من حمائم الروح
هناك في تلك الزاوية المظلمة، تشهقت روحها طاوية نزف قلبها
المترف في زعزعة الوجود من حولها، وانطلقت دموعها تداعب
ضباب أنفاسها الحرى، ترددت يدها على ثغرها تمسح مزيج دموع ودماء
تفجرت من تحت الرداء الوردي، مُدارية جنون تخبُط قلبها بيدها الأخرى، ...
نزفت ثمالة الليلة كؤوساً فخارية، ووضعتها في مدارات
كوكب أحلامها الجذلة، واستلت من بينها نغمة لازوردية، مسحت بها عرق نشيجها، ومال ثغرها مبتسما، سارحا في تفاصيل مخبأة خلف الذكريات،
أنهضت صدرها بشهقات مترددة، ...
نفضت تفاصيل المكان المملة، وأسرجت خيلها الأبيض
وسحبت طرف قميصها الوردي بيمينها، وقبضت بشمالها خلاصة
بذور قلبها الحميمة، ونثرتها في حديقتها السرمدية، وأسدلت عينيها سابحة
في عبير أشواقها اللامحدود، أخذت أنفاسا من عمق جذوتها، ورفعت
رأسها ناثرة أنفاسها، مطعمة الأثير من حمائم روحها، ...
زفرت أعمدة اللامكان بداخلها، وتمطت في جنبات حديقتها
تفترش جذور أمانيها، سرقت تسبيلة عينيها، ومعزوفة ثغرها، فتحت جفنيها
حمم الدموع، وانقلب ثغرها مُلبسا لحيتها وخدودها صرخات
استجداء وتضرع !، ...
طرقت ببصرها ثغور
المكان ، علّها تتوارى
خلف شيء ما، انفضّت كل كائناتها الجميلة، لا خيل ولا بذور قلبها
ولا حديقتها السرمدية، تلألأت الصور
على عتبات جفنها ، وتحدّرت مع الدموع متكسرة على أنحاء جسدها
والمكان، جثت على ركبتيها
تلملم بقايا صور، وأجزاء ذكريات، ...
ربما لم تكن موجودة حتى سوى
في طيات خيالها الخصب.
منقولى