البــــــــــلاء
كنت في أحد الليالي قد حضرت على التلفاز محاضرة لأحد المشايخ الأجلاء، لازالت أصداء كلماتها تتردد على مسامع تفكيري، تكلم فيها عن البلاء الذي يصيب الإنسان في هذه الدنيا حيث أن الدنيا بحق دار بالبلاء محفوفة.
وحسب ما أورد فهناك
ثلاثة أنواع للبلاء:
الأول بلاء يصنع الإنسان فتلك الشدائد التي تصيبنا هي قد تكون محرك قوة الإنسان وأساس صلابته وهي من تجعل منه ذاك الجبل الراسخ، ويليه النوع الثاني وهو ذلك البلاء الذي يعمل على تنقية الإنسان وتصفيته ليكون خالصا بلا ذنوب وصفحة عمره ما هي إلا خليط من العبادة والطاعة والخير والإستغفار، أما النوع الثالث والأخير فهو البلاء الذي يرفع درج العبد ويقربه من الله، فالبلاء تمحيص وامتحان للقلب والروح فإن هو استطاع الصبر على البلاء والرضا به كان بقدره رضا الله عنه وكما في الآية الكريمة (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). كما وإن من أهم أسباب البلاء والشقاء هو قلة الإستغفار والإبتعاد عن القرآن. وكانت خاتمة حديثه خاتمة حديثه نصيحة هي بلا أدنى شك صائبة، قال: (افتح القرآن في كل صباح وبعد كل فريضة حينها سترى إن كان البلاء موجودا أم الخير فإن "الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم").
وهنا أقول أن البلاء إمتحان تربوي ونعمة كبرى منّ الله بها على الإنسان والدنيا دار البلاء وأصله وتاريخنا الإسلامي يشهد بهذا وان في متاهاتها الكثير من المطبات والمؤمن وحده هو القادر على اجتيازها وشكر الله على كل حال، فلماذا لا نتسلح جميعا بالإيمان؟ وكما قال الله في محكم كتابه (ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور). فسبحانك ربي، "إلهي وسيدي نعماؤك كثيرة قصر فهمي عن إدراكها فضلا عن استقصائها فكيف لي بتحصيل الشكر وشكري إياك يفتقر إلى شكر، فكلما قلت لك الحمد وجب عليّ لذلك أن أقول لك الحمد يا عظيم يا كريم يا أرحم الراحمين
نقلته من ايميلي