المعجزة هي أمر خارق للعادة سالم من المعارضة يظهر على يد مدعي النبوة يتحدى به على وجه يعجز المنكرون عن الإتيان بمثلة , أما الغاية من الإعجاز فهي إقناع الناس بإن من جاءت على يده المعجزة هو رسول مرسل من عند الله أو لزيادة وتقوية إيمان المؤمنين وبيان قدرة الله تعالى , فحتى نطلق اسم معجزة على ذلك الأمر يجب أن يكون : 1ـ بخلاف العادة : أي لم يعتد البشر أن يأتي مثل هذا الأمر على يد البشر
2ـ يجب أن تكون سالمة من المعارضة : أي لا يستطيع لأحد أن يعارضها بإن يأتي بمثلها
3ـ أن يكون مجيئها على يد شخص يدعي النبوة: لأن المعجزة لا تكون إلا للأنبياء
4ـ أن تكون مما يتحدى به : أي صالحة للتحدي ويستطيع من أتت على يديه ان يتحدى الناس بمثله
وقد يتحدى الرسول بمعجزته وقد لا يتحدى , وليس صحيحاً أنه حتى تعتبر المعجزة معجزة لا بد أن يتحدى النبي الناس بها , وإن تحدى النبي الناس بمعجزته فإنه لا بد لها أن تثبت أمام التحدي حتى تعتبر معجزة , ولا يكون هذا الثبات وهذا التحدي هو المعجزة وإنما المعجزة هو ما جاء على يد النبي , فالقرآن الكريم تحدى الناس أن يأتوا بمثله وتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله وليست آيات التحدي هي الدليل على معجزة القرآن بل الدليل هو القرآن , فالقرآن نفسه هو المعجزة لإن النبي صلى الله عليه وسلم جاءهم به وقال لهم : هذا من عند الله كما جاء موسى بالعصا دليلاً على أنه نبي , وجاء عيسى بإحياء الموتى , فإتيان الرسول صلى الله عليه وسلم بالقرآن وقوله لهم هذا من عند الله هو المعجزة لذلك فلا دخل لآيات التحدي بإثبات المعجزة , بل هي للمبالغة بالتحدي والإعجاز في القرآن هو قوله لهم أنه كلام الله ثم عجزهم عن ان يأتوا بمثله وعجزهم الفعلي من أول يوم عن الإتيان بمثله هو المعجزة وليست آيات التحدي هي المعجزة بل هي تأكيد لما سبق وقاله لهم ومبالغة بالتحدي .
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب
***********************************