السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فهناك من يريد أن يتزوج الثانية أو الثالثة مدعياً أنه يريد أن يتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويريد أن ينشئ ذرية ضخمة يكثر بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم "تكاثروا فإني مفاخر بكم الأمم" لكنه تنحا جانباً عن تطبيق العدل بين الزوجات الذي أمره الله تعالى به .
وقد يقوم شاب لا يصلي ولا يصوم ولا يعرف من الدين إلا اسمه ويقول أريد أن أتزوج كي أكمل نصف ديني ... ما شاء الله (الله يبارك لك) لكن اين النصف الأول من الدين حتى تضيف اليه الثاني!!
وبعضهم أول ما توعى بنته على الدنيا يزوجها وعادها ما تفرق بين كوعها وبوعها " وهات من تحمل مسؤلية كبيرة زوج وأهل زوج وحمل وولادة وتربية وشغل بيت ، ولو لقي هذا الأب من يعارضة أو يجادله يجد في سيدتنا عائشة حجة ومخرج ويدعي أنه يريد أن يكون من المتابعين المقتدين بسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم... لكنه نسي عائشة تزوجت (من) وأي رعاية وعناية ولطف وحنان حضيت به عائشة ربما لم تحض به أنثى مدى الحياة.
وقد يصدر بعض الأزواج أوامره للزوجة بعدم اتخاذ أي وسيلة لتنظيم الأسرة ويجبرها على أن تنتج له في السنة اثنين ...
هكذا هي تصورات بعض المتخلفين ممن لا يهمهم سوى الزواج وانجاب أكبر عدد ممكن انجابه ولم يقدروا مدى مسؤلية التربية السليمة والتعليم السليم والرعاية الصحية والمسكن الملائم و..و..و..الخ .
وقد ينتشي بعضهم ويفتخرعندما يرى أمامه عشرة من الذكور من صلبه وهم بين لاه ولاعب نصفهم في الأسواق والمعاكسات والنصف الآخر تحتظنه الشاشات ومحلات الانترنت دون أي فائدة تذكر منهم بل ضياع وصياع .
بينما الأمريكان قد يكون لدى الواحد منهم ولدان ، أحدهما نزل على سطح القمر والآخر يعتزم الوصول للمريخ !
ماذا نفع الأمة العربية أن عدد سكانها 200 مليون؟
وما ضر اسرائيل أن عدد سكانها 4 ملايين؟
لكن الحقيقية المرة أن 4 ملايين يلعبون ب200 مليون كما يلعب الصبيان بالكرة!
قال صلى الله عليه وسلم ((يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكله على قصعتها، قالوا أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله، قال: بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل))
فليس الفخر بالكم والعدد ولكن الفخر بالكيف والنوع " فرجل قد يوزن بألف رجل وقد يوزن الفٌ بالصفر"
فكما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تكاثروا بمعنى تزوجوا وأنجبوا، حث على الاهتمام بالرعاية والعناية اللازمة "فقال كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"
ليس المقصود بالرعاية الجسدية فحسب بل الأولى والأحرى هي الرعاية الروحية والخُلقية والمعنوية، كي تنشأ أجيال متعافية سليمة من الأمراض الظاهرة والباطنة أمراض الأجساد التي سببها قلة الرعاية وسوء التغذية وأمراض الأخلاق التي لا تعد ولا تحصى أسبابها.
أسأل الله لنا ولكم العافية ولقاصي أمة الاسلام ودانيها .