مَدّخٍلّ "
أعيْش علَى الأحلامْ والأحْلامَ فقطْ ..
ككـل من لايمْلِكون شيئا مثْليْ )~
صرخت أول صرخآتي وأعلنت وصولي لهذة الدنيا اللتي عشقتها بقدر ماوهبتني الألم والضياع ونظرات الشفقه ...!
لم تسعد أمي بوصولي مع أنها كانت تتمنى هذة اللحظة ..
وكم وكم أخبرت أمها أنها تتمنى مولودها القادم أنثى فقد ملت الذكور ..!!!
ولكنها لم تفرح ولم تفي بنذرها اللذي نذرته لخالقها إن حقق أمنيتها ..!
بوصول أنثى لها تغير حياتها ..!
أتذكر كيف كانت الممرضه تطلب منها أرضاعي ولكنها لاتقبل فأنا أثير أشمئزازها ..
لم يتجرأ أحد على حملي لا أخوتي ولا أمي ولا حتى جدتي ..
ولكن أبي لم يتردد لثانيه ..
فقد أخذني ووضعني في أحضانه وأذن في أذني وبدأ يدعوا لي بالصلاح والستر..
ولكن أمي كانت منزعجه لفعل أبي ولم أدري ماذا كانت تريد بالظبط ..!
هل تريده أن يلقيني في كيس قمامة !
أم تريده أن يطلب من أهل الأحسان أن يقوموا بتربيتي ..
نعم فهي لاتريد لمركزها أن يتأثر ولاكبريائها أن يتزعزع ولاتود أن تنعدم نظرات الحسد من صديقاتها لجمالها وجمال أولادها ..ولكن وجودي سيغير الأمر كثيرا ..
كل هذا فقط لأني معاااااقه !!
بقيت تلك الليله على حالي أبكي وأصرخ من الجوع ولكن لا أحد يكترث سوى الممرضات ..
الواحده تلو الأخرى تأتي لتضع بفمي الحليب وأنام ..
وأمي الحنون تنظر فقط ..
أنقضت أول ليلة لوصولي وكانت أطول وأثقل ليله على أمي الحنون ..
أتى الدكتور صباحا ليلقي التحيه وينظر لأمي الشاحبه ليلاطفها بكلامه ..
وأن وجودي سيبارك لها حياتها وسأكون مصدر سعادتها دون أدنى شك ..
أمي لم ترد بكلمه واحده ولم تكلف نفسها حتى بشكره على ماقاله
وإنما نظرت إليه وقالت
متى سأخرج من هذا المشفى .؟
أبتسم وقال منذ هذة اللحظه
نظرت لعينيه ولم تتردد بطلب بقائي في المستشفى أطول مدة ممكنه ..!!
أخبرها الدكتور أنني سأبقى عندهم ولكن ليس لأطول فتره مجرد بضعة أيام وسأخرج ..
لن أصف لكم شعور أمي وتقطيبها وإنفعالها ..
ولن أصف نظرات التعجب من الدكتور والممرضه ..
ولكن سأصف شعوري وأنا منبوذه لأعاقه لم أتخيرها لنفسي
ولو كآن لي الخيار لكنت أجمل وأرق وأعذب أنثى على هذة الأرض ..
أخواني عندما يحملوني بين أيديهم لايتورعون عن السؤال
لماذا لايبدو شكلي طبيعيا ..؟
ولكن أمي العزيزة كانت تتهرب من السؤال دائما
كما تتهرب وتتحاشى حملي بين يديها فقد كانت ترميني دائما بين أيدي الخادمة ..
كم أحبها فهي وهبتني حنانا لم تهبه من كانت سببا في وجودي
كبرت وكبر حبي للحياة ..
ولكن أمي كم كانت تكره الحياة بوجودي..
فأنا مصدر قلق وأزعاج وتوترمستمر ..
بعكس أبي الحنون اللذي كنت أحب الحياة من أجله فقط ..
وهو يحب الحياة بعيني فقط..
كان يريد أن يخبر الدنيا بأسرها أنني أبنته ..
كان يخرجني لأصدقائه ولا يتردد ولا يخجل ولكن كان يعرف أنه سيصل
لتنشب معركة طاحنه بينه وبين أمي ولن تتردد بتوجيه اللكامات عفوا الكلمات اللتي كانت كاللكمات
بألمها ووجعها ..
كانت دائما تسخر من أبي بقول
أنت مستانس ببنتك لو أنها قمر مثل بنت صديقتي نوره مدري وش سويت ..؟
أقول لاتفضحنا خلها تنقبر بالبيت محنا ناقصين أحد يتكلم فينا ..
كنت أرى دمعات أبي وهو يحضنني ويقول لي كم أخاف عليك من أقرب ما لكِ
كنت أضحك كالعادة بسبب أو بدون سبب أتعلمون أن علماء النفس قد أطلقوا علينا
الأطفال السعداء بقدر مانهب السعاده ونعيش بها ..
وهبت السعادة لأبي وهبت الأمل ووهبت الحياة ووهبت له الدنيا بأسرها
فعندما يأتي من عمله يبدأ برحلة البحث عن صغيرته الضاحكة وهو يخفي يداه خلفه وكأنه يخفي شيئا
فإذا ما رآني رفع يداه ملوحا بلوح الشوكولاته اللذي أحبه ليقدمه لي ويقول
أتعلمين ياصغيرتي وياضحكة دنياي أن متاعب يومي كلها تمحو بأبتسامتك
فأبتسم وأنظر لعينيه ولغة عيني تقول لأنك وهبتني الدفئ والحب فسأعطيك ثقتي وحبي الامحدود ولكن لمِ أمي لاتسعد بي مثل أبي
أعلم بأن أمي ماهي إلا عينه من مجتمع أخوض وإياه كل يوم معركه إثبات ذاتي رغم نظرات أفراده التي لها تأثير السهام على قلبي !
لا أريد منهم أن ينظروا إليً بعين الإشمئزاز والكراهيه
ولا أريدهم أن ينظروا إلي بعين الرحمه والشفقه !
أريدهم فقط أن يمنحوني حقي في الحياه !
أريدهم فقط أن يمنحوني حقي في الحياة !
أمي .. لم أعد أريد منك شيئا فقد علمتيني كيف أواجه قسوة مجتمعي إبتداءً من حضن امي
مَخِرّجٌ ~
لكِ ياأُمـيْ..
أنَـا لا أريْد أَنْ أحْيا ..
وإِنمَا أريدُ الحُب أولا..