قصه ] ذاكرة طفلـة أرهقها الصمود ؛
أخَذت تتأمل الجدار .. تَتلمسه بيديها الصغيرتين .
.تبحث عن شيئ .. أرادت أن تحفر ذلك الجدار لتأخذ الأصل..لا الصوره
الحقيقه لا سراب وخيــال ! لكنها لم تكُن هناك سوى [ بقايا ذكرى جريحــه ]
شيءٌ أخذ يعتصرُ قلبها الصغير .. تألمت بشــده من مرارة الحزن أحتضنت البقايا..
مجرد صوره !! أحتضنتها لا تدري ماذا ستحضن فيــها ..
هل تحضن تلك التفاصيل التي عايشتها بملامحها البريئه أم تحتضن الضحكه الأخيره
التي سمعتها منه قبل أن ترحل روحــه الوديعه .؟!
بقيت على حــالها تتأمل الصوره في خشوع وهي تخفي حزنهــا كـ سحاب الشفق الأحمر..!
مريم التي بعُمر الزهور ملائكـه بفستان طفله نقيه صافية الذهن ..لم تعتد مسبقاً على إستقبال الصدمـات ..
هذه بداية الصدمــه على قلبها الصغير ..كانت تحيا أميرة حياه خاليـه من معـاني الحزن..
إعتادة بعثرة جنون برائتها على أكتاف أبيها ..
وهذا مـا زاد في جنون الحزن وبراكين الآآهات بعينيهـا الجميلتين التي أخذت لون الشهد ..
أغلقت مشاعرها إتجاهه بعينيهـا عن < رحمة الأقدار > ركضت بتلك الصوره الملفوفه ببرواز التعاســه إلي غرفتها وأرتمت على أقرب زاويه تستفرغ سيل دموعها وشهقات أنينها المرتــابه كغريق في عُرض البحر يلتفظ أطواق النجاةٍ تبكي بألم قاسي من الحزن الذي أغتــال صباحها الأخير ..لم تنسى تفاصيل أحداث ذلك اليوم المشؤم على قلبها ..يوماً تمنت أن لا تكون فيه أن لم تُولد فيه.. فهو شيئ اكبر من أن تستوعبــه نبضات طفلــه ..
كانت ترسم أمالاً أكبر من شموع ميلاد عمرهـا .. كانت تخبئ أحلاماً تشبه رائحته حينمــا كانت بجواره باسمــه كزهرة اللوز..تذكرة بانها أصبحت يتيمــة الأب صرخت باعلى صوتها الجريح .. لماذا رحل وتركني ؟!
لمـاذا انا ؟! لماذا أبي أنا من يرحل؟!
ينطق ضيق صبرها : ان روحي تتكسر من وحشة غيابك يا ابي ..
لماذا لم تضمني الضمة الأخيره.. لما لم تأخذ قلبي معك عند رحيلك؟
هنــاك في الزاويه الأخرى ..
[ أمٍ ] تلاشت بتجرع الحزن صباحاً ومسائاً ..عرفت مذاق طعن السكين بجراحات الروح .. تتغذى على الوجع وتصحى على حرقة الدموع ..!
لـا تقوى ان ترى دمعه من وحيدتها ووحدية أحلامهما هي وفقيد عمرها أصبحت
كالبلهاء من عُرم صدمه لم تكن بالحسبان لا تتذوق سوى ذكرى إبتسامة زوجها الأخيره ..
تتعمق في تفاصيل نظرتــه التي أختفت مع إختفــاء نبضاتها ..
رحل عنها ولكنه لم يرحل من أحشاء قلبها ..!
أبً رائع بكل ما يحتويه المعنى من الصدق أخـتاره القدر أن يكون بعيداً
عن حنان قلبها وحنين قلب طفلته التي تربعت على دفئ دلالـه ..
أخفتــه عن نظراتهن تلك السكتة القلبيــه التي أودعته بلا روح ..
بعد أن سكن الأورده وأمطى جواد الأمــل على زخارف أحلامهمــا ..
تركــهما وحيدتان لا تقبلان حناناً من قلوباً أخرى!
فهو يرسل الدفء إلي قلبيهمــا كل لحظه ,,بذكرى الحُب الآمنتهيه إلي أرواحهن ..
وظٌلا يترحمٌــان على طهر روحـه النقيه.. ويستغفران مــا كان حينها ..
ويشفين جراحاتهن بالدعــاء له ولهن بالصبر ..
بسم الله الرحمن الرحيم
وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *
أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ
صدق اللـه العظيم "
م0ن