يقول ابن تيمية : حد الخوف -أي: تعريف الخوف أو المطلوب في الإسلام من الخوف- ما حجزك عن المعاصي فما زاد فلا يحتاج إليه.
وقال أهل العلم غير ابن تيمية : الخوف من الله عز وجل: أن إذا جلست وحدك تصورت كأن الله بارز للناس على عرشه.
وقال أحد الصالحين: الخوف كأنك تتلظى في نار جهنم، وكأنك أفلست حتى من لا إله إلا الله.
والحوف الذي لا يترك صاحبه المعصية ليس بخوف، إنما هو كلام باللسان. ومن كثرة رقابة عباد الله عز وجل الصالحين لربهم أثمر الخوف فيهم الاستقامة وترك المعاصي .
فالإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر بالقلب وصدقه العمل، ولذلك يظهر الإيمان وآثار الخوف في الأعمال الصالحة .
قال على ر ضي الله عنه وأرضاه وهو يبكي في ظلام الليل: [يا دنيا يا دنية غري غيري، طلقتك ثلاثاً لا رجعة بعدها, زادك حقير، وعمرك قصير, وسفرك طويل، آه من قلة الزاد, وبعد السفر، ولقاء الموت ]
ألف الزاهد الكبير عبدالله بن وهب المصري كتاب أسماه: "أهوال يوم القيامة" ، فقال له أصحابه: اقرأ علينا الكتاب.
قال :أما أنا فوالله ما أستطيع أن أقرأ الكتاب، لكن مروا أحدكم يقرأ الكتاب.
قالوا: أبنك يقرأ الكتاب علينا.
فاندفع ابنه يقرأ الكتاب الذي ما سمع الناس بمثله في بابه.
فغشي على عبدالله بن وهب .
قال الذهبي: بقي ثلاثة أيام مغمى عليه ومات في اليوم الرابع.
وأثر عنه أنه كان يغتسل يوم الجمعة، فسمع ابنه الصغير يقرأ: ( وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ ) فأغمى عليه وسقط وهو يغتسل.