|| وَ رَحَـلَ الأَحِـبَّـة ~
كانوا يعيشون بيننا
،، يأكلون ويشربون ،، يضحكون ويمزحون ،، يفرحون ويمرحون .. منهم الطائعون ، ومنهم المُقَصِّرون .. منهم الأبُ والأم ، والجد والجدة ، والعم والعمة ، والخال و الخالة ، والأخ والأخت ، والصديقة والجارة .
و فجـأة ...
فجـأة ...
رحلـوا ..
رحلـوا عَنَّا ..
رحلـوا وحدهم ...
رحلـوا و تركونا ..
غادروا الدنيا بعد أن عاشوا فيها سنواتٍ وسنوات
.. فعِشنا على ذِكراهم ..
بعضُهم ترك فينا ذِكرى طيبة ،، فذكرناه بكلماته العذبة ، ومشاعره الرقيقة ، وحُسْن تعامُله ، وطاعته وعِبادته ، ودَعَوْنَا اللهَ له بالمغفرة والجَنَّة .
وبعضُهم رحل عَنَّا ،، فلم نذكر له إلا سوء تعامُلهِ ، وقسوةَ قلبه ، وحِقده وظُلمه ، وتقصيره ومعصيته .
فهَلَّا وقفنا وقفةً صادقةً حاسبنا فيها النَّفْسَ على الذَّنْبِ والتقصير ..؟!!
كم مِن شابٍّ جاءه الموتُ وهو في مُقتبل عُمره ، فرحل وفارق الدنيا ، وحَزِنَ عليه أهلُه ..! هل كان يدري أنَّه سيموتُ صغيرًا ..؟! لا واللهِ ..! ولو كان يدري لأعدَّ العُدَّةَ للقاء رَبِّه ، وَلَمَا وَقَعَ في الذَّنْب .
وكَمْ مِن فتاةٍ عَصَتْ وتبرَّجَت ، ثُمَّ ماتت صغيرة ، فما تَمَتَّعَت بجمالها ، وما نفعتها معصيتُها .. ولو كانت تعلمُ قُرْبَ أَجَلِهَا ما عَصَتْ ، وَلَحَافَظَتْ على حِجابِها ، ولازَمَتْ طاعةَ رَبِّها .
وكَم مِن رَجلٍ سَوَّفَ التوبةَ وأَجَّلَها ، وقال : سأتوبُ عندما أكبُر ،، لكنْ هيهات هيهات .. جاءه الموتُ ، وحِيلَ بينه و بين التوبة .
فهل مِن مُعتَبِر ..؟!
وهل مِن مُتَّعِظ ..؟!
وهل مِن مُستَعِـدٍّ للموت ..؟!
فلنقِف مع أنفسنا وقفةً صادقة ، ولنعلم أنَّ الموتَ آتٍ لا مَحالة ،، الموتُ الذي لا يُفْلِتُ مِنه أحد ،
(( كُلُّ نَفْسٍٍ ذَائِقَةُ الْمَوتِ )) .
اللهم يا وَلِىَّ الإسلامِ وأهلِه ثَبِّتنا على الإسلام حتى نلقاك .
××××
منقول