اقتصاديات أجزاء النخلة:
إن وجود نخلة معناه وجود أربعة مصانع لاستغلالها:
1- للعجوة من البلح
2- للورق من جريدها
3- للأثاث والحصير والحقائب من سعفها
4- للكربون من نواها.
تقسم النخلة في هذا المجال إلى:
1- جذوع النخلة: تستخدم في سقف وأبواب المنازل.
2- الجريد (السعف): سقف بعض المنازل وأقفاص الطيور وتعبئة الفاكهة.
3- الخوص: الحصير والمقاطف والأسبتة والحقائب اليدوية والقبعات وحشو مقاعد الأثاث ونوع من البيتموس والعلف للمواشي.
تأثير مجموع الوحدات الحرارية (الاحتياجات الحرارية) على إنتاج التمور:
يمكن لأشجار النخيل أن تنجح وتنمو تحت درجات حرارة متباينة
ولكنها لا يمكن أن تزهر إلا في المناطق التي تكون درجات الحرارة فيها بالظل 18مْ على الأقل
ولا تثمر ما لم تتجاوز الحرارة 25مْ وعموماً فإن نخيل التمر يحتاج إلى كمية محدودة
من الوحدات الحرارة الفعالة تكفي لإحداث التغيرات الفيزيولوجية المطلوبة في العملية الإنتاجية.
وأشارت الأبحاث أن الأصناف الجافة وشبه الجافة من التمور(صنف زهدي)
يحتاج إلى وحدات حرارة تصل مابين 1980-2600 مْ
بينما تفضل الأصناف الطرية المبكرة وحدات حرارية بحدود (1150مْ).
الرطوبة الجوية والأمطار:
تجود زراعة النخيل وإنتاج التمور في المناطق الجافة وخاصة خلال فترة التزهير ونمو
ونضج الثمار وقبيل جمعها وتسويقها وإن زيادة الرطوبة النسبية خلال فترة التزهير
تؤدي إلى زيادة إصابة النورات الزهرية بمرض خياس طلع النخيل
وهناك دراسات تؤكد زيادة نسبة الإصابة بهذا المرض في المواسم التي
تتميز بزيادة هطول وارتفاع الرطوبة النسبية في الجو
حيث يساعد ذلك النمو وتطور الفطر الخاص بهذا المرض.
إن سقوط الأمطار خلال فترة التلقيح يعيق من إجراء هذه العملية
وفي حالة سقوط الأمطار مباشرة بعد التلقيح
يؤدي ذلك إلى فشل عملية التلقيح وضرورة إعادتها.
تصاب الثمار خاصة في المراحل الأخيرة من نضجها (الرطب، والتمر)
بعدد من الأمراض إذا ما تعرضت إلى الأمطار أو إلى ارتفاع الرطوبة النسبية في الجو
ومنها مرض التشطيب واسوداد القمة وأحياناً أضرار التعفن والتخمر والتحمض ،
وإن هطول الأمطار قبيل جمع الحاصل له أضرار كبيرة
حيث يعيق عملية الجمع إضافة إلى التلف الناجم عن تعرض الثمار للأمطار نتيجة تعفن
وتخمر الثمار مما يضطر العديد من مزارعي النخيل في مناطق مختلفة من العالم
إلى جمع إنتاجهم قبل حلول موسم الأمطار وأحياناً يجمع
وهو في مرحلة الخلال أو الرطب وينضج صناعياً خوفاً من تعرضها للأمطار.
وتختلف أصناف النخيل من درجة تحملها لأضرار الرطوبة والأمطار وقسمت بناء على ذلك إلى :
1- أصناف تتحمل أضرار المطر والرطوبة العالية مثل الديري والخستاوي والثوري والخضراوي والحلاوي والساير.
2- أصناف متوسطة التحمل كالزهدي والخلاص والبرحي
3- أصناف قليلة التحمل مثل دقلة نور والحياني والغرس.
وبشكل عام فإن أفضل التمور كماً ونوعاً تلك التي نحصل عليها من المناطق
التي لا يصيبها المطر أثناء فترتي التلقيح ونضج الثمار.
إضافة لذلك فإن الأمطار والرطوبة الجوية العالية تسببان ظهور مرض الخامج.
الرياح:
لاتعتبر الرياح عاملاً مهماً على نجاح زراعة النخيل كما هو الحال بالنسبة لأشجار الفاكهة الأخرى،
وذلك لطبيعة شجرة النخيل التشريحية حيث تقاوم هذه الشجرة الرياح الشديدة نتيجة مطاطية جذعها
وقوة ارتباط الحوض بالجريد،
ومع هذا فإن للرياح تأثير سلبي على إنتاجية النخلة في الحالات التالية:
1- تعيق من إجراء عملية تلقيح النخيل في حالة الرياح الشديدة وخاصة التلقيح الميكانيكي
حيث يوصى بعدم إجراء التلقيح خلال أيام الرياح الشديدة.
2- قد تسبب في إسقاط النخيل الشاهق والمصاب أحياناً بالحفارات والنمل الأبيض.
3- تحمل الرياح أحياناً التربة أو الرمال مما تسبب أضراراً كبيرة على الثمار
وبالتالي تؤثر سلباً على نوعية التمور وكمية الحاصل وفي حالة حبوب الرياح أثناء نضج الثمار
وقبل جمعه تؤدي إلى سقوط كميات كبيرة من الثمار.
4- تؤدي الرياح الجافة إلى فقدان الثمار لنسبة عالية من رطوبتها.
5- في واحات النخيل كالجزائر وليبيا والمغرب والجزيرة العربية تؤدي
الرياح المحملة إلى دفن النخيل وتغطيته وهلاكه.
الضوء:
تحتاج شجرة النخيل إلى ضوء كاف لنموها وإثمارها
وقد لوحظ أن النخيل المزروع في المناطق المظللة
يكون نموها بطيئاً جداً في المراحل الأولى من حياتها ولاتزهر إلا بعد فترة طويلة جداً
وتتسم هذه الأشجار بإنتاج قليل صفاته الثمرية رديئة ،
ولذلك فإن المناطق التي تتميز باحتجاب الشمس عنها لاتصلح لزراعة النخيل.
ومن ناحية أخرى فإن استطالة السعف الجديد وخروجه من قلب النخلة يحدث
إما بين غروب الشمس وشروقها وقد يحدث نموه بصورة بطيئة خلال ساعات النهار
وعند تحليل أشعة الشمس وجد أن العامل الذي يعيق النمو الطبيعي
هو موجات طيف الشمس القصيرة التي تبدأ من اللون البنفسجي وانتهاءً باللون الأصفر.
أما الموجات الطويلة للون الأحمر فلاتمنع النمو بل تساعد على تشجيع عملية التركيب الضوئي.
الري والاحتياجات المائية:
يعرف الري في الاصطلاح الزراعي بأنه إمداد التربة بالماء لغرض توفير الرطوبة اللازمة
لنمو النباتات وكذلك لتأمين المحصول ضد فترات الجفاف القصيرة المدى
ولتبريد التربة والجو المحيط بالنبات لتكون أكثر ملاءمة لنموه
كما تشمل عملية الري الاحتياجات اللازمة من المياه لغسل التربة لإزالة الأملاح أو تخفيفها.
يستطيع النخيل تحمل العطش إلى حد كبير وذلك يكون على حساب نموها
وإثمارها كما يتحمل الغرق الكامل إذا كان بالغاً.
وتختلف الاحتياجات المائية للنخيل باختلاف عوامل متعددة :
مثل نوعية التربة والجو وصنف النخيل والفصول.
وبالرغم من أن النخلة يمكن أن تتحمل الجفاف إلا أن احتياجاتها المائية عالية
وقد دأب الباحثون منذ أمد بعيد ومازالوا يبحثون لتحديد الاحتياجات اللازمة لأشجار النخيل
في أماكن تواجدها المختلفة ،
ومن هؤلاء الباحثين (رولاند) الذي يعتبر أول مهندس ري
يهتم بالتقديرات المائية اللازمة لشجرة النخيل
والتي قدرها بحوالي نصف ليتر في الدقيقة طوال العام.
أما الخبير (رمي) فقد قدر احتياجات شجرة النخيل بحوالي (172) متر مكعب في السنة
وفي العراق دلت الابحاث على أن استهلاك الماء الكلي للنخيل المثمر كان بحدود 18000 م3 للهكتار
لكل سنة وذلك لأشجار بعمر 20 سنة ومزروعة على مسافة 8 × 8 م3
مع أشجار حمضيات عمرها خمس سنوات.
وأفضل مواعيد للري وبمعدل عشر ريات سنوياً هي :
· ريتان في كل كن الأشهر التالية : حزيران ، تموز، آب.
· رية خلال أشهر الشتاء من تشرين ثاني وحتى نيسان.
أما في حال توفر كميات كبيرة من الماء
فيمكن وخلال أيام الصيف الحارة والجافة أن يروى النخيل مرة كل (4-10) أيام
وفي الشتاء مرة كل (10-20) يوم.
أما بالنسبة للفسائل المزروعة حديثاً :
فيكون الري بشكل يومي بالأراضي الرملية الخفيفة
وبمعدل /100/ لتر ماء للفسيلة لمدة 45 يوم
أما في الأراضي الصفراء والطينية فتكون مرة كل ثلاثة أيام ولمدة شهر تقريباً.
والمهم في ري هذه الفسائل تأمين تربة رطبة حول جذور الفسيلة وليست موحلة،
حيث يساعد ذلك على تكوين الجذور ثم يباعد بين الريات
بحيث تصبح كل 7-14 يوم حتى نهاية العام الأول. ثم تعامل معاملة الأشجار البالغة تدريجياً
. وقد تبين أن الأرض المزروعة تحت النخيل يقل فيها التبخر إلى حوالي النصف عن الأراضي المكشوفة.
الملوحة:
يستطيع النخيل تحمل ملوحة الماء دون حدوث ضرر بالإنتاج أو النمو
إذا كانت الملوحة (2-3) غ/ليتر وفي حال زيادتها عن 3 غ/ل
فإن الإنتاج يتأثر سلباً من الناحيتين النوعية والكمية.
وقد وجد من خلال تجارب مركز أبحاث النخيل بدقاش في تونس أنه :
· إذا كانت الملوحة في مياه الري 3.2 غ/ليتر فإن الإنتاج يقل بنسبة 10%.
· إذا كانت الملوحة في مياه الري 5.1 غ/ليتر فإن الإنتاج يقل بنسبة 20%.
· إذا كانت الملوحة في مياه الري 8.4 غ/ليتر فإن الإنتاج يقل بنسبة 50%.
وقد وجد أيضاً أنه يمكن ري النخيل بمياه تصل ملوحتها إلى 3.5 مليموز/سم
(أي حوالي 2240 جزء بالمليون) بدون أن يؤثر ذلك على إنتاجيتها
شريطة أن تضاف حوالي 7% زيادة في مياه الري لمقابلة احتياجات الغسيل
والمعروف عن النخلة أن جذورها تمتد إلى حوالي المترين تحت الأرض،
وأن 50% من احتياجاتها المائية تتحصل عليها الجذور في منطقة الـ60 سم العليا
وأن حوالي 80% من احتياجاتها تتحصل عليها من الجذور في منطقة 120 سم العليا
وعليه يجب التأكد من انخفاض تركيز الأملاح في مثل هذه الأعماق
ويأتي ذلك بالعناية بعمليات الري والصرف اللازمتين،
وتجدر الإشارة هنا أن عدداً قليلاً من جذور النخلة قد يمتد لما يربو على العشرة أمتار
ولكن لايكفي لمد النخلة بكامل احتياجاتها المائية.
يتبع ,,