علمني كيف أحب
غفرانك ..
هذا قلبٌ أيضا جهل مكانكَ منه
هذا قلب نأى عنكَ وابتعد كما هم ابتعدوا
ولا زلتُ أجهلُني .. لأني لم أعرفكَ بعد
كنتُ أهمسُ لنفسي ببهجة : هذي الدنيا ملكُ يديّ .. هذي أنا قد كبرت !!
وكنتُ سعيدة !!
سعيدة وأنا أجهلكَ ؟!
وإذا هذا الوشاح الحريري الملون المدعو (دنيا) يلتف حول عنقي ويخنقني
وإذا أنا لا أزال في دروب الحياة أحبو
خبرني .. كيف يحيون بعيدا عنكَ؟ كيف يجهلونك؟ أوحدي من تخنقني الحياة؟
كيف وقد مسحتَ دمعي لا أزال بعيدة ؟!
رسمتَ على وجه الحياة ألف بسمة ..
أنصتَّ إليّ كلك .. إلى طفولتي وعجزي .. إلى حاجتي إلى كتف أسند إليه جبهتي وأبكي
وبكيتُ .. كم بكيت .. وكم بالحب حولتَ البكاء المرَّ مطرا طيبا يزهرُ ربيعا ومستقبلا !!
وحدكَ كنتَ لي ..
وحدكَ منحتني حبا يعجز الكون عن منحي قطرة منه
ووحدكَ لم تجعلكَ غفلتي عن حبكَ تقصيني عنك
أيّ حبٍ خالص أنت ؟!
وأيّ غافلة أنا ؟!
وظللتُ أسعى وراء الدنيا ..
لم أتقن حبكَ .. لم أتقن العيش بكَ وحدكَ .. لكَ وحدك
عمرٌ كان لو وعيتُ جنة .. وأنا منحتُه للدنيا .. أنا صيرتُه لا شيء
كيف تغفر لي رغم ذاك ؟!
كيف تغمرني بحبكَ ثانية رغم كل شيء ؟!
كيف تعود لتمسحَ دمعي وتمنحني الأمل ؟! كيف ؟!
غفرانكَ ..
هذا القلب الذي لطالما جهل مكانكَ منه جاثٍ بين يديك
هلا علمتني كيف أحب ؟!
هلا أكرمتني بحبكَ .. وحب من يحبكَ .. وحب عمل صالح يقربني إلى حبك ؟!!