العريان يدعو الغربان
يا ربِّ ماذا قــد جرى لزماني == هل ضاع بين ركامهِ عنواني ؟
إني فزعتُ وصرتُ فيه مُشتتاً == لمَّا سمعـتُ مقـولةَ ( العريان)
يدعو اليهودَ لمصرَ كيْ يستوطنوا == داري..ويحـتـلُّ الـعــدوُّ مكــاني
سرقَ اللصوصُ من العروبةِ موقعاً == والــيـومَ يدعـوهمْ لأخْــذِ الثاني
*****
إن الصهاينة َ الذين دعوتـَهم == حملوا السلاحَ وحاربوا أوطاني
وهــمُ الذين بغدرهم وعـتادهم == نقضوا العهــودَ وقـتَّـلوا إخـواني
أنسيتَ ما اقترفوهُ في سينا وفي الْ == أقــصى وما ارتكـبـوهُ في الجـولانِ ِ
أنسيتَ ما فعلوهُ في بحر البقرْ == سحـقـوا بَنيَّ.. ودمَّروا بُنياني
*****
المسجدُ الأقصى يئنُّ ويشتكي == من هَوْلِ ِ ما يلقى من العدوان ِ
وأراكَ تدعو المعتدين ليقطفـوا == ما طاب من زرعي ومن بستاني
عجبــاً لمجنيٍّ عـلــيهِ مُكــبَّــلٍ == وأخـوهُ يتركهُ..لـيَرْعَى الجاني !!
فهلِ المبادئُ يا زمانُ تغـيَّـرتْ == والحقُّ أصبح فــيـكَ كالــبهتانِ??
وهل الأرانبُ كالنمور توحَّــشــتْ == وهـل الـنـسـورُ لـديــكَ كالــغِـربانِ ِ
إن كان هذا فــيك أصبح سائداً == فزمانُ هذا الخلْطِ ..غير زماني
*****
أتــريدُ تعــويض الجناةِ لأنهم == سفكوا دماء الشِّـيبِ والشُّبانِ ؟
أنسيـتَ أنَّ بمـصر قامت ثـورةٌ == هـزَّتْ عروش البغيِ والطغيانِ
والليثَ يأنف أن يكون عرينهُ == مأوى لكــلِّ فصائلَ الجــرذانِ ِ
وعرينهُ رغم العواصفِ صامدٌ == تخشاهُ كـلُّ جحافـلِ الشجعانِ ِ
لو كنت تنسى فالشعوب تنبهتْ == واستيقـظتْ من غفوةِ النسيانِ
شعر: سعيد حسين القاضي