السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولد سنة 14 هجريا فى المدينة المنورة و فى السنة الثانية من حكم عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه )
و هو من بنى مخزوم و تربى بين اصحاب النبى
و هو عنده 12 سنة ذهب الى زايد بن ثابت و قال له اخبرنى بنصيحة اعيش بيها حياتى قال له اوصيك بايتين
و ما الحياة الدنيا الا متع الغرور
و الثانية
ذلك و من يعظم شعائر الله فذلك من تقوى القلوب
فساله سعيد بن المسيب و كيف افعل ذلك
قال له اقرا القران كل يوم حتى تشعر باية ما تمس قلبك فتكون هى رسالة الله لك فى هذا اليوم
و بدا فى فعل ذلك
و كانت اول ايه تاثر بها بها هى اية
" فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ * رِجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَإِقَامِ الصّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُمْ مّن فَضْلِهِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ "
و اقسم عندها سعيد بن المسيب الا يترك الصلان فى المسجد ابدا و ظل كذلك حتى مات
و عندما كان يقرأ القران و هو عنده 14 عام فتوقف عند اية
" لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ "
فاقسم ان يأتى المال كل اسبوع لكل الاشخاص الذين اتى ذكرهم فى الاية
و بعدها توقف عند اية جديدة و هى
" إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ "
و قرا الاية و تتبع كلمة العلم فعرف انها ذكرت فى القرأن 90 مرة فقرر ان يصبح من العلم و تتبع كل ما كان لديه اى حديث من احاديث النبي حتى اصبح الناس يقولون ما رأينا احد اعلم من سعيد بن المسيب
و عندما اصبح عمره 25 سنة توقف عند اية اخرى و هى
" وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ "
فسال عن اطيب بيت فى المدينة فذهب لابى هريرة فطلب منه ان يزوجه ابنته
فساله ابى هريرة لماذا تريد ان تتزوجها ؟
قال له سعيد بن المسيب لاننى قرات ايه فى القرأن تقول ان الطيبون للطيبات
و وافق ابى هريرة و تزوج سعيد بن المسيب من ابنته و انجب منها بنت
و فى مرة كان يقرا سورة المائدة
" يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود "
و تمعن فى سورة المائدة فوجد ان كلمة العهود تتكرر كل عشر ايات
فاقسم ان يوفى بالعهود مهما كانت الظروف
و عندما كان عمره اربعين سنة و كانت زوجته توفيت و ابنته كانت فى العشرون من عمرها
كان الخليفة عندها هو عبد الملك بن مروان و كان يريد ان يجعل الناس يبيعون كلا ابنه الاكبر و ابنه الاصغر
فرفض سعيد بن المسيب عمل هذه المبايعة لان الرسول نهى عن عمل مبايعتين فى نفس الوقت
و عندما عرف عبد الملك بن مروان بهذا الامر غضب و ارسل لولى المدينة هشام بن اسماعيل
و طلب منه ان يقوم بجمع الناس و يكون من ضمنهم سعيد بن المسيب و يقوم باخذ البايعة منهم
و فعل هشام بن اسماعيل هذا و جمع الناس و اخذ منهم البايعة لكن سعيد بن المسيب رفض هذا
فاخذه هشام بن اسماعيل حتى يتحدث معه فقال له امامك ثلاث خيارات
قال له سعيد : و ما هم ؟
قال له هشام : الاول ان تخرج من المدينة لمدة شهر و نحن سناخذ البايعة من الناس و بعدها تعود
فقال له سعيد : لا و الله لم اكن لاخرج من مدينة رسول الله من دون نية
فقال له هشام : اذا اختار الثانى و هو ان تجلس فى منزلك لمدة شهر و لا تخرج للمسجد
فرد عليه سعيد : انا لم اتخلف عن صلاة الجماعة من ثلاثون عاما افعل هذا الان فما الخيار الثالث ؟
فقال له هشام : اما ان تقوم بالبايعة و اما ان تقتل
فرد سعيد : اذا انا اختار الثالث
فارسل هشام بن اسماعيل لعبد الملك بن مروان فامره بان يوقف سعيد بن المسيب فى وسط المدينة و يجرده من معظم ملابسه و يجلده ثلاثون جلدة
ففعل ذلك فاتى واحدا من تلاميذ سعيد بن المسيب و جلس بجواره لكى ياخد من علمه لانه اعتقد ان سعيد بن المسيب سيموت
و اتى هشام بن اسماعيل و راى ان اهل المدينة فعلوا كما فعل هذا الرجل و اخذوا يدونوا علم سعيد بن المسيب
فارسل لعبد الملك بن مروان فقام عبد الملك بن مروان بارسال رسول لسعيد بن المسيب
لكى يخبره ان عبد الملك بن مروان لم يكن يعلم بما فعله هشام بن اسماعيل و ارسل معه 30 الف درهم له
و عندما كان رسول عبد الملك بن مروان جالسا مع سعيد بن المسيب رأي سعيد ناموسة فقتلها و امسك بجناحها
و قال له سعيد ان النبى قال ان الدنيا لا تساوى جناح بعوضة فكم ستعطينى منه يا ترى ؟
فعندما عرف عبد الملك بن مروان بهذا الامر ارسل له رسولا اخر
و كان هذا الرسول يتحدث مرة باللين و مرة بالشدة
فكان يقول لسعيد بن المسيب : و كان دمك يعمل ضدك يغلى بك و يفور بك ليقتلك
و كأنى اراك ستساق الى الشام عند امير المؤمنين ليرميك لابى زوعيزاعة جلاد امير المؤمنين ليقطع راسك
و بعدها يقول له : و انت افقه اهل المدينة بل انت افقه المسلمين فاذا هانت عليه نفسك فلا يهون عليك المسلمين
و للاكير المؤمنين جانبين لين و شدة فخذه على ما يهوى بدل من ان ياخذك على ما تكره
فساله سعيد : ماذا تريد ؟
فقال له و هو مبتسم : هو يريد ان يخطب ابنتك لولى عهده الوليد بن عبد الملك
فنظر له سعيد فقال الرسول : اياك ان تظن ان الهدف هو البايعة و لكن العلاقات بين الشام و الحجاز كما تعلم مليئة بالهموم بعد قتل الحسين
فاراد امير المؤمنين ان يؤلف القلوب بزواج ابنة سعيد بن المسيب من الحجاز بابنه من الشام
فتهدأ النفوس و تاخذ ثواب على ذلك بان عملت على وحدة المسلمين
فقال له سعيد بن المسيب : لا و الله ما اراد عبد الملك بن مروان خاطبة ابنتى لولى عهده بل اراد ان يخطبنى انا لبايعته
ارجع فلقد رفضت ثلاثون الف درهم فهل ارفض جمرة لكى املئ يدى بالجمر ؟
فرد عليه الرسول : ستتزوج ابنتك من ولى العهد فى الشهر القادم سواء شاءت ام ابيت
فذهب سعيد بن المسيب الى المسجد و جمع تلاميذه فنظر فيهم وخاصة الى واحد منهم اسمه عبد الله بن ابى وادعة
و قال له لما اتيت فانت لم تأتى منذ شهر ؟
فقال له عبد الله : ماتت زوجتى فاتيت لك بعد جمعت نفسى
فقال له سعيد : اتريد ان تتزوج ؟
فاجاب عليه عبد الله : و من سيزوجنى و انا لا املك سوى درهمين او ثلاث
فقال له سعيد : انا ازوجك من ابنتى
فقام سعيد بتزويج ابنته فى المسجد لعبد الله بن ابى وادعة و عرف اهل المدينة بذلك
و عندما علم اهل المدينة بهذا الخبر ثار جنونه و امر هشام بن اسماعيل والى المدينة بل يقوم بجلد سعيد بن المسيب 50 جلدة و كلما يفقد وعيه يسكبون عليه ماء بارد و يقوموا بفعل هذا فى ليلة باردة و يطوفون به كل ارجاء المدينة
و فعل الوالى هذا و لم يتحمل سعيد بن المسيب هذا الامر و اصابه مرض الموت
و اتى بعض المتشددون و قاموا بتغيير موضعه الى اتجاه القبلة فعندما استعاد سعيد وعيه قال لهم القبلة فى القلب و ليست فى اتجاه موضعى
و مات سعيد بن المسيب بعدها ببضعة ايام