عند معاينة سكرات الموت تنطلق الكلمات العذبة من فم الصالحين لتنير الطريق لمن يأتي بعدهم, تبشرهم برحمة الله
وتحذرهم من الأمن من مكر الله والاغترار بنعم الله أو الأعمال الصالحة التي كانوا يفعلونها في الدنيا
عمر الفاروق
جاء عبد الله بن عباس , فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس , وجاهدت مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم حين خذله الناس , وقتلت شهيدا ولم يختلف عليك اثنان , وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض
فقال له: أعد مقالتك فأعاد عليه , فقال : المغرور من غررتموه , والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت
به من هول المطلع.
و قال عبد الله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه
فقال : ضع رأسي على الأرض
فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟!
فقال : لا أم لك , ضعه على الأرض .
فقال عبد الله : فوضعته على الأرض
فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز وجل.
معاذ بن جبل ..
حين حضرته الوفاة وجاءت ساعة الإحتضار .. نادى ربه ... قائلا ..
اللهم إنني كنت أخافك , وأنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار , ولا لغرس الأشجار ..
وإنما لظمأ الهواجر , ومكابدة الساعات , ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم .
ثم فاضت روحه بعد أن قال :لا إله إلا الله
أبو الدرداء رضي الله عنه وأرضاه
لما جاء أبا الدرداء الموت ... قال ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟ ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟ ألا رجل يعمل لمثل
ساعتي هذه ؟ ثم قبض رحمه الله.
الباحث عن الحقيقة سلمان الفارسي رضي الله عنه
بكى سلمان الفارسي عند موته , فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب , وحولي هذه الأزواد .
وقيل : إنما كان حوله إجانة وجفنة ومطهرة
الإجانة : إناء يجمع فيه الماء والجفنة : القصعة يوضع فيها الماء والطعام والمطهرة : إناء يتطهر فيه.
الحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة رضي الله عنه
لما حضر الموت بالحسن بن علي رضي الله عنهما , قال أخرجوا فراشي إلى صحن الدار , فأخرج فقال :
اللهم إني أحتسب نفسي عندك , فإني لم أصب بمثلها
الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسوني فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. , ثم بكى .. وقال :
الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام والانهدام .., أما كان هذا وغصن الشباب نضر ريان ؟!
ثم بكى وقال يا رب , يا رب , ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقل العثرة واغفر الزلة .. وجد بحلمك على
من لم يرج غيرك ولا وثق بأحد سواك ثم فاضت روحه رضي الله عنه.
داهية العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه
حينما حضر عمرو بن العاص الموت بكى طويلا وحول وجهه إلى الجدار , فقال له ابنه :ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول
الله .... فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه وقال : إن أفضل ما نعد ... شهادة أن لا إله إلا الله , و أن محمدا رسول الله
إني كنت على أطباق ثلاث لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني , ولا أحب إلى أن أكون
قد استمكنت منه فقتلته , فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار.....
فلما جعل الله الإسلام في قلبي , أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : ابسط يمينك فلأبايعنك , فبسط يمينه , قال :
فقضبت يدي فقال : ما لك يا عمرو؟ قلت : أردت أن أشترط فقال : تشترط ماذا ؟
قلت : أن يغفر لي فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله , وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها , وأن الحج يهدم ما كان
قبله ؟
و ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحلى في عيني منه , وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه
إجلالا له , ولو قيل لي صفه لما استطعت أن أصفه , لأني لم أكن أملأ عيني منه ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون
من أهل الجنة
ثم ولينا أشياء , ما أدري ما حالي فيها ؟ فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار , فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم
أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها , حتى أستأنس بكم , وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي ؟.
ما رأيك في هذه الكلمات؟؟؟
أليست رائعة ؟؟؟؟
فابدا من الآن في إعداد نفسك لتقول مثل هذه الكلمات أو أفضل.
منقول