شاعرتان
بقلم : رجاء النقاش
منذ عدة شهور كتبت عن شاعرة الحنان منيرة توفيق وكانت معلوماتي عن هذه الشاعرة محدودة بقصيدتين اثنتين قرأتهما لها في مجلة الرسالة القديمة, وهي مجلة رائدة عظيمة كان يصدرها من سنة1933 إلي سنة1953 أديب من أنبغ أدباء العرب وأكثرهم شرفا واستقامة ورجولة هو أحمد حسن الزيات, وقد سعدت بأن حديثي عن منيرة توفيق كان له بعض الفائدة والأثر, فقد كتبت لي السيدة عصمت زوجة الاستاذ الدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس وزراء مصر الأسبق وأحد رواد الوطنية الاقتصادية في مصر, وفي الاقتصاد كما في السياسة وطنيون وفيه من هم ليسوا كذلك, ومن رسالة السيدة عصمت علمت أنها حفيدة الشاعرة منيرة توفيق, وكان في رسالتها الكريمة معلومات قيمة عن جدتها الشاعرة, وقد نشرت رسالة السيدة عصمت في حينها. ثم اتصلت بي ابنة للشاعرة هي السيدة دولت رشدي وتفضلت فأمدتني بنسخة من ديوان الشاعرة الوحيد وهو أنوار منيرة.
واتصلت بي الأستاذة عواطف البدري من جامعة المنصورة وطلبت مني أن أمدها بكل ما أملك من معلومات عن الشاعرة منيرة توفيق لأنها تعد رسالة دكتوراة أو ماجستير عن هذه الشاعرة.
وقد سعدت بذلك كله, إذ أنه يمثل نورا كاشفا عن الجوانب المجهولة الكثيرة في حياتنا الأدبية المعاصرة.
وفي حديثي السابق عن الشاعرة منيرة توفيق أشرت إلي شاعرة ثانية قرأت لها قصيدة واحدة ثم لم أعثر لها علي أثر أدبي آخر بعد ذلك, مما جعلني أشك في أنها كانت اسما مستعارا لشاعر يختفي وراء توقيعها, لأن الشعراء كالعصافير لا يتوقفون عن الغناء ما داموا أحياء. هذه الشاعرة التي أثارت في نفسي التساؤل والشك هي ناهد محمد فهمي.
وقد تلقيت رسالتين كريمتين إحداهما من الأستاذ محمد سمير علي مساعد وزير الداخلية سابقا وهو زوج الشاعرة ناهد محمد فهمي, والأخري من الأستاذ كمال ماهر رشدي وهو أحد أبناء الشاعرة منيرة توفيق. ويسعدني أن أنشر الرسالتين كاملتين لما فيهما من معلومات قيمة. وأبدأ برسالة الأستاذ محمد سمير علي حيث يقول: اطلعت علي مقالكم في الأهرام في9 نوفمبر1998 وعنوانه قصيدة تمنع الطلاق. ولست بحاجة إلي إظهار إعجابي بكم وببعض تعبيراتكم المتفردة المميزة, وعلي سبيل المثال ما ورد في المقال عن الحياء الرجولي أو حياء الرجولة, لذا أرجو لو أفردتم بعضا من مقال قادم عن هذا التعبير وحوله. وقد ورد في مقالكم اسم الشاعرة ناهد محمد فهمي وكنتم تظنون أنه اسم مستعار. لكن الحقيقة أنه اسم صحيح, والاسم كاملا هو المرحومة ناهد محمد فهمي توفيق الرفاعي, وهي زوجتي. وناهد لم تكتب الشعر ولكن الذي كان يكتبه هو الأب محمد فهمي الرفاعي, وكان يعمل مدرسا في بداية حياته بمدارس العروة الوثقي بالاسكندرية في الأربعينيات, وانتهت حياته وهو يعمل في كلية سان مارك سابقا وكان أستاذا للغة الفرنسية وقد توفي إلي رحمة الله. وقد تعود أن ينشر أشعاره باسم ابنته ناهد التي احتفظت بكل أعداد الرسالة, خاصة تلك التي نشرت قصائد والدها باسمها, وهذه الأعداد فقدت منا بالاسكندرية. ومنزل المرحومة ناهد محمد فهمي لا يزال كما كان بمنطقة السيوفي ـ شارع السيوفي ـ فكتوريا ـ الاسكندرية, والآن أعيش بمفردي وأستعيد كل أحاديثي مع رفيقة حياتي, حيث استمرت حياتنا الزوجية من17 مايو سنة1956 وحتي وفاتها في17 مايو سنة1994, أي ما يمتد إلي ثمانية وثلاثين عاما متصلة, وأود أن ترشدني إلي كيفية الحصول علي ما تم نشره باسم ناهد محمد فهمي في الرسالة أو غيرها مما كان ينشر في صحف الاسكندرية ومجلاتها, وقد كان جمع هذه القصائد إحدي أمنيات زوجتي الراحلة.
تلك هي رسالة اللواء محمد سمير علي مساعد وزير الداخلية الأسبق. وأنا أعتذر له عن تأخري في نشر رسالته بما فيها من معلومات قيمة. وأعده أن أبذل كل ما أستطيع من جهد مع أصدقاء القاهرة والاسكندرية لجمع القصائد المنشورة باسم ناهد محمد فهمي, خاصة أن القصيدة الوحيدة التي قرأتها باسمها تدل علي أن والدها كان من الشعراء الموهوبين. ولعل من المفيد هنا أن أنشر عنوان صاحب الرسالة, فقد يكون بين الأصدقاء الأدباء في القاهرة والاسكندرية من يحبون أن يساهموا في هذا الجهد الثقافي إن كانت لديهم الفرصة والمصادر المناسبة, ويستطيع من يساهم بمثل هذا الجهد الأدبي أن يكتب إلي صاحب الرسالة علي عنوانه الكامل وهو: محمد سمير علي ـ مساعد وزير الداخلية السابق ـ3 شاعر إيزيس متفرع من شارع العروبة ـ مصر الجديدة ـ القاهرة.
ولا شك أن أي جهد أدبي في مجال الكشف عن مثل الجوانب المجهولة في حياتنا الأدبية هو جهد له فائدته في معرفة الأجواء الأدبية والاجتماعية والظروف المختلفة التي تدفع شاعرا إلي أن ينشر قصائد باسم ابنته وليس باسمه الصريح.
أما الرسالة الثانية فهي من ابن الشاعرة منيرة توفيق وهو الأستاذ كمال ماهر رشدي, وهي رسالة مؤثرة وفيها بعض المعلومات عن والدته الشاعرة وهذا هو نص الرسالة: قرأت في الأهرام بتاريخ9 نوفمبر1998 مقالكم الذي يحمل عنوان قصيدة تمنع الطلاق.. هل تصدق ياسيدي أنني قرأت المقال ثلاث مرات؟.. والسبب أن دموعي كانت تسبقني وأنا أقرأ سطور المقال. ومن دواعي فخري واعتزازي أن الشاعرة التي تحدثت عنها في مقالك هي أمي الحبيبة الغالية الشاعرة العظيمة منيرة توفيق. فأنا كمال ماهر رشدي ابنها, وأعتز وأفخر بأنها أمي, فقد زرعت فينا ـ نحن أبناءها ـ كل معاني الحب والوفاء والتضحية والفداء, وكانت سعادتي لا توصف, أن أجد ذكراها بعد ثلاثة وثلاثين عاما تعود علي يد كاتب مثلك. وازدادت سعادتي عندما قرأت لكم في عدد الأهرام الصادر بتاريخ16 نوفمبر سنة1998 مقالا ثانيا عن والدتي الشاعرة تحت عنوان شاعرة الحنان.
تلك هي أمي الحبيبة الشاعرة منيرة توفيق ابنة الأميرالاي العميد مصطفي توفيق حكمدار الشرقية والمنوفية الأسبق, والذي حرص علي تثقيفها بأمهات الكتب العربية. كما علمها الصيد والفروسية, فعرفت كيف تصيب الهدف ببراعة. وقد أطلق عليها السيد حمدي عاشور محافظ الاسكندرية الأسبق اسم شاعرة الاسكندرية, وعند وفاتها قرر تسمية أحد شوارع الاسكندرية باسمها, ولا يزال الشاعر يحمل اسمها إلي الآن المنشية ـ خلف المحكمة ـ شارع منيرة توفيق وقال السيد حمدي عاشور عنها: إن من حسن حظ الاسكندرية أن يكون بين ربوعها سيدة أديبة صاحبة موهبة شعرية عالية, فقصائدها تهز النفس وتسري في الوجدان. وقد أمر المحافظ بنشر ديوانها الوحيد علي نفقة المحافظة.
إن من دواعي فخري أن موهبة أمي الغالية في الشعر, لمست أوتار القلوب, حيث كانت تكتب أشعارها في كثير من الأحيان عن حضارة مصر وتاريخها, وكانت تكتب في الحب والطبيعة والرثاء, وكان شعرها مليئا بالدعوة إلي حب مصر والدفاع عنها والاعتزاز بها. وقد عاشت أمي حياتها أبية النفس حرة الفكر.. تلك هي الشاعرة منيرة توفيق حرم اللواء محمد ماهر رشدي مدير محافظ بني سويف الأسبق. وأذكر عندما كان والدي مأمورا لمركز اخميم أنه كانت هناك عائلتان كبيرتان بينهما خصومة عنيفة تهدد بالقضاء عليهما نتيجة لأعمال الثأر المتبادلة, فطلبت والدتي من زوجها أن يدعو رؤساء العائلتين علي مائدة للعشاء في بيتنا بمركز اخميم, وكان المنزل هو فيللا خاصة بسكن المأمور. وأخذ والدي بالنصيحة, ودعا رؤساء العائلتين إلي منزله, وفي جو من الصفاء والمودة والتسامح, استطاعت أمي أن تهيئه للجميع, تم الصلح بين العائلتين وتوقف نزيف الدماء. وبحكم وظيفة والدي فقد كان يتنقل بين المديريات والأقسام والمراكز في أنحاء مصر. وكانت والدتي تشارك علي الدوام في حل المشاكل ونشر المودة والمحبة بين الجميع. وفي سنة1950 طلبت مني الوالدة وشجعتني علي أن أتطوع للعمل مع الفدائيين في القناة, وعندما أخبرتها بأنني تطوعت بالفعل في الحرس الوطني قالت لي: خيرا فعلت ياكمال, فيجب عليك وعلي أمثالك من الشباب أن يدافعوا عن وطنهم حتي لو ضحوا بأرواحهم, وبعد قيام الثورة سنة1952 طلبت مني أن أرشح نفسي في انتخابات الاتحاد القومي لأخدم أهل دائرتي محرم بك بالاسكندرية. ورشحت نفسي ونجحت باكتساح لأنني كنت أخطب في الجماهير بقصائدها الوطنية التي أحبها الناس وتجاوبوا معها ومنحوني الثقة بفضلها. لقد علمتنا هذه الأم العظيمة كل معاني الوطنية منذ طفولتنا فنشأنا علي هذه المعاني أنا واخوتي جميعا: رفيق وعبدالله وعصمت ودولت ونيبال.
تلك هي رسالة الأستاذ كمال ماهر رشدي, وأحب أن أعلق عليها ببعض الملاحظات التي تتصل بوالدته الشاعرة منيرة توفيق, فقد ظهرت هذه الشاعرة في أوائل هذا القرن, فهي من مواليد بورسعيد سنة1893 وقد توفيت سنة1965. ومنذ سنة1902, وهي السنة التي توفيت فيها الشاعرة عائشة التيمورية, لم يظهر اسم شاعرة أخري في مصر حتي الأربعينيات باستثناء اسم منيرة توفيق. وفي الأربعينيات ظهرت الشاعرة ملك عبدالعزيز زوجة الناقد الكبير الدكتور محمد مندور, وتوالي ظهور الشاعرات بعد ذلك ومنهن ناهد طه عبدالبر التي كانت تكتب شعرها بتوقيع ن. ط ع, وقد ماتت هذه الشاعرة فجأة وهي في الثلاثين من عمرها سنة1950. وظهرت في الأربعينيات شاعرات أخريات منهن روحية القليني وأماني فريد. وفي الجيل الحالي يوجد عدد من الشاعرات في مقدمتهن وفاء وجدي وبعضهن ممن ينتسبن إلي مدرسة الشعر المنثور أو ما يسمي باسم قصيدة النثر مثل: إيمان مرسال وفاطمة قنديل وغيرهما. وكل هذه الأسماء لم تظهر علي الساحة الشعرية إلا في الفترة الممتدة من منتصف الأربعينيات إلي الآن. أما قبل ذلك فلم يكن في مصر سوي شاعرة وحيدة معروفة هي منيرة توفيق. وهذه الشاعرة لم تتعلم في مدرسة ولكنها تعلمت في بيتها كعادة بعض بنات الطبقة الوسطي في ذلك الوقت, وقد ساعدها علي التعليم والدها مصطفي توفيق, وكان ضابطا من كبار ضباط وزارة الداخلية, كما كان رجلا مثقفا مستنيرا محبا للأدب والفن, وهذا ما دفعه إلي الحرص علي تعليم ابنته علي يديه وعلي يدي بعض الأساتذة الآخرين الذين اختارهم لتعليمها في بيتها. وقد اعتمدت الشاعرة بعد ذلك علي جهدها الخاص في تعميق ثقافتها الأدبية, ومطالعة أهم دواوين الشعر العربي القديم والحديث, وخرجت من ذلك كله بفهم خاص للشعر وهو أنه وسيلة أدبية للمشاركة في الحياة العامة والتعبير عن الأحداث الوطنية, بالاضافة إلي ما كانت تهتم به من الأحداث الخاصة التي تجري في محيطها الاجتماعي لأفراد أسرتها وأقاربها وأصدقائها, ولذلك فقد امتلأ ديوانها بقصائد تتصل بالأحداث العامة, فهي تكتب عن مصطفي كامل وعن جمال عبدالناصر وعن الزعيمة هدي شعراوي وعن ثورة اليمن وعن السد العالي, وتكتب بعض قصائدها عن الفنانين والأدباء المعروفين في عصرها مثل أم كلثوم وأحمد رامي والأديبة مي زيادة, وعلي محمود طه وابراهيم ناجي وغيرهم. فديوانها الوحيد يتصل اتصالا وثيقا بتاريخ مصر وما وقع فيه من أحداث حتي وفاة الشاعرة سنة1965. فهو في معظمه شعر مناسبات, وهي في ذلك كانت تضع مثلا شعريا أعلي فيما تقرؤه لكبار الشعراء في عصرها مثل شوقي وحافظ, فقد كان هذان الشاعران الكبيران يتابعان أحداث البلاد, ويكتبان قصائدهما للتعبير عن مشاعرهما تجاه هذه الأحداث, وهذا هو النموذج الفني الذي وضعته منيرة توفيق أمامها وأخلصت له كل الإخلاص, ولا مجال لمحاسبتها ـ فنيا ـ بأي مقاييس أخري للشعر, فهي بنت عصرها وثقافتها وظروفها العامة والخاصة, وهي في شخصيتها وفنها معا كانت تمثل محاولة قوية للخروج من وضع المرأة الشرقية التي كانت حتي أوائل هذا القرن محكوما عليها بسجن البيت, ولم يكن مسموحا لها بالمشاركة في الحياة العامة, وقد كانت منيرة توفيق في هذا المجال رائدة شجاعة, فهي سيدة بيت وربة عائلة تغلب عليها التقاليد المحافظة, وقد استطاعت رغم هذه الظروف أن تخرج بقصائدها من سجن المرأة الشرقية لتلقي أشعارها في الاحتفالات العامة والمناسبات الوطنية وتلقي بالأدباء والشعراء وتسمع منهم وتقرأ لهم ما تكتبه, وكثيرا ما كانت تحظي بالتقدير, كما كانت تتعرض للنقد من بعض الأدباء المحافظين الذين كانوا يرون في خروجها إلي الحياة العامة واهتمامها بالأدب أمرا غير لائق بها, حيث يجب أن تعيش لواجبها الوحيد في نظر هؤلاء المحافظين وهو الاهتمام بالبيت والزوج والأولاد. ومن بين الذين كانوا يحملون لها التقدير والاعجاب الشاعر الكبير ابراهيم ناجي, ومن الواضح أن الشاعرة كانت تتمتع بقدر كبير من الجمال, مما لفت إليها الأنظار بعد أن سبق ذلك موجة من التقدير والاعجاب بشعرها, وازداد الاهتمام بها كامرأة جميلة تخوض الحياة العامة باستقامة وشخصية قوية وسلوك أخلاقي رفيع. وللشاعر ابراهيم ناجي أربعة أبيات كتبها عن الشاعرة بعد أن رآها لأول مرة في عيادته مع شقيقتها المريضة, وفي هذه الأبيات يقول ناجي عن منيرة توفيق:
أمنيرة الوجه الجميل تقبلي
مني جليل تحيتي وسلامي
إن كان قد قصر اللقاء ففي غد
يغدو خيالك في البعاد أمامي
فكأنما رفت علي خواطر
مما تطوف علي في الأحلام
فسألت نفسي منذ رأيتك هاهنا
من ذلك الملك الكريم السامي؟
وهذه الأبيات الأربعة التي كتبها ناجي في الشاعرة منيرة توفيق, هي غزل صريح, ولكنه غزل عفيف عذب رقيق علي طريقة ناجي في كل قصائده العاطفية الجميلة.
وإلي جانب أبيات ناجي التي تكشف عن فرحته وسعادته بتعرفه علي الشاعرة, نجد شاعرا آخر هو عبدالغني سلامة يلومها ويؤنبها لاهتمامها بالأدب والشعر والحياة العامة فيقول لها في قصيدة لوم وعتاب:
يا حسنها من زوجة
لو علمت كيف التعامل
كيف الخضوع لزوجها
مجتثة منه التحامل
لا أن تكون أديبة
تجتاح في حل المسائل
أو بنت عراف اليمامة
أو أسامة في الأوائل
فالشاعر هنا يدعو منيرة توفيق إلي الانسحاب من الحياة الأدبية والثقافية لتجعل جهدها وقفا علي طاعة زوجها والخضوع له. وقد التقي الشاعر بعد ذلك بمنيرة توفيق, فتغير موقفه من الاعتراض عليها إلي الاعجاب بها, وكتب قصائد عديدة في مدحها والحماس لها.
وهكذا لم تكن منيرة توفيق شاعرة عصرها فقط ولكنها أيضا كانت موضوعا للشعراء, يكتبون عنها في قصائدهم الكثيرة المتنوعة. وأظن أن الدارسين لشعر منيرة توفيق عليهم أن يضعوا ظروفها الخاصة وظروفها العامة في الاعتبار وهم يقومون بدراسة ديوانها الوحيد.