عدلتَ ..فأمنتَ ...فنمتَ..
************
أرسل كسرى رسولاص إلى الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه وأرضاه) لينظر أحواله ويشاهد أفعاله , فلما وصل المدينة سأل أهلها : أين ملكُكم؟.
فقالوا : ما لنا ملك, بل لنا امير ,قد خرج إلى ظواهر المدينة .
فخرج الرسول في طلبه ,فرآه نائماً في الشمس فوق الرمل الحار .. وقد وضع بردته كالوسادة والعرق يسقط من جبينه قد بلّ الأرض ..
فلما رآه على هذه الحالة وقع الخشوع في قلبه وقال : رجلٌ لا يقر للملوك قرار من هيبته ..وتكون هذه حاله!!
ولكنك يا عمر عدلت فامنت فنمت , وملكنا يجور فلا جرم أنه لا يزال خائفاً ساهراً ..أشهد أن دينك الدين الحق , ولولا أني أتيتُ رسولاص لاسلمتُ, ولكن أعود واسلم.
وعبر شاعر النيل حافظ إبراهيم عن هذه القصة بقوله : :
وراع رسول كسرى أن رأى عمراً*** بين الرعية عطلاً وهو راعيها
وعهده بملوك الفرس أن لها *** سوراً من الجند والأحراس يحميها
رآه مستغرقاً في نومه ,فرآى ***فيه الجلالة في اسمى معانيها
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملاً *** ببردة كاد طول الدهر يبليها
فهانَ في عينه ما كان يكبره *** من الأكاسر والدنيا بايديها
وقال قولة حقٍ أصبحت مثلاً ***واصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت وأقمت العدل بينهم*** فنمتَ نوم قرير العين هانيها
لله درّك يا بن الخطاب