السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونتوب إليه، ونستغفره ونثني عليه الخير كله، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، المعبود بحق سبحانه، لا ند له ولا شريك ولا ولد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، خير من قام بحق ربه عليه، فعبد ربه حتى أتاه اليقين.
اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، الذين عرفوا ما لربهم من الحق، فقاموا به خير قيام، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.
بـعــ أم ـــد ..
فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم ونفسي من عصيان الله
ثم
أستفتح بالذي هو خير. يروي الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قالكنت رديف النبي صلي اللهعليه وسلم فقال لي يا معاذ أتدري ما حق الله علي العباد ؟ وما حق العباد علي الله؟قلت الله ورسوله أعلم . قال : فإن حق علي العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحقالعباد علي الله أن لا يعذب من لا يشركوا به شيئا . فقلت يا رسول الله أفلا أبشرالناس قال لا تبشرهم فيتكلوا "....
عباد الله أن حق الله تعالى حق واجب على العباد، حق على العباد لله تعالى حق الله عليهم أن يعبدوه، حق وجوب، حق واجب، لا بد أن يأتوا بهذا الحق وأن يدينوا به، أن يعبدوه وحده ولا يشركوا به شيئا، ويخلصوا له العبادة بجميع أنواعها، هذا حق وجوب.
وأما ماهو معلوم أنهم متى عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا فإنهم يطيعونه في كل ما فرض عليهم، فيؤدون الصلوات والزكوات وسائر الأركان الإسلامية، وسائر العبادات المكتوبة،كذلك يتركون المحرمات، فيتركون كل ما حرم الله تعالى عليهم، فيكون ذلك من العبادة،أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا فلا يطيعون الشيطان، ولا يطيعون الهوى، ولا يطيعونالدعاة إلى الشرك أو إلى المعاصي وما أشبهها.
أما حق العباد أن لا يعذبهم فهوحق تكرم، حق كرم من الله تعالى لأنه هو الذي وفقهم، وهو الذي أعانهم وسددهم، فيكون حقهم حق كرم، وحق الله حق وجوب
عباد الله
.
إن حق الله على عباده يتلخص في: القيام بعبادته والبُعد
عن الإشراك به قال سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً [النساء:36] وقال جل في علاه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْـلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:21-22]
قال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله حول هذه الآية ما خلاصتُه: شرع تبارك وتعالى في بيان وحدانية ألوهيته؛ لأنه تعالى هو المنعم على عبيده، بإخراجهم من العدم إلى الوجود، وإسباغه عليهم النعم الظاهرة والباطنة.
ومضمونه: أنه الخالق الرازق مالك الدار وساكنيها، ورازقهم؛ فبهذا يستحق أن يُعبد وحده، ولا يُشرك به غيره، وبهذا قال: فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:22].
عباد الله
ان من اهم الامور التى يجب ان يحرص عليها المسلم هى التوحيد والخوف من الشرك
لقوله تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) ،
وقال الخليل عليه السلام : ( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام) . وفي حديث : ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ) ، فسئل عنه فقال : ( الرياء) .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار) ، رواه البخاري .
ولمسلم عن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار).
وجاء في بعض الآثار القدسية: أن رب الجلال والعزة يقول: {إني والجن والإنس في نبأ عظيم، أخلق ويُعبد غيري، وأرزق ويُشكر سواي، خيري إلى العباد نازل، وشرهم إليَّ صاعد، أتحبب إليهم بالنعم، ويتبغضون إليَّ بالمعاصي }
إن ما حققه المسلمون الأوائل من نصر وفتوحات وأمجاد، إنما مرده بعد توفيق الله إلى قيامهم بحق الله تعالى عليهم، ومن قام بحق الله تعالى؛ أنجز الله له ما تفضل به من حق في الدنيا والآخرةواليوم لما قصر كثير من المسلمين في حق ربهم عليهم، وفرطوا في ذلك تفريطاً جلياً، ولعبت بهم الأهواء، وكثر بينهم دعاة جهنم عياذاً بالله، أصبحوا في حالة لا يُحسدون عليها
واليوم لما قصر كثير من المسلمين في حق ربهم عليهم، وفرطوا في ذلك تفريطاً جلياً، ولعبت بهم الأهواء، وكثر بينهم دعاة جهنم عياذاً بالله، أصبحوا في حالة لا يُحسدون عليها.
عباد الله
ان ملذات الدنيا ترصد لها ملايين لعمل الدعايه والاعلانات عنها
ان حقوق ما انزل الله بها من سلطان تسن لها قوانيين و تسقط بها دول
اخوانى اخواتى
حق الله أولى بالوفاء والأداء والقضاء، فهبو حياتكم كلها لأداء حق الله تعالى عليكم ففي ذلك عزتكم وسعادتكم وصلاح أحوالكم في المعاش والمعاد.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه يغفر لكم، وتوبوا إليه يتب عليكم، إنه كان حليماً غفوراً تواباً رحيماً.
من اجمل ما قرأت فى بيان حق الله
كتاب التوحيد للامام محمد بن عبد الوهاب
من هنا
واستمع للدرس الرائع للشيخ محمد حسان
من هنا
وأسأل الله لى ولكم التوفيق والسداد والرشاد
الاخت يعرب