النفس…وقطع الأنفاس!
كتب فؤاد الهاشم
الرجل الذي يدخن مائة سيجارة يوميا، يكون قد قرر الانقطاع عن هذه المعشوقة اللعينة.. مائة مرة في اليوم الواحد ولكن.. دون فائدة!
عندما اتهم الصحافي المصري «علي أمين» بالتعامل مع وكالة الاستخبارات الامريكية «السي. اي. ايه» استدعوه للتحقيق، وبالنظر الى كونه يعشق لفافة التبغ لدرجة انه لا يستخدم كبريتا الا لاشعال السيجارة الاولى فقط ويشعل الثانية بالاولى، فقد ادخلوه الى غرفة التحقيق ثم وضعوا امامه علبة سجائره وبضعة اوراق بيضاء مع قلم، ثم تركوه وحيدا وغادروا الغرفة بعد ان سحبوا منه.. علبة الثقاب!
ماذا حدث؟ لا شيء، بعد ست ساعات كاملة، دق عليهم باب الغرفة ومنحهم اعترافا كاملا بقصة تعامله مع المخابرات الامريكية، ثم سألهم امرا واحد.. «ابوس ايديكم.. ادوني كبريت»!
بسبب السيجارة، ضعف بصري، وجف حلقي، وانقطعت انفاسي، وضاق صدري.. فقررت تركها!
كان قرارا يشعرك بنتائج غريبة ومتناقضة، كأنك قتلت عدوا.. تحبه!! او سجانا تهواه! او مرضا تعشقه! «السيجارة».. امرأة قميئة، قبيحة، عاقر لا تلد، ثرثارة لا تصمت، مديدة لا تموت! و.. تركها.. كامرأة غضة، بضة، ولود ودود، حلوة بالحديث، طويلة مهوى القرط، ووجهها يسر الناظرين!
سلبتني صحتي بالقوة، فاسترجعتها بالارادة فما ذهب بالقوة لا يعود الا.. بها