مهندس الفقراء !!
الفقراء فى بلادى من الحياه الأدمية محرومون الفقراء فى بلادى على أرضها يعانون الفقراء فى بلادى على أسطح البيوت و فى القوارب يعيشون وفى عشش الصفيح بل و فى القبور بين الموتى ينامون !!!
كلنا فقراء الى الله لكن أقصد هنا سكان المناطق العشوائية هؤلاء الذين نشاهدهم فى برامج التليفزيون و أصبحوا أبطالاً لأفلام سينمائية كثيرة حتى أطلقوا عليها سينما العشوائيات
الذين يقطنون فى حكر أبو دومة و فى قلعة الكبش و اسطبل عنتر
ورغم ما نالوه من اهتمام اعلامى لم تمتد لهم يد لتنتشلهم أو تخفف من معاناتهم ؟؟!!
حسن فتحى مهندس الفقراء
ترحمت على ذلك المهندس المصرى الذى ينتمى لعائلة ثرية لكنه انشغل بهموم أبناء وطنه الفقراء ذلك الانسان الذى استغل ما تعلمه من علم و ما حباه الله من موهبة فى أن يوفر لهم حياه كريمة بل و بيئة بها الكثير من المظاهر الجمالية
انه شيخ المعماريين العرب و رائد عمارة الفقراء حسن فتحى
تخرج حسن فتحى فى مدرسة المهندس خانة عام 1926 و عمل مهندسا فى المجالس البلدية تأثربحال الفقراء فى الريف المصرى عند تصميمه لعدة مشروعات بالريف ووجد أن مساكنهم لا تصلح للايواء الانسانى !!
نظرية حسن فتحى
حسن فتحي صاحب نظرية شهيرة فى الوسط المعمارى بمصر و خارجها أيضاً للرجوع إلى وسائل البناء التقليدية المستمدة من البيئة المحليّة واستخدام الطوب اللبن لبناء منازل أكثر راحة ونظافة بتكلفة أقل.
ومحاولة استلهام الأساليب التقليدية في البناء وبخاصة المنازل النوبية في الجنوب، محاولته لتطوير تقنيات البناء بالطوب اللبن لبناء منازل نظيفة وراقية وفي نفس الوقت بسيطة بحيث يظل بمقدور الفلاح بناء بيته بنفسه بدون الحاجة لتقنيات معقدة ومكلفة.وكان يرى أن المبنى هو نتاج البيئة التى يبنى بها و لذا كانت معاناته الكبيرة من جراء سيطرة الثقافة الغربية على أفكار مهندسي
تلك الفترة الذين سايروا، وجاملوا، وقلدوا شتى النزعات الغريبة. وترجع أهمية حسن فتحي إلى كونه أول من شخّص مركب النقص عند المعماريين المصريين إزاء منجزات العمارة الغربية
رسالته و مشروعاته
و كانت رسالة حسن فتحى و همه الأكبر حتى فارق هذه الدنيا فى أواخر الثمانينيات هى تحسين حياة الفقراء من خلال تهيئة بيئة سكنية جيدة لهم و ترك لنا علمه و نظريته فى خدمة الفقراء من خلال عمله كأستاذ جامعى بقسم العمارة بكلية الفنون الجميلة و الأهم ترك على أرض الواقع مشروعاته المتعددة
كقرية باريس عام 1967 و استطاع فيها الوصول إلى خفض هائل لدرجة الحرارة يصل إلى 15 درجة مئوية (15 درجة مئوية فرق الحرارة بين داخل الفراغ و خارجه ) باستخدام أساليب التهوية الطبيعية لمبني السوق و تم بنائها بالطوب الرملي .
قرية القرنة عام 1953التى تحتوى على كثير من القيم المعمارية الرائعة
قرية دار الاسلام بنيومكسيو بالولايات المتحدة عام 1980
و لقد قلص من فرص نجاح فكرة و أعمال مهندسنا العظيم صراعه المرير مع البيروقراطية و الروتين و نظام ادارة الأعمال الهندسية الحكومى
تساؤل مرير ؟؟؟
والتساؤل الذى يداهمنى دوماً كيف لبلد يتخرج منه كل عام آلاف المهندسين ؟؟ كيف لبلد بهرت العالم بعمارتها التى وقفت شامخة ألاف السنين دليل على عبقرية و تفوق المهندس المصرى ؟؟
ألا يجد أبناؤها ايواء آدمياً بها ؟؟؟
بالتأكيد يوجد بمصر الآن الكثير من أبنائها البررة أمثال هذا المهندس العبقرى من يستطيع أن يوجد الحلول العلمية الفعالة لحال سكان المناطق العشوائية كما حاول حسن فتحى قبل سنوات مع سكان الريف و لكن يبقى هذا التساؤل الموجع الى متى سيظل نسبة لا يستهان بها من أبناء بلادنا هكذا ؟؟؟
وأخيرا من أقوال حسن فتحى المهندس القدير و الانسان ذو الضمير الحى :
هناك 800 مليون نسمة من فقراء العالم الثالث محكوم عليهم بالموت المبكر بسبب سوء السكن، هؤلاء هم زبائني.
وقال أيضاً : كمهندس، طالما أملك القدرة والوسيلة لإراحة الناس فإن الله لن يغفر لي مطلقاً أن أرفع الحرارة داخل البيت 17 درجة مئوية متعمداً