ما أجمل العطاء، شعور إيماني يدفع إلى المعالي والسمو والارتقاء،
شعور يضفي على الذات كمّاً من السعادة والراحة،
العطاء تتعدد أنواعه فهي كثيرة حيث إنه لا يقتصر على تقديم المال فحسب
فهناك عطاءات أجمل وأرقى من تلك المحصورة بالمجال المادي،
فالإصغاء يمكن لي القول إنه عطاء لا يقدمه الكثير منا في زماننا هذا،
فقليلون جداً من يقومون بتخصيص وقت لاستيعاب ما في
جعبة الآخرين من أحاديث وربما غصات..
أيضاً الابتسامة في وجوه من حولنا من شخوص نوع جميل وراق من العطاء
فكم يساوي ذلك عندما تقدم لمن معك من أصدقاء ابتسامة حلوة
تختصر فيها ومن خلالها مشاعر كثيرة ربما لا تود البوح بها
ولكن ابتسامتك الصادقة قد تنوب عنك وعن أمور كثيرة أنت لم تقم بها.
التسامح يمكن لنا أيضاً أن ندرجه تحت بند العطاء
ففيه قد قدمنا الصفح والعفو عمن أخطأ بحقنا
ولن أخفيكم أنه شعور غاية في الرفعة والرقي،
الكلمة الطيبة أيضاً نوع من العطاء،
إلقاء التحية، الشكر، الصدقة، زيارة المريض، تفريج الكرب..
كل تلك الأمور الجميلة هي نوع من العطاء الجميل.
أجل أخوانى واخواتى إن العطاء في هذه الحياة له أنواع كثيرة وعديدة
قد لا تسعفني حروفي بتسطيرها عبر مقالتي اليوم ولكن يكفيني القول
إن العطاء كمعنى وكلفظ هو شعور سامٍ وإحساس نبيل وعظيم،
لذا عودوا أنفسكم على المنح دون انتظار أي مقابل من المحيطين بكم
وآنذاك ستدركون كم هي الحياة حلوة وجميلة
ولكن متى يجب أن تتوقفوا عن العطاء؟
يمكن لكم ذلك حين يقينكم بأن الذين تقومون بمنحهم لا
يستحقون ذرة مما قدمتموه لهم في
السابق من محبة، تقدير، مودة واحترام،
ولكن لا تأسفوا على أية عطاءات سابقة
كانت لأفراد لم يقدروا ذلك المنح
لأن الأجر والثواب سيظلان باقيين عند الله تعالى
وإن ضاعت حقوقنا لدى
الأفراد.
م/ن