سورة النساء . علامات الساعة الكبرى
من علامات الساعة الكبرى
3- قصة نزول المسيح عليه السلام في آخر الزمان
وقصة فتنة المسيح الدجالوخروج يأجوج ومأجوج
وردت هذه القصص الثلاثة في سورة النساء الآية رقم 159: في قوله تبارك وتعالى:
وانّ من أهل الكتاب الا ليؤمننّ به قبل موته, ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا
أجمع المفسرون رحمهم الله على أنّ المقصود ب قبل موته في قوله تعالى الآية الكريمة: أي أنذ جميع النصارى سيتبعون ملة الاسلام بعد نزول عيسى عليه السلام وقبل موته لاتباع عيسى دين الاسلام مقتديا بالمهدي المنتظر عليهما السلام, وسيؤمن جميع النصارى بدين الاسلام , بحيث لا يبقى أحد من أهل الكتاب الا ويؤمن برسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم, وقال ابن عباس رضي الله عنهما: لا يموت يهودي حتى يؤمن بعيسى عليه السلام, وقال عكرمة رضي الله عنه: لا يموت النصراني ولا اليهودي حتى يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن جرير رحمه الله: لا يبقى احد من أهل الكتاب بعد نزول عيسى عليه السلام الا آمن به قبل موت عيسى عليه السلام.
وكما دلت الأحاديث التواترة التي رواها الرواة الثقاة عن النبي صلى الله عليه وسلم جميعها تقر بأنّ عيسى عليه السلام سينزل قبل يوم القيامة, وهذه علامة من علامات الساعة الكبرى, حيث سيطارد المسيح الدجال الذي ادعى الألوهية ويقتله في مدينة اللد في فلسطين, ويكسر الصليب ويقتل الخنزير وينشر العدل والسلام, وهذا ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا, فيكسر الصليب, ويقتل الخنزير, ويضع الجزية, ويقبض المال حتى لا يقبله أحد, حتى تكون السجدة خيرا له من الدنيا وما فيها.
مقتل المسيح الدجّال
أما عن مقتل المسيح الدجال لعنه الله فقد روى مسلم رحمه الله في صحيحه عن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخيل, فلما رحنا اليه عرف ذلك في وجوهنا, فقال عليه الصلاة والسلام: ما شانكم؟ قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل, قال عليه الصلاة والسلام: غير الدجال أخوفني عليكم, انه يخرج وأنا فيكم, فأنا حجيجه دونكم, وان يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه, والله خليفتي على كل مسلم, انه شاب قطط, عينه طافية كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن, من أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف, انه خارج من خلة بين الشام والعراق, فعاث يمينا وعاث شمالا, يا عباد الله فاثبتوا.
قلنا: يا رسول الله ما لبثه في الأرض؟ قال عليه الصلاة والسلام: أربعون يوما, يوم كسنة, ويوم كشهر, ويوم كجمعة, وسائر أيامه كأيامكم.
قلنا يا رسول الله: وذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال عليه الصلاة والسلام: لا, اقدروا له قدره, قلنا يا رسول الله: وما اسراعه في الأرض؟ قال عليه الصلاة والسلام: كالغيث استدبرته الريح, فيأتي على قوم فيدعوهم فيؤمنون ويستجيبون له, فيأمر السماء فتمطر, والأرض فتنبت, فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرى وأسبغة ضروعا وأمده خواصر, ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليهم قوله, فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم, ويمر بالخربة فيقول لها: اخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل, ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض, ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه ويضحكو فبينما هو كذلك اذ بعث الله المسيح بن مريم عليه السلام فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين, اذا طأطأ رأسه قطر, واذا رفعه تحدّر منه كجمان اللؤلؤ, ولا يحلّ لكافر يجد ريح نفسه الا مات, ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه, فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله, ثم يأتي عيسى عليه السلام قوما قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة, فبينما هو كذلك اذ أوحى الله عزوجل الى عيسى عليه السلام: اني أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي الى الطور.
ويبعث الله تعالى يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون, فيمر أولهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها, ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء, ويحضر نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم, فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى ( قتلى) كموت نفس واحدة, ثم يهبط نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه الى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر الا ملأ زهمهم ونتنهم (رائحتهم النتنة) فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه الى الله فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله, ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة ( المرآة).
ثم يقال للأرض أخرجي ثمرك وردي بركتك, فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها, ويبارك الله في الرسل (القطيع جمع أرسال) حتى أنّ اللقحة من الابل لتكفي الفئام ( جماعة) من الناس, فبينما هم كذلك اذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم, فيقبض الله روح كل مؤمن وكل مسلم, ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهاريج الحمر, فعليهم تقوم الساعة.
والله فوق كل ذي علم عليم