مفاهيم خاطئة حول الأطفال ذوي اضطراب النشاط الزائد ضعيف الانتباه
Misconceptions about children with Attention deficit and hyperactivity disorder
يكتنف موضوع اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه لدى الأطفال بعض الغموض، الأمر الذي أدى إلى انتشار بعض المفاهيم الخاطئة حول الأطفال الذين يعانون منه. وفيما يلي عرض لبعض هذه الأخطاء وتصويباتها:
الخطأ: إن الأطفال ذوي اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه يعانون جميعاً من النشاط الزائد.
الصواب: إن تصنيف علما الطب النفسي والعقلي لحالة اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه ينطوي على ما يلي من أنواع:
1-النوع الذي يسود فيها قصور الانتباه predominantly inattentive type .
2-النوع الذي تكون الغلبة فيه للنشاط الزائد predominantly hyperactive impulsive type.
3- النوع الذي يجمع بين ما تقدم ( أي يسود فيه ضعف الانتباه جنباً إلى جنب مع النشاط الزائد والاندفاع combined type.
وعليه، فإن بعض الأطفال ذوي اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه لا يظهرون نشاطاً زائداً، ويتم تصنيفهم ضمن فئة ذوي اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه من النوع الذي يسود فيه ضعف الانتباه.
الخطأ: تتمثل الأعراض الرئيسية لاضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه في عدم الانتباه.
الصواب: على الرغم من أن تصنيف الطب النفسي والعقلي للحالة أعلاه يتضمن نوعاً يسود فيه عدم الانتباه، فإن المفاهيم التي تبلورت في هذا السياق في الآونة الأخيرة تضع المشاكل المتعلقة بالضبط السلوكي behavioral inhibition والتصرفات العملية /الفعلية في منزلة المشاكل السلوكية الرئيسية لحالة ضعف الانتباه واضطراب النشاط الزائد.
الخطأ: إن اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه ما هو إلا ثورة أو صيحة تشخيصية ذات بريق مؤقت، أولع الناس بها في الوقت الحاضر وأصبحت هوساً أو توجهاً يستهويهم، ولا توجد إلا أبحاث قليلة تسنده وتؤيده وتؤكد وجوده.
الصواب: إن ثمة تقارير وإفادات عن وجود هذه الحالة تعود إلى منتصف القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. أما الأبحاث والدراسات العلمية الجادة والرصينة في هذا المجال، فقد بدأت في أوائل القرن العشرين، وفي منتصفه. وعليه, توجد الآن قاعدة صلبة من الأبحاث التي تؤيد وجود هذه الحالة وتؤكدها.
الخطأ: تعود الحالة في المقام الأول إلى الإصابة المخية البسيطة.
الصواب: في أغلب حالات اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه، لا يوجد دليل لإثبات الإصابة الفعلية للدماغ، وترى معظم جهات الاختصاص أن هذه الحالة نتاج خلل في وظائف الجهاز العصبي وهو خلل يرتبط في الغالب بالعوامل الوراثية.
الخطأ: إن المشاكل الاجتماعية للتلاميذ ذوي اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه تعزى إلى عدم إلمامهم بكيفية التواصل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين.
الصواب: إن معظم الأفراد ذوي اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه على إلمام بكيفية التفاعل مع الآخرين ولكن مشاكلهم المتعلقة بعدم القدرة على كبح جماح السلوكيات الخاطئة هي التي تعصب من مهمتهم في انتهاج السلوك المقبول اجتماعياً ، وغير المتنافي مع التقاليد الاجتماعية.
الخطأ: إن تناول عقاقير العلاج النفسي، مثل عقار ((ريتالين)) ، أمر من شأنه أن يفضي بالأطفال إلى تعاطي مواد أخرى، مثل المخدرات.
الصواب: ليس هناك دليل لإثبات أن تعاطي العقاقير النفسية بغرض علاج حالات اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه يؤدي بصورة مباشرة إلى تعاطي المخدرات، ومع هذه، يبغى توخي الحرص المتناهي والحذر التام للتأكد من أن الأطفال وغيرهم لا يسيئون استعمال العقاقير الخاصة بالعلاج النفسي، والموصوفة لهم من قبل الأطباء.
الخطأ: هنالك مفارقة، وهي أن عقاقير العلاج النفسي ذات اثار متناقضة من حيث أنها تكبت طاقات الأطفال بدلاً من تحررها. فضلاً عن هذا، فإن هذه العقاقير لا تؤثر إلا على ذوي اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه، حيث يقتصر تأثيرها عليهم دون سواهم.
الصواب: إن العقاقير النفسية، بدلاً عن تسكين وتلطيف آلام الأطفال، تقوم فعلاً بتنشيط أجزاء الدماغ المسئولة عن الضبط ووظائف النشاط التنفيذي. علاوة على ما تقدم، يحث التأثير أعلاه، بالمثل، لدى من لا يعانون من اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه.
الخطأ: بما أن التلاميذ ذوي اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه يتفاعلون بقوة مع الحث والتحقيز، فإن بيئات تعلمهم ينبغى أن تكون على قدر كبير من اللامنهجية وعدم التقيد بضوابط معينة، وذلك حتى يتسنى لهم الاستفادة من أساليب التعلم الطبيعي لديهم.
الصواب: توصي معظم السلطات المختصة بتهيئة فصل دراسي يكون إلى حد بعدي محكوماً بضوابط معينة تكون على قدر كبير من المنهجية والانضباط للتلاميذ ذوي اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه، وبصفة خاصة في المراحل الأولية لعملية التدريس.
الخطأ: تختفي حالة اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه بدرجة كبيرة في سن البلوغ.
الصواب: حالياً، ترى الجهات المختصة أن أغلبية الأطفال المشخصين ضمن فئة اضطراب النشاط الزائد وضعف الانتباه في مرحلة الطفولة، تستمر معهم هذه الحالة عندما يصبحون كباراً.
ترجمة : د. زيد بن محمد البتال
قسم التربية الخاصة _ كلية التربية _ جامعة الملك سعود