذلك المكان، ولا يشترط لصحة صلاته أن يصليها في مكان محدد، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلِّ ) رواه البخاري و مسلم .



وكذلك أحل الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأمته الغنائم التي يكسبونها حال الجهاد، ولم يحل الله الغنائم لأحد من الأنبياء غير رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وفي هذا المعنى يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( وأُحلت لي المغانم، ولم تحل لأحد قبلي ) رواه البخاري و مسلم .

ومما اختص به صلى الله عليه وسلم وهو أيضًا خصوصية لأمته، أن أجر الصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم يحسب بأجر ألف صلاة في غيره من المساجد، عدا المسجد الحرام؛ ثبت هذا في عدة أحاديث، منها حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ( صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا مسجد الكعبة ) رواه مسلم .

ومن الخصائص التشريعية التي اختص الله بها نبينا صلى الله عليه وسلم وأمته، يوم الجمعة، فإن هذه الخصوصية لم تكن لأحد قبله من الأنبياء؛ يقول عليه الصلاة والسلام: ( أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضي لهم قبل الخلائق ) رواه مسلم .

ومن الخصائص التشريعية التي أكرم الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم، التوسط في تشريع الأحكام؛ فأحكام شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ليست بالأحكام الشاقة التي يشق فعلها على النفوس، وتمنعها من الاستمرار فيها، والدوام عليها؛ وهي أيضًا ليست بالأحكام الخفيفة التي لا تسمن ولا تغني في شيء، بل جاءت أحكام هذه الشريعة وسطًا، بين هذه وتلك؛ فهي أحكام تلبي حاجات الروح والجسد، وتستجيب لمتطلبات الدنيا والآخرة، وتجمع بين خصوصية الفرد وعمومية المجتمع؛ قال تعالى: { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } (البقرة:143)؛ وذلك بخلاف ما عليه الأمر في أحكام الشرائع السابقة .

وقد وضح هذه الخصوصية التشريعية، أن الله سبحانه قد أحل لهذه الأمة كثيرًا مما حرمه على الأمم قبلهم؛ قال تعالى: { ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم } (الأعراف:157) .

ولم يجعل الله على هذه الأمة في تكاليف الشرع حرجًا ومشقة، بل جعل تكاليف هذا الدين قائمة على اليسر والتيسير، وليس على العسر والتعسير، قال تعالى: { وما جعل عليكم في الدين من حرج } (الحج:78) وقال: { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } (البقرة:185) .

ثم كان من خصائص شريعة نبينا عليه الصلاة والسلام، أنها لم تحاسب المكلفين على ما ارتكبوه من أخطاء وقعت منهم على سبيل الخطأ والنسيان والإكراه؛ وأيضًا لم تحاسبهم على ما دار في أنفسهم من سوء فعل أو قول؛ بل أكثر من ذلك، فإن من نوى فعل سيئة، لكنه لم يفعلها، لم يكتبها الله عليه سيئة، بل كتبها له حسنة؛ وبالمقابل فإن من نوى منهم فعل حسنة ولم يعملها، كتبها الله له حسنة، فإن عملها كتبها له عشر حسنات، والله يضاعف لمن يشاء .

ومن خصائص شريعته صلى الله عليه وسلم تخفيف الصلاة المفروضة من خمسين صلاة إلى خمس صلوات فقط في اليوم والليلة، وقد كانت في الأمم السابقة أكثر من ذلك، كما يفيده حديث لقاء موسى عليه السلام بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أثناء صعوده إلى السماء ليلة الإسراء، ولقائه بعدد من الأنبياء .

فهذه الخصائص التشريعية التي أكرم الله بها هذه الأمة، إنما حصلت لها لمكانة نبيها صلى الله عليه وسلم، ومنـزلته عند الله سبحانه، فكان إكرام الله سبحانه لنبيه محمدًا إكرامًا لأمته، وكان إكرام هذه الأمة من جملة إكرام الله لهذا النبي صلى الله عليه وسلم، ولعل في قوله تعالى: { ولسوف يعطيك ربك فترضى } (الضحى:5) ما يشير إلى هذا المعنى .


يتبع








آخر مواضيعي 0 شبهات حول السنة النبوية
0 شبهات حول القرآن الكريم
0 شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
0 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)
0 الطعن في العلماء
رد مع اقتباس
قديم 07-24-2011, 07:30 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الدكتوره

الصورة الرمزية الدكتوره

إحصائية العضو







الدكتوره غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)

(5)خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم الرسالية

الخصائص الرسالية هي الأمور التي اختص الله بها رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم في رسالته، وأفرده بها عن غيره من الأنبياء .
ويأتي على رأس هذه الخصائص القرآن الكريم؛ فقد كانت معجزة القرآن الكريم على رأس الخصائص الرسالية التي أكرم الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: { وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا } (الشورى:52)، وقال صلى الله عليه وسلم: ( ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليَّ؛ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة ) رواه البخاري و مسلم .
وإذا كان القرآن الكريم في مقدمة الخصائص الرسالية التي أكرم الله بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن حفظ الله سبحانه لهذا الكتاب من التبديل والتحريف خصوصية أخرى لهذا النبي الكريم، فقد أخبر سبحانه بأنه تولى وتعهد بنفسه حفظ القرآن، قال تعالى: { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } (الحجر:9). في حين أن الكتب السماوية الأخرى، لم يتعهد سبحانه بنفسه أمر حفظها، بل ترك ذلك إلى أهلها، قال تعالى: { إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله } (المائدة:44) ولما ترك سبحانه أمر حفظ التوراة والإنجيل للأحبار من اليهود، والربانيين من النصارى، صار حالها إلى ما صارت إليه، من التغيير والتبديل والتحريف .
ويتبع خصوصية القرآن الكريم، اشتمال هذا الكتاب على ما اشتملت عليه الكتب السابقة، وتفضيله عليها بالمفصل من السور والآيات؛ فقد اشتمل القرآن الكريم على السور الطوال، والسور المتوسطة، والسور القصار؛ قال صلى الله عليه وسلم: ( أُعطيت مكان التوراة السبع، وأُعطيت مكان الزبور المئين، وأُعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفُضِّلت بالمفصَّل ) رواه أحمد ؛ فكان علم الكتب السماوية السابقة علمًا خاصًا مجملاً، وكان علم القرآن علمًا عامًا مفصلاً .
ويلحق بخصوصية القرآن الكريم، إعطاؤه صلى الله عليه وسلم خواتيم سورة البقرة، ولم تعط لنبي قبله؛ قال عليه الصلاة والسلام: ( إني أوتيتهما من كنـز من بيت تحت العرش، ولم يؤتهما نبي قبلي ) رواه أحمد ، يعني الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة .
ومن خصائصه الرسالية عليه الصلاة والسلام ذكره في الكتب السابقة، والتبشير بقدومه، قال تعالى مخبرًا عن ذلك: { الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل } (الأعراف:157)، وقال تعالى: { وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقًا لما بين يدي من التوراة ومبشرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } (الصف:6) .
وأخرج البخاري عن عطاء بن يسار ، قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال: نعم، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا } (الفتح:8) .
ومن خصائص رسالته صلى الله عليه وسلم أنها رسالة عامة للناس، قال تعالى: { وما أرسلناك إلا كافة للناس } (سبأ:28)، وقال أيضًا: { وأرسلناك للناس رسولا } (النساء:79). في حين كانت رسالات الأنبياء السابقين خاصة بأقوامهم، كما أخبر عن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ( وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة ) رواه البخاري و مسلم .
وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه اختص بكثرة الأتباع، وكثرة المؤمنين برسالته؛ في حين أن الأنبياء السابقين لم يؤمن بهم إلا القليل من الأتباع، ولم يصدقهم إلا القليل من الأنصار، بل إن بعض الأنبياء لم يؤمن به إلا الرجل والرجلان فقط؛ يقول صلى الله عليه وسلم: ( لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت، وإن من الأنبياء نبيًا ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد ) رواه مسلم .
ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم أن الله بعثه رحمة للعالمين، وهداية للناس أجمعين؛ قال سبحانه: { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } (الأنبياء:107)، وقد ثبت أن بعض الصحابة رضي الله عنهم، طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو على المشركين، فأجابهم قائلاً: ( إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة ) رواه مسلم، وأخبر أيضًا أنه جاء رحمة وهداية للناس أجمعين، لا كما يصفه بعض الظالمين بالقسوة والإرهاب؛ وكان شعاره الذي رفعه عبر سنوات جهاده: ( إنما أنا رحمة مهداة ) رواه الدارمي وغيره .

وأخيرًا، فإن من خصائص رسالته صلى الله عليه وسلم أنه خاتم النبيين، وآخر المرسلين، فلا نبي بعده، فبه ختم الله الرسالات السماوية، وبشرعه أتم الله دينه؛ قال تعالى: { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين } (الأحزاب:40)، وجاء في الحديث: ( وخُتم بي النبيون ) رواه مسلم .
وقد شبه عليه الصلاة والسلام رسالته بين رسالات الأنبياء، برجل بنى بيتًا على أحسن ما يكون البناء، لكنه ترك منه موضعًا لم يكمله، فاعتبر رسالته صلى الله عليه وسلم خاتم الرسالات التي سيتم بها إتمام بناء الرسالات السماوية على الوجه الأكمل والأفضل؛ يقول عليه الصلاة والسلام: ( إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلا وُضعت هذه اللبنة! قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين ) رواه البخاري و مسلم .
هذه جملة من الخصائص الرسالية التي اختص الله بها رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام، وهي ولا شك تبين مكانة هذا الرسول الكريم بين الرسل، وتبين كذلك منـزلة شريعة الإسلام بين الشرائع السماوية، وهي في الوقت نفسه تلقي مزيدًا من الضوء على قوله تعالى: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } (المائدة:3) .



يتبع










آخر مواضيعي 0 شبهات حول السنة النبوية
0 شبهات حول القرآن الكريم
0 شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
0 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)
0 الطعن في العلماء
رد مع اقتباس
قديم 07-24-2011, 07:34 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الدكتوره

الصورة الرمزية الدكتوره

إحصائية العضو







الدكتوره غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)

(6)خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم التكريمية


اختص الله نبيه محمدًا بجملة من الخصائص، لم يخص بها أحدًا قبله من الأنبياء؛ تكريمًا لمقامه بين الأنبياء، وتشريفًا لمكانته بين الرسل، كيف لا وهو خاتم الأنبياء والرسل، وهو خير الخلق على الله .

والخصائص التكريمية هي الفضائل والتشريفات التي أكرم الله بها نبيه محمدًا، وفضله بها على غيره من الأنبياء .

فمن تلك الخصائص أن الله تعالى ناداه بوصف النبوة والرسالة، وهذان الوصفان من أهم الأوصاف التي اتصف بها نبينا، قال تعالى: { يا أيها النبي } وقد ورد النداء بهذا اللفظ في ثلاثة عشر موضعًا من القرآن؛ ويقول سبحانه مخاطبًا نبيه بصفته رسولاً: { يا أيها الرسول } وقد ورد النداء بهذا اللفظ في موضعين في سورة المائدة؛ فناداه ربه سبحانه في هذه المواضع بأكمل أوصافه، وأرفع مقاماته .

وهذه الخصوصية لم تثبت لغيره من الأنبياء، فكل نبي ناداه الله باسمه، قال تعالى: { وقلنا يا آدم } (البقرة:35)، وقال: { إذ قال الله يا عيسى ابن مريم } (المائدة:110) وقال: { قيل يا نوح } (نوح:48) وقال: { يا موسى } وقال: { وناديناه أن يا إبراهيم } (الصافات:104) .

أما الآيات التي ذكر الله فيها نبيه باسمه، فإنما جاء ذلك على سبيل الإخبار، كقوله تعالى: { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله } (الأحزاب:40) وقد ورد اسمه بهذا اللفظ في أربعة مواضع في القرآن الكريم .

ومما يتعلق بهذه الخصوصية، أن الله سبحانه نهى عباده عن نداء نبيه محمدًا باسمه الذي سمي به؛ قال تعالى: { لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضًا } (النور:63) فنهى سبحانه المؤمنين عن نداء نبيهم كما ينادي بعضهم بعضًا، وطلب منهم مناداة نبيه الكريم بصفة النبوة والرسالة؛ تشريفًا لقدره، وبيانًا لمنـزلته، وخصه سبحانه بهذه الفضيلة من بين رسله وأنبيائه .

وفي المقابل، فقد أخبر تعالى عن سائر الأمم السابقة أنهم كانوا يخاطبون رسلهم وأنبياءهم بأسمائهم؛ كقول قوم موسى له: { قالوا يا موسى اجعل لنا إلهًا } (الأعراف:138) وقول قوم عيسى : { إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم } (المائدة:112) وقول قوم هود : { قالوا يا هود ما جئتنا ببينة } (هود:53) .

ومن الخصائص التكريمية، أن الله سبحانه أقسم بحياة نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: { لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون } (الحجر:72)؛ والقسم بحياته عليه الصلاة والسلام يدل على علو شرفه، وعظيم مكانته عند الله سبحانه، فلو لم يكن صلى الله عليه وسلم بهذه المكانة الرفيعة، والمنـزلة العظيمة، لما كان للإقسام بحياته أي معنى. ولم يثبت هذا التكريم لغيره صلى الله عليه وسلم .

وكان من خصائصه التكريمية صلى الله عليه وسلم، أن الله سبحانه وتعالى قدمه على جميع أنبيائه في الذكر في أغلب آيات القرآن؛ قال تعالى: { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان } (النساء:163)، وقال سبحانه: { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم } (الأحزاب:7)، فبدأ سبحانه بخاتم المرسلين لشرفه ومكانته .

ومن خصائصه التكريمية عليه الصلاة والسلام، إمامته الأنبياء في بيت المقدس؛ فقد جمع الله تعالى له جماعة منهم فصلى بهم إمامًا؛ وذلك تأكيدًا لفضله، وتنبيهًا على شرفه؛ وقد أخبر صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء، أنه اجتمع بعدد من الأنبياء، منهم إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم عليهم السلام، وصلى بهم إمامًا، والإمامة بالناس لها من الدلالة ما لها، فكيف إذا كانت الإمامة بالأنبياء ؟!

ومن جملة خصائصه التكريمية صلى الله عليه وسلم، أن الله أخذ له الميثاق من جميع الأنبياء، بالإيمان به ونصرته؛ قال تعالى: { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا } (آل عمران:81)، فأخبر سبحانه أنبياءه أن عليهم الإيمان بمحمد وقت مجيئه، وأن عليهم نصرته وتأييده، وقد أقر الأنبياء بذلك، فآمنوا برسالته، وأقروا ببعثته. وهذه الخصوصية ليست لأحد منهم سواه. وقد روي عن علي بن أبي طالب و ابن عباس رضي الله عنهم، أنهما قالا: ما بعث الله نبيًا من الأنبياء إلا أخذ الله عليه الميثاق، لئن بعث الله محمداً وهو حي ليؤمنن به وينصرنه، وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته، لئن بُعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه .

ومما اختص به عليه الصلاة والسلام، أن الله سبحانه قذف في قلوب أعدائه الرعب والخوف منه، حتى لو كانوا على مسافة بعيدة منه، ولم يحصل هذا لأحد قبله، يقول صلى الله عليه وسلم: ( نُصرت بالرعب مسيرة شهر ) رواه البخاري و مسلم .

ومن خصائصه التكريمية عليه الصلاة والسلام أن أمته خير الأمم، قال تعالى: { كنتم خير أمة أخرجت للناس } (آل عمران:110)، وجاء في الحديث، قوله عليه الصلاة والسلام: ( إنكم تتمون سبعين أمة، أنتم خيرها، وأكرمها على الله ) رواه الترمذي . وإنما نالت هذه الأمة هذه الخيرية بنبيها محمد عليه الصلاة والسلام، فإنه أشرف مخلوق على الله، وأكرم الرسل عليه سبحانه .

ومن خصائصه التكريمية عليه الصلاة والسلام، أن الطاعون والدجال لا يدخلان مدينته؛ يقول صلى الله عليه وسلم: ( على أبواب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون، ولا الدجال ) رواه البخاري و مسلم .

ومن خصائصه التكريمية صلى الله عليه وسلم وجوب محبته، وتقديمها على محبة النفس والأهل والمال والولد، قال تعالى: { قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره } (التوبة:24) وقال صلى الله عليه وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) رواه البخاري و مسلم ، وفي حديث عند البخاري : ( حتى أكون أحب إليك من نفسك ) .

ومن خصائصه التكريمية صلى الله عليه وسلم، أنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة؛ واختصاصه بحمل لواء الحمد؛ واختصاصه صلى الله عليه وسلم أيضًا بأنه أول من يدخل الجنة يوم القيامة؛ يبين كل هذا قوله صلى الله عليه وسلم: ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ، آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر ) رواه الترمذي وفي رواية عند الدارمي : ( وأنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة، ولا فخر ) .

ويندرج في هذا النوع من الخصائص التكريمية، أنه صلى الله عليه وسلم يبعثه الله يوم القيامة مقامًا محمودًا؛ قال تعالى: { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } (الإسراء:79) والمقام المحمود الذي اختص به رسولنا هو مقام الشفاعة، وهو مقام لم ينله أحد غيره؛ فالناس يكونون يوم القيامة جالسين على ركبهم، كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان اشفع ! يا فلان اشفع ! حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود. والحديث رواه البخاري .

ومن الخصائص التكريمية أنه صلى الله عليه وسلم يكون يوم القيامة أكثر الأنبياء أتباعًا؛ وقد جاء في الخبر أن الأمم يوم القيامة تمر عليه صلى الله عليه وسلم، فيمر النبي وليس معه أحد، ويمر النبي ومعه الواحد فقط، ويمر النبي ومعه الاثنان والثلاثة...، ثم ينظر عليه الصلاة والسلام إلى الأفق، فيرى جمعًا عظيمًا من الناس، فيسأل: أتباع من هؤلاء ؟ فيقال له: هذه أمتك .

هذه جملة من الخصائص التكريمية التي اختص الله بها رسول الإسلام دون غيره من الأنبياء، وهي بمجموعها تظهر مكانة هذا النبي، ومنزلته عند الله سبحانه، فهو المفضل من النبيين، وهو المختار على غيره من الخلق أجمعين .



يتبع








آخر مواضيعي 0 شبهات حول السنة النبوية
0 شبهات حول القرآن الكريم
0 شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
0 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)
0 الطعن في العلماء
رد مع اقتباس
قديم 07-24-2011, 07:39 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
الدكتوره

الصورة الرمزية الدكتوره

إحصائية العضو







الدكتوره غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)

(7)خصائص الرسول الجسدية

تقدّم الحديث في مواضع سابقة عن جملة من الخصائص النبويّة الشريفة في شتّى الجوانب، وأوردنا فيها من الآثار والأخبار الدالة عليها والموضّحة لحقيقتها، وبين يدينا جانبٌ آخر من خصوصيّاته - صلى الله عليه وسلم -، والمتعلّقة بجسده الشريف وما امتاز به في خلقته عن غيره، ويتّضح ذلك من خلال الوقفات التالية :
اتساع مدارك الحسّ لديه
من الممكن القول أن مقام النبوة يقتضي أن تكون مدارك النبي - صلى الله عليه وسلم - أوسع مدى مما هي عليه في المعتاد، وذلك حتى يتمكّن من التعامل مع عالم الغيب، ومن هنا أعدّه الله سبحانه وتعالى إعداداً خاصّاً يتيح له تلقّي الوحي من جبريل عليه السلام ورؤيته والسماع منه، وما يتبعه من رؤية ما سواه من الغيبيّات كالملائكة والجنّ والشياطين، أو سماعه لعذاب القبر ونحوه، فكان من الطبيعي أن يسمع ما لا يسمعه غيره، أو يبصر ما لا يبصره سواه .
وعلى هذا الأساس جاءت الروايات لتقرّر رؤيته - صلى الله عليه وسلم - لجبريل عليه السلام أثناء تلقّي الوحي – سواء عند مبعثه أو بعد ذلك -، ورؤيته للملائكة عليهم السلام وهي تساند المؤمنين يوم بدر، ورؤيته لإبليس لعنه الله حين تعرّض له في صلاة الكسوف، وغيرها من المواضع .
وقد دلّت الأحاديث الصحيحة على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرى الذين يقفون خلفه في الصلاة، كما أخرج الشيخان من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: ( أتموا الركوع والسجود، فوالله إني أراكم من خلف ظهري، إذا ركعتم وسجدتم ) .
و لمسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -يوماً ثمَّ انصرف، فقال: يا فلان ألا تحسن صلاتك ؟ ألا ينظر المصلي إذا صلى كيف يصلي ؟، فإنما يصلي لنفسه، إني والله لأبصر من ورائي كما أبصر من بين يدي ) .
والظاهر من سياق الحديثين السابقين أن الرؤية هنا رؤية بصرية لا مجرّد إلهام أو وحي – كما قرّر ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح -، بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم -: ( إني والله لأبصر ) ، ولو كان مقصده مجرّد العلم لما كان لتقييده عليه الصلاة والسلام بالرؤية من وراء ظهره أية فائدة .
وهل الرؤية خاصة بحال الصلاة أم أنها عامّة في جميع الأوقات ؟، كلا الأمرين محتمل، وإن كان ظاهر الحديث يبيّن اختصاص ذلك بالصلاة .
ومن الأدلّة على اختصاص النبي - صلى الله عليه وسلم -بتفوّق سماعه ما رواه أحمد والترمذي وابن ماجة ، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطّت السماء وحُقّ لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله ) .
تنام عينه ولا ينام قلبه
جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة، ومنها ما رواه البخاري رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( يا رسول الله تنام قبل أن توتر؟ فأجابها : تنام عيني ولا ينام قلبي ) ، وفي رواية أنس بن مالك لحديث الإسراء : ( والنبي نائمة عيناه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم ) .
طيب عرقه وريحه ولين مسه :
اختصّ الله نبيّه - صلى الله عليه وسلم -بطيب رائحته وعرقه، ولين ملمسه، إحساناً في خلقته وإكمالاً لمحاسنه، نجد ذلك من خلال عددٍ من الأحاديث التي تُثبت له هذه المزيّة، ومنها ما رواه الإمام مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ( دخل علينا النبي - صلى الله عليه وسلم -فجلس عندنا فَعَرِق، وجاءت أمي بقارورة فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في القارورة، فاستيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا أمَّ سليم ما هذا الذي تصنعين ؟، قالت : هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب، يقول أنس : وما شممت مسكة ولا عبيراً أطيب رائحة من رائحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) .
وروى الدارمي بإسناده عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال : " ما سلك النبي - صلى الله عليه وسلم - طريقاً فتبعه أحد إلا علم أنه قد سلكه ؛ من طيب عرقه ورائحته " .
ومن الأحاديث الدالة على لين ملمسه - صلى الله عليه وسلم -، حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي رواه مسلم ، وفيه " .. ولا مسست خزة ولا حريرة ألين من كف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "، وقول جابر بن سمرة رضي الله عنه : " صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم خرج إلى أهله وخرجتُ معه، فاستقبله غلمانٌ، فجعل يمسح خدَّيْ أحدهم واحدا واحدا، قال : وأما أنا فمسح خدّي، فوجدت ليده بردا أو ريحا كأنما أخرجها من عند عطار " رواه مسلم .
اشتداد المرض عليه
على قدر المكانة والمنزلة يكون الابتلاء، فكلما عظمت مكانة الإنسان عند ربه كان البلاء عليه أشدّ، وعليه يكون الأنبياء عليهم السلام هم أشد الناس بلاءً، زيادةً لحسناتهم، ومضاعفةً لأجورهم، وأشدّهم في ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام .
وصور الابتلاء عديدة، منها الابتلاء بالأمراض والأسقام، وبين يدينا جملة من الأحاديث تدلّ على شدّة المرض الذي كان يلحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد أخرج الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ( دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يوعك، فمسْسته بيديّ، فقلت : يا رسول الله، إنك لتوعك وعكاً شديداً، قال: أجل كما يوعك رجلان منكم. قلت: ذلك بأنَّ لك أجرين. قال: نعم، ما من مسلم يصيبه أذى من مرضٍ فما سواه، إلا حط الله سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها ) .
وأخرج البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قولها : ( ما رأيت أحداً أشد عليه الوجع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) .
وتصف فاطمة رضي الله عنها مرضه فتقول : " أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعوده في نساء، فإذا سقاء معلّق نحوه، يقطر ماؤه عليه من شدة ما يجد من حرّ الحمى " .
التبرك بآثاره كوضوئه وريقه وشعراته
البركة كلمة تدل على الكثرة والنماء، ولا شكّ أن صفوة الخلق عليه الصلاة والسلام معدن الخير وموطن البركة، وبركته في ذاته وآثاره، فضلاً عن أفعاله وأقواله، وليس ذلك لأحدٍ سوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وقد كانت هذه القضيّة مثار اهتمام الصحابة رضوان الله عليهم، فكانت أسعد لحظاتهم حين يظفرون بشيء من آثاره الشريفة رجاء البركة، ووقائع السيرة خير شاهد على ذلك، فقد روى البخاري عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه قوله عن يوم الحديبية : "..فوالله ما تنخم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نخامةً إلا وقعت في كفّ رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا توضّأ كادوا يقتتلون على وضوئه " .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يُؤتى بإناء إلا غمس يده، فيها فربما جاءوه في الغداة الباردة فيغمس يده فيها " . رواه مسلم
وروى الشيخان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : " دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا مريض لا أعقل، فتوضأ فصبّوا علي من وضوئه فعقلت " .
ومن التبرّك بشعره ما رواه البخاري عن عثمان بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال : " أرسلني أهلي إلى أم سلمة رضي الله عنها بقدح من ماء، فأخرجت لي وعاءً فيه ثلاث شعرات للنبي - صلى الله عليه وسلم - فحرّكتْه في الماء، فشربت منه، وكان إذا اشتكى أحد وأصابته عين جاءها بإناء " .
وقد ذكر أنس رضي الله عنه أن الصحابة كانوا يتسابقون على شعره كما روى ذلك الإمام مسلم .
ومن التبرّك بلباسه حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال : ( اكتسى النبي - صلى الله عليه وسلم - ببردة، فرآها عليه رجل من الصحابة، فقال : يا رسول الله ما أحسن هذه فاكسنيها، فقال : نعم، فلما قام النبي - صلى الله عليه وسلم -لامه أصحابه وقالوا : ما أحسنت حين رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذها محتاجا إليها ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئا فيمنعه، فقال لهم : رجوت بركتها حين لبسها النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ لعلي أكفن فيها ) .
شق صدره وإزالة حظ الشيطان منه
تعدّ هذه الحادثة إرهاصاً للنبوّة، وإعداداً للرسالة، وعصمة لفؤاده، وتطهيراً لجنانه، من عوالق الدنيا ومفاتنها، ولا نعلم أحداً شارك النبي - صلى الله عليه وسلم -في ذلك .
فعن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه على الأرض فشقّ عن قلبه، فاستخرج منه علقة فقال : هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم أعاد القلب في مكانه، يقول أنس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره .
هذا ما تيسّر جمعه في هذا الباب، ولعل الحديث يُستكمل في وقتٍ لاحقٍ في الحديث عن جوانب أخرى من خصوصيّاته .


يتبع










آخر مواضيعي 0 شبهات حول السنة النبوية
0 شبهات حول القرآن الكريم
0 شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
0 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)
0 الطعن في العلماء
رد مع اقتباس
قديم 07-25-2011, 01:25 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)

اللهم صلى وسلم وبارك
عليه افضل الخلق اجمعين
سلمت دكتورة
ننتظرك بكل شغف للسيرة العطرة
التى ننهل من رحيق حروفها
لانها تعلمنا حب الحبيب
عليه افضل الصلاة والسلام
جزاك الله كل الخير
اعلى تقييييييييييييم لرووعته
وبارك الله فيك ونفع بطرحك المميز







آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 07-25-2011, 08:40 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
الدكتوره

الصورة الرمزية الدكتوره

إحصائية العضو







الدكتوره غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)

اختى نووووور
جزاكى الله خيرااا على المرووور العطر
انتظرى المزيد بإذن الله
تحياتى






آخر مواضيعي 0 شبهات حول السنة النبوية
0 شبهات حول القرآن الكريم
0 شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
0 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)
0 الطعن في العلماء
رد مع اقتباس
قديم 07-25-2011, 08:44 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
الدكتوره

الصورة الرمزية الدكتوره

إحصائية العضو







الدكتوره غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)

(8)خصائص النبي صلى الله عليه وسلم الأخروية

اختصّ الله عزّوجل نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم – بجملة من الخصائص الأخروية ، لإظهار مكانته وعلوّ منزلته من جهة ، وبيان شرف هذه الأمة على غيرها من الأمم من جهة أخرى .
فمن خصائصه - صلى الله عليه وسلم- أنه أول من تنشقّ عنه الأرض يوم القيامة ، فقد روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( ...فأكون أول من تنشق عنه الأرض ) .
ومن خصائصه عليه الصلاة والسلام ، إعطاؤه السيادة على البشريّة ، وجعله قائداً لهم وحامل لوائهم يوم القيامة ، كما في حديث أبي سعيد رضي الله عنه أنّه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وبيدي لواء الحمد ولا فخر ، وما من نبي يومئذ ، آدم فمن سواه إلا تحت لوائي ) رواه الترمذي .
ومن جملة خصائصه عليه الصلاة والسلام ، تشريفه بالمقام المحمود ، وهي شفاعته – صلى الله عليه وسلم – في بدء الحساب والجزاء ، ففي صحيح البخاري أن النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد أن ذكر موقف الحساب وشفاعته للخلق قال : ( .. وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم صلى الله عليه وسلم ) .
وهو أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة ، وأوّل من يقرع باب الجنّة ، وأوّل من يشفع لهم في دخولها ، بل صحّ الحديث في اختصاص سبعين ألف رجل من أمّته في دخول الجنّة من غير سابقة حسابٍ أو عذاب ، فقد روى البخاري و مسلم عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : ( عُرضت عليَّ الأمم ، فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط ، والنبيّ ليس معه أحد ، ورأيت سوادا كثيراً سدّ الأفق ، فرجوتُ أن يكون أمتي ، فقيل : " هذا موسى وقومه " ، قيل : " انظر إلى الأفق " ، فإذا سواد يملأ الأفق ، ثم قيل لي : " انظر ها هنا وها هنا في آفاق السماء ، فإذا سواد قد ملأ الأفق ، فقيل : ( هذه أمتك ، ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا بغير حساب ، تضيء وجوههم إضاءة القمر ) ، وجاء عند الترمذي من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن الله سبحانه وتعالى زاد نبيّه مع كل ألفٍ سبعين ألفاً ، وذلك من فضل الله على هذه الأمّة .
ومن خصائصه – صلى الله عليه وسلم – الأخرويّة شهادته مع أمّته على الأمم بتبليغ أنبيائهم وقيام الحجّة عليهم ، كما قال تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } ( البقرة : 143 ) ، وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال : ( يُدعى نوح يوم القيامة ، فيقول : لبيك وسعديك يا رب ، فيقول له : هل بلغت ، فيقول : نعم ، فيُقال لأمته : هل بلّغكم ؟ ، فيقولون : ما أتانا من نذير ، فيقول الله : من يشهد لك ؟ ، فيقول : محمد وأمته ، فيشهدون أنه قد بلغ ) .
كما أنّه – صلى الله عليه وسلم – أوّل من يعبر الصراط من الرسل بأمّته ، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( ... فيُضرب الصراط بين ظهراني جهنم ، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته) رواه البخاري و مسلم .
ومن خصائص النبي – صلى الله عليه وسلم – الأخرويّة الكوثر ، وهو النهر العظيم الذي وعده الله به في الجنة ، يُسقى منه أتباعه من أمته دون غيرهم ، روى البخاري عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف ، قلت : ما هذا يا جبريل ؟ ، قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك ) .
ومنها كذلك ، منزلة الوسيلة ، وقد جاء تفسيرها في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ..سلوا الله لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو ) رواه مسلم .
ومن تكريم الله له أن جعل أمّته نصف أهل الجنّة ، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : كنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في قبّة فقال : ( أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ؟ ، قلنا : نعم، فقال : أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ؟ ، قلنا : نعم ، فقال : أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة ؟ ، قلنا : نعم ، فقال : والذي نفس محمد بيده ، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة ) رواه البخاري .
تلك هي بعض خصائصه -صلى الله عليه وسلم- التي اختصّه الله بها دون غيره من الأنبياء في الآخرة ، وهي تُعطينا صورةً حقيقيّة عن مكانته عند ربّه وكرامته عليه ، فصلوات الله وسلامه عليه .


يتبع










آخر مواضيعي 0 شبهات حول السنة النبوية
0 شبهات حول القرآن الكريم
0 شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
0 خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم (متجدد)
0 الطعن في العلماء
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator