السلام عليكم
((ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المودّة فِي الْقُرْبى))
الشورى/ 23.
الأحاديث الشريفة في ذلك ملء الكتب، نذكر عدداً منها:
روى إبراهيم بن معقل النسفي (الحنفي) المتوفى سنة (295) في تفسيره عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لمّا نزل قول الله تعالى:
((قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)).
قالوا: يا رسول الله، من قرابتك الذين وجبت علينا مودّتهم؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): علي وفاطمة وابناهما. تفسير النسفي بهامش تفسير الخازن/ ج4/ ص94
وروى ابن كثير (إسماعيل القرشي الدمشقي) الفقيه الشافعي، في (تفسيره) عن أبي إسحاق السبيعي قال: سألت عمرو بن شعيب عن قوله تعالى:
((قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)).
فقال: قربى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)تفسير القرآن العظيم/ الجزء الثالث/ سورة الشورى
ونقل (سيد قطب) المعاصر، في تفسيره (في ظلال القرآن) عند تفسير هذه الآية ـ إلى أنْ قال ـ:
قال عبد الملك بن ميسرة: سمعت طاوساً يحدث عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنّه سئل عن قوله تعالى: ((إِلاَّ المودّة فِي الْقُرْبى)).
فقال سعيد بن جبير (رضي الله عنه): قربى آل محمد. في ظلال القرآن/ (الجزء 25) / سورة الشورى
وقال في تفسير الجلالين عند تفسير هذه الآية:
(الاستثناء منقطع، أي: لكنْ أسألكم أنْ تودّوا قرابتي). تفسير الجلالين/ (الجزء 25)، سورة الشورى
وذكر ذلك أيضاً عالم المالكية ابن الصباغ في الفصول المهمة/ المقدمة وعالم الشوافع محمد بن إبراهيم الحمويني في فرائد السمطين/ ج1/ الباب الثاني وغيرهما
(أقول): الروايات في المقام تعدُّ بالعشرات، وطالبها يطلبها من مظانّها، وفي كتابَيْ (غاية المرام) و (شواهد التنزيل) وحاشيته فقط، ذكر عند هذه الآية قرابة خمسين حديثاً، من طرق العامّة.
وأخرج عالم الحنفية موفّق بن أحمد الخوارزمي (أخطب الخطباء) في كتابيه (المناقب) مناقب للخوارزمي/ ص39 و (المقتل) المقتل للخوارزمي/ ج1/ ص27، وروى العلاّمة البحراني (قده) في كتاب صغير له أسماه بـ (نبذة في مناقب أمير المؤمنين من كتب السُنّة) عن كتاب (فردوس الأخيار) لابن شيرويه، أبي شجاع الديلمي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (جاءني جبرئيل بورقة من آس خضراء، مكتوب فيها ببياض: إنّي افترضت محبّة علي بن أبي طالب على خلقي، فبلّغهم ذلك عنّي). الكتاب المذكور/ ص28
(أقول): هذه الرواية وأمثالها ممّا يدل على وجوب وافتراض محبّة أمير المؤمنين (عليه السلام) تكون مؤيدةً لتفسير هذه الآية الكريمة، وهي رواية متواترة بالمعنى، ولعلّها تكون متواترة باللفظ أيضاً يقف عليها المتتبع، لذلك نقلناها واحدة تنبئ عن غيرها أيضاً.
وأخرج الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم):
أنّه قالوا له: من هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): علي وفاطمة وولداهما. ينابيع المودّة/ ص368
وقال الإمام الحافظ أبو القاسم (الكلبي) القرناطي في تفسيره عند هذا الآية:
(والمعنى: إلاّ أنْ تودّوا أقاربي، وتحفظوني فيهم، والمقصد على هذا وصية بأهل البيت)
تفسير الكلبي/ ج4/ ص35
وأخرج (فقيه المالكية) الزمخشري في (كشافه) عند تفسير هذه الآية قال:
روى أنّها نزلت قيل: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): علي وفاطمة وابناهما. تفسير الكشاف/ في تفسير سورة الشورى
وأخرجه بهذا النص أيضاً عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) عالم الشوافع السيد المؤمن الشبلنجي في (نور الأبصار) نور الأبصار/ ص112
وأخرجه عالم الأحناف محمد الصبّان، بطرق عديدة، عن ابن عباس، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) في إسعافه. إسعاف الراغبين/ ص105 (بهامش نور الأبصار).
وفي كتاب النقول للسّيوطي ـ بهامش تنوير المقياس ـ أخرج عن الطبراني، عن ابن عباس قال: قالت الأنصار: لو جمعنا لرسول الله ـ (صلى الله عليه وآله وسلّم) ـ، مالاً، فأنزل الله:
((قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)).
فقال بعضهم: إنّه قال هذا، ليقاتل عن أهل بيته، وينصرهم. لباب النّقول في أسباب النزول ـ بهامش تنوير المقياس ـ ص243
وقال المفسّر المعاصر (حافظ عيسى عمار)، وكيل محكمة استئناف القاهرة ـ في تفسيره المسمى بـ (التفسير الحديث للقرآن الكريم).
((قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً)).
أي: لا أسألكم أجراً قطُّ، ولكنّي أسألكم أن تودوا قرابتي. التفسير الحديث/ ج2/ ص127
وقال المفسّر المعاصر الآخر (محمد محمود حجازي) من علماء الأزهر بالقاهرة في تفسيره المسمّى بـ (التفسير الواضح) ـ وهو تفسير كبير في ثلاثين جزءاً ـ عند هذه الآية الكريمة: (بمعنى أنّي لا أسألكم أجراً إلاّ أنْ تودّوا قرابتي وأهل بيتي (قيل) ومن هم؟
قيل: هم علي وفاطمة وأبناؤهما. التفسير الواضح/ ج25/ ص19
وأخرج علاّمة الشافعية، الّلغوي المعروف مجد الدين الفيروز آبادي صاحب (القاموس) في كتابه في التفسير المسمّى بـ تنوير المقياس من تفسير ابن عباس قال:
((إِلاَّ المودّة فِي الْقُرْبى)) إلى أنْ تودّوا قرابتي. تنوير المقياس/ ص310
عن ابن عباس إلا أن تصلوا قرابة ما بيني وبينكم [ أي في قوله تعالى { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة . . . . } ]
المصدر: السلسلة الصحيحة- الصفحة: 5/663
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وأخرج نحو هذه الأحاديث، متفقة في المعنى، ومختلفة في بعض التعبيرات، عدد آخر من المحدّثين:
(منهم): علاّمة الشوافع أبو الحسن بن المغازلي في مناقبه المناقب لابن المغازلي/ ص307 ـ 309
(ومنهم): الحافظ ابن حجر العسقلاني (الشافعي) في تخريج أحاديث الكشاف تخريج أحاديث الكشاف/ ص145 من طريق الطبراني، وابن أبي حاتم.
(ومنهم): الحافظ محب الدين الطبري في ذخائره ذخائر العقبى/ ص24
(ومنهم): العلاّمة الكنجي (الشافعي) في كفاية الطالب كفاية الطالب/ ص91
(ومنهم): العلاّمة الهيثمي (الشافعي) في مجمع الزوائد مجمع الزوائد ج9/ ص168
(ومنهم): ابن عبد الله الزرقاني (المالكي) في شرح المواهب الّلدنية شرح المواهب اللدنية/ ج7/ ص21
(ومنهم): ابن قتيبة الدينوري في تفسيره غريب القرآن تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص393
(ومنهم): عبد الشكور الفاروقي التقشبندي المجددي، في كتابه بالفارسية المسمّى بـ (باقيات صالحات)
منقول من كتاب علي عليه السلام في القران ج 2 للسيد الشيرازي
والسلام عليكم