...من لاح له نور الفجر هان عليه ظلام التكليف..
دلف إلى تلك الحجرة التي كانت تعج بالفوضى ..بخطوات سريعة تحكي ألم مأساته..
وعزمٌ مكين يستصرخه...
تأخرت كثيراً...أليس كذلك؟!
إصرارٌ أكيد أخذ يعتلي صدره...فيجعله يخرج مع كل زفرة سنة جليدية
مضت من عمره...بلا فائدة
آآآآآآه
حدّث نفسه: هل سألحق بالقطار؟؟...
زفرة أخرى أذابت ذلك الجليد الذي سوّر حياته...
نظر في ساعته نظرة يائس...أخذ يقلب نظره في تلك الفوضى العارمة التي
خلفها في تلك الحجرة..ترى هل سيلحق بالقطار؟؟هل يمكنه ذلك؟
ولأول مرة يشعر أنه محاصر..
مم أنت خائف؟ حدّث نفسه
أتخاف من المستقبل..!؟
هو بيد الله
امضي لاتتردد...
شعور بالدفء أخذ يسري في جسده المنهك..فكأنما يعلن عن سقوط آخرلوح ٍ
جليدي لذلك السور القاتل...
نظر في ساعته مرة أخرى...صوّب نظره نحو الباب ..كأنما يستمد عزماً بالمضي
نحو ما أراد...
خوف يتغشى نفسه ..يشبه تلك العتمة التي خرج إليها...التفت وراءه وكأنه
يصحو من حلم مزعج..
نظرات يائسة نحو الباب تستحثه أن يرجع.....صوت ارتطام الباب بدد
كل الأماني في نفسه...
حدّث نفسه: حسناً ...لابد من المواجهة...
ظلمة حالكة تحيط بكل شيء....
حدّث نفسه :أي طريقٍ أسلك...
صوت نباح كلبٍ أيقظه من تلك الحيرة...
أخذ يقترب ويقترب..وصوت نباحه يعلو...ويعلو..
كان يشعر بقربه...أخذ يجري ويجري وهو لايلوي على شيء,,,,,
الصوت يقترب...
أنفاسه الثائرة ..تذيب بقايا جليد نفسه...
صوت وقع أقدامه على الأرض ...يعلم بعزمه على المضي قدماً...
أفكاره تتسارع كتسارع أنفاسه وخطواته....
سؤال ملح ...قطع هذا التتابع...إلى أين تتجه؟
هل تعرف الطريق؟
كان مصراً وعازماً أن يمضي...
لاح له خيط من الفجر تراءى له من بعيد....
أشرقت نفسه...وازداد إشراقه...
حدّث نفسه...أظن أنني أسير في الطريق الصحيح...
إزداد عزماً..وحرارة الأمل تغشى جسده النحيل لتعلن ذوبان الجليد من حياته
م0ن