العملية الجنسية محظورة أثناء الحمل؟

[أحمد اسماعيل]

العملية الجنسية محظورة أثناء الحمل؟

تعتبر بعض الأعراف أن العملية الجنسية تؤدى إلى إطلاق الولادة المبكرة فى نهاية الحمل .إلا أنه أجريت دراسة حديثة تتعارض مع هذا المفهوم، فعلى العكس النشاط الجنسى يلعب دوراً هاماً فى استمرار الحمل بصورة طبيعية وأيضا يمكن أن يلعب دوراً مؤثرا للحماية المضادة من الولادة المبكرة، وهذا الأمر من شأنه أن يطمئن الكثير من الازواج.


فقد ثبت أن (هزة النشوة الجنسية ) تساعد على إطلاق عملية تصنيع الهرمونات، مثل هرمون الأوكتوسين مما يساعد الرحم على عملية الأنقباض.


أما بالنسبة للبروستاجلوندين الذى يحتويه الحيوان المنوى فإن له أثراً مماثلا، هناك نظريات ترى أن العلاقة الجنسية قد تؤدى إلى وجود أنواع من الجراثيم فى داخل المهبل قد تصيب الجنين، وأيضا هناك عوامل أخرى ترى بأنه لاينصح بممارسة الجنس فى نهاية الحمل.



لكن ماهى الطبيعة الجنسية للسيدات الحوامل ؟



الأطباء فى كارولين الشمالية كانوا يرغبون فى معرفة مدى هذا الخطر، وحاولوا تحديد طبيعة الحياة الجنسية للسيدات الحوامل اللاتى وضعن حملهن مبكراً، عن أولئك اللاتى وضعن حملهن فى الوقت المحدد لهذا الغرض، وخلال ثلاث سنوات قاموا بسؤال 187 سيدة وضعت حملها قبل 37 أسبوع من الحمل و409 سيدة وصل حملهن لنهاية مدته المقررة.


تم إجراء البحث عبر الهاتف على سيدات بلغ متوسط حملهن سبعة أشهر، وكان البحث مرتكزاً على العلاقات الجنسية والأوضاع المستخدمة أثنائها، ووجود النشوة من عدمها ومستوى الرغبة الجنسية، وقد أكمل الباحثون هذه السلسلة من المعلومات بسؤال آخر بعد الولادة فى حالة الولادة المبكرة.


وقد أخذ في الأعتبار أيضاً عوامل الخطر مثل الولادة المبكرة، والأجهاض، ولادة طفل غير مكتمل النمو، موت الجنين خلال الحمل داخليا.




النشاط الجنسى لدى السيدات يؤدى إلى الولادة فى موعدها الطبيعى




بصفة عامة .. تنخفض عدد العلاقات الجنسية بالقياس بتقدم الحمل، وهذا الأمر يؤسف له، فى الواقع لم يكتشف هولاء الباحثون عن أية أثار سيئة ناتجة عن الأتصال الجنسى مثل الولادة المبكرة.


فى الحقيقة ظهر أن السيدات اللاتى كن يحصلن على علاقات جنسية فى نهاية الحمل وضعن حملهن فى الوقت الطبيعى أكثر من أولئك اللاتى لم يحصلن عليها حيث وضعن حملهن مبكراً.



ولادة فى الوقت الطبيعى




نسبة السيدات اللاتى حصلن على علاقات جنسية فى الاسبوع 29 و32 من الحمل: 55%


نسبة السيدات اللاتى حصلن على علاقات جنسية فى الاسبوع الـ33 و34 من الحمل: 52%





ولادة مبكرة




نسبة السيدات اللاتى حصلن على علاقات جنسية فى الاسبوع 29 و32 من الحمل: 30%


نسبة السيدات اللاتى حصلن على علاقات جنسية فى الاسبوع الـ33 و34 من الحمل: 38%



مما يظهر أن العلاقة الجنسية النشيطة لا تؤدى الى أية اضطرابات للحمل الطبيعى، لذا فإن غالبية الولادات المبكرة كانت أقل بالنسبة للسيدات اللاتى كن يمارسن الحياة الجنسية عن غيرهن .


من ناحية أخرى فإن الوصول لمرحلة الذروة الجنسية لاينتج عنها أبداً أية عوامل تؤدى لولادة مبكرة وأن السيدات اللاتى وضعن حملهن مبكرا كن أكثر عددا (63% مقابل 52%) .





قد تعوق العملية الجنسية بعض المشكلات الطبية





أعترفت السيدات اللاتى وضعن حملهن مبكراً أكثر من الأخريات بأنخفاض فى معدل الرغبة الجنسية أثناء فترة الحمل 71 % مقابل 57%، يبدو أن العدد كبير ولكن ليس لدى كل السيدات .. ربما يكون الأنخفاض فى معدل النشاط الجنسى مقترنا ببعض المشكلات الطبية مثل دخول المستشفى .


أخيراً .. فإن خلاصة ما توصل إليه هولاء الأطباء لم يتم تعديله عندما أخذوا بالاعتبار وجود بكتريا مهبلية أو أمراض فطرية لدى الكثير من الحوامل .




نتائج متساوية فى دراسات سابقة





هذة النتائج تؤكدها نتائج دراسات أخرى أجريت سابقا على نحو 13285 إمراة حامل ونشرت سنة 1993 بواسطة فريق J.SRead et call الطبي حيث أستنتج علاقة عكسية بين الجنس والولادة المبكرة.


لذا فأن الفريق ينصح الأزواج بمواصلة الحياة االجنسية فى خلال أسابيع الحمل الأخيرة، حيث أن لها أثراً واقيا من خطورة الولادة المبكرة، حتى وأن كان ذلك الامر لم يثبت بعد .


بالرغم من هذة النتيجة المتفائلة، فمن الأفضل أن تحتفظى بالحذر إذا وجدت خطورة عالية للولادة المبكرة، بالتالى لم يستبعد الأطباء الأمريكيون أن يكون عدد قليل من السيدات معرضون لهذا الخطر.


ففى حالات كثيرة لاتبدو العمليات الجنسية ذات آثار ضارة، لكن، إذا لم تكن هذه الحالة تنطبق عليك، وإذا لم تكن فترة حملك بدون مشاكل، فلماذا إذاً تحرمين على نفسك متعة الحياة المشتركة بين اثنين ؟


إذا كانت هناك ثقافات تحرم العملية الجنسية أثناء الحمل، فإن الأطباء أجمعوا اليوم على أن مزوالة العملية الجنسية لايؤدى لإى مخاطر على الأم المنتظرة أو على الجنين الذى تحمله، لا ينبغى أن يكون الحمل سبباً لهجر العملية الجنسية طوال تسعة أشهر. هذا إذا ما أضيفت أيضا الفترة التى تلى الحمل .


الحمل يحدث تغييرات فيزيائية ونفسية لدى السيدات، كل شىء بتغير، حالة جنسية جديدة يجب أن يكتشفها الزوجان معا .




أثناء التغيرات الجنس يستمر





علاوة على الأحساس بالمتعة والنشوة، فإن العلاقة الجنسية هى لحظات متميزة من المشاركة بين الأم المنتظرة وبين شريكها، التغيرات الجسمانية والحالة الجديدة للوالدين المنتظرين تؤدى إلى شىء من الأحساس بعدم الأمان، لكن العلاقة الجنسية تقوم هذا الامر .


فى خلال أسابيع سوف تتطلب العمليات الجنسية شيئا من التعديل، لأن الوضع المتقابل وجها لوجة سيكون صعبا شيئا فشيئا، على الأخص فى خلال الأشهر الاخيرة للحمل .





انتبهى: فان الرغبة الغريزية متغيرة





قد تتغير الرغبة الجنسية بين الشريكين أثناء فترة الحمل. فقد أظهرت الدراسات المتخصصة بهذا الصدد تنوعاً كبيراً ، فبالنسبة للبعض الأمر لا يمثل أى تغير، وبالنسبة لأخرين الأمر فى أزدياد وعند البعض يتناقص، وحسب هذه الدراسة فأن مايؤدى إلى إضعاف الرغبة عند شخص قد يؤدى إلى ازديادها عند شخص أخر، فبعض الرجال يحتفظون برغبة جارفة نحو شريكته، وأخرون يأخذون جانبا مؤقتا ولايحتملون الأقتراب من إمرأة فى طور الحمل.


بعض السيدات ينغمسن فى حملهن ويتنحين جانباً عن زوجاتهن، أن التفاهم مع الشريك الاخر والاستماع إليه أمر فى غاية الأهمية . واذا كانت الرغبة الجنسية ليس لها موعدا محددا للشريكين فلا يجب الحرمان من لقاءات جنسية ومداعبات عبر رسائل قد تنتهى بمداعبات جنسية لمن يرغب من الطرفين .




مخاوف لا أساس لها




نظراً لوجود الجنين عن قرب .. قد يخشى أحد الشريكين من التسبب فى إصابته أو إيلامه أو إيقاظه ! هذة المخاوف واردة بشكل كبير وهى الفرصة للتعبير عن الضجر الذى يسبب وجود الحمل.


البعض يتصور أن الطفل يكون شاهداً على العلاقة الجنسية بين الابوين .


فى الحقيقة إن الجنين يكمن فى مأوى جيد داخل الحقيبة الغشائية داخل الرحم حيث توجد غطاء مخاطى يوجد على مستوى رقبة الرحم تفصله فجوة المهبل .





تخطيط للأستمتاع




إن التغييرات الجسمانية الناتجة عن الحمل لها تأثيرها على الحالة الجنسية، ففى خلال الثلث الأول من الحمل فإن الشعور بالاجهاد والغثيان أو الخوف من الأجهاض يمكن أن يخفض الرغبة الجنسية، هذا الخوف لا أساس له ، فى هذه الفترة يكون الاجهاض نتيجة للتشوة الكروموزومى للجنين .


أثناء اللقاءات الجنسية يزداد حجم الثديين المرتبط بالحمل، يضاف إلى ذلك الأحتقان الدموى الناتج عن الأثارة الجنسية إذ يؤدى إلى شد للثدى غير مرغوب فيه وأحيانا ما يكون مؤلماً . هذة الظاهرة تختفى فى الثلث الثانى والثالث من الحمل لأنه فى هذة الفترة يتفاعل مع الثديين بشكل مختلف مع العملية الجنسية .




الثلث الثانى من الحمل




تعتبر الفترة الأكثر شعوراً فى الحمل، المرأة تشعر بجنينها يتحرك، كما تكون البطن غير منتفخة تماما بالنسبة لبعض السيدات، هناك أزدياد فى الرغبة والمتعة المرتبطين بانقباض الأوعية الدموية فى منطقة الحوض الصغير.


هذا الأنقباض فى الأوعية يقوم بتخفيض ثقب المهبل، بالنسبة لبعض النساء يكون الأحساس بالنشوة كبيراً، يؤدى الأحساس بالنشوة إلى انقباضات فى الرحم، هذة الإنقباضات بسيطة ولا تأثير لها فى عملية الحمل التى تسير على ما يرام، وهي مختلفة عن تلك الإنقباضات أثناء عملية الولادة .




الثلث الثالث من الحمل




أحيانا تكون العملية الجنسية غير مريحة بسبب حجم البطن إلا أن العلاقة الجنسية دائما جائزة، فاللقاءات الجنسية الممتعة أثناء الحمل تسمح بلقاءات أكثر سهولة بعد الولادة، لن يوجد توقف فى العلاقات الحميمة.


بعض الرجال يكونوا مترددين يجب أحترام وجهة نظره، فإن مشاهدة عملية الولادة قد تكون صادمة وقد يجد الشريك صعوبة فى الأتصال الجنسى مع جسد زوجته بعد ما شاهده اثناء الولادة، من اللازم أن يؤخذ فى الاعتبار شعور كل أنسان.




لابد من احترام المحاذير الطبية




فى بعض الحالات الخاصة يضطر الطبيب لمنع الشريكين من عدم امكانية عملية الأتصال الجنسى، لكن إذا كان الجماع محذورا فإن المداعبة المتبادلة جائزة دائما، وفى إطار استشارة الطبيب طبعاً.





العلاقة الجنسية محظورة فى الحالات الاتية:




التهديد المفرط بولادة مبكرة: عندما توجد إنقباضات كبيرة فى الرحم، قد تؤدى إلى تغيير فى عنق الرحم مع التهديد بولادة مبكرة.


المشيمة Paraevia : إذا كانت المشيمة تغطى عنق الرحم فإن هذا قد يتسبب فى نزيف .



أثناء أنشقاق الجيب المائى، فإن الأتصال الجنسى غير ممكن لان خطورة الأصابة بالعدوى كبيرة، وفى هذة الحالة عليك بالتوجة سريعا الى المستشفى، يحب الحذر ايضا إذا كان الشريك حاملا لمرض الهربز التناسلى ( وهو مرض جلدى )، بالتالى ينصح بتجنب اى دفع للهربز عند الام المنتظرة أثناء الولادة . عليك أذا الامتناع لأن الأحتياطات لن تحمى الشريك تماما. لكن الخوف من دفع الهربز يكفى كثيرا لأنتزاع الرغبة .


يوصى أيضاً بتجنب أى اتصال جنسى يمكن أن يكون معدى بمرض الكلاميديا أو أيه امراض أخرى يمكن أن تنتقل من خلال الاتصال الجنسى، وفى حالة الأشتباة من الأفضل طلب عمل تحليل للشريك .


وعلى العكس فى حالة تعدى الفترة المحددة للولادة، ينصح بعمل اتصالات جنسية لكى تعالجي طلق الولادة، حيث يتفاعل الحيوان المنوى مع البروستاجلاندين، الذى يتفاعل ليؤدى إلى فتح عنق الرحم ثم إلى انقباضه.


إن الحوار عن العلاقة الحميمة هو أمر جوهرى وسيمر حملك بهدوء فى ضوء هذا الامر كما فى مجالات اخرى .

[ساجده]

احمد المصرى

تسلم على طرحك القيم

اسعدك ربى دوما