الحنان غذاء النفس لأولادك
يكاد يكون الحنان غذاء للإنسان كالطعام والشراب يعطيه الصحة والنشاط ودفء الحياة.وهو ضروري للكبير والصغير على السواء ومن اي مصدر كان,من الصديق للصديق.ومن الأخ لأخيه.
ومن الزوجة لزوجها.ومن الأم لأطفالها,وهذا المصدر الأخير هو أسمى انواع الحنان وأكثرها ضرورة.
وهذا هو موضوعنا في إيضاح نقطة هامة تتبعها الكثيروات من الأمهات.وهي الكف عن مد أطفالهن بالحنان بعد أن يكبروا.
وسد ينبوع الحنان في وجوههم مع استمرار المحبة طبعاً بالشكل العملي المعروف في رعاية الأطفال وخدمتهم مهما كبروا.
ولو تحدثنا قليلاً عن الحنان لوجدنا أنه يختلف عن مظاهر الحب بالنسبة للطفل.
فالحنان هو أن تشعريه بحبك وتغمريه
بكلمات رقيقة حلوة فيها المعاني حبك الكبير الذي يجب أن يشعر به بالشكل التعبيري.
وليس فقط برعايته وخدمته.
إذ أن هاتين الصفتين تصبحان كالحركات الأتوماتيكية التي تعبر عن شيء ولاتشعر
الطفل بحبك الكبير بل فقط يراها واجباً مفروضاً عليك لاغير.
والطفل يرى الحياة جميلة متألقة ممتلئة
بالبهجة,والفرح عندما تغمره أمه
بدفقات الحب والحنان والتدليل
المعتدل فيمتلىء قلبه بالرضا والاطمئنان سواء أكان من أبنائها الكبار أو الصغار.
وأما الأم التي تحجب حنانها عن أطفالها
الكبار مقتصرة على الطفل الأصغر
تغمره فيه بسخاء فإنها تجهل أن هذا
يؤثرعلى نفسية الأطفال الكبار الذين مازالوا يحتاجون حنانها وما زال هذا الحنان يعني لهم غذاء ضرورياً كالطعام والشراب.
إن الحنان هو غذاء النفس البشرية في كل مراحل العمر يسعد به الإنسان من أي مصدر كان حتى ولو كان من غير البشر أي من الحيوانات التي نربيها.
فكم تسرنا الهرة التي نربيها وتتود الينا بحركات لطيفة,معينة.وكذلك الكلاب التي
تحمي دورنا بإخلاص.
واهم من هذا كله الخيول العربية الأصيلة
التي تقف بجانب فرسانها عندما يصابون ويقعون ارضاً.وتظل تصهل الى أن يأتي
من ينقذ الفارس دون أن تفارقه مهما احدقت بها الأخطار.
أقصد من هذا إيضاح أهمية الحنان.
فهو كالبلسم السحري تستقيم به النفوس
وتبتهج حتى ولو كان من أقارب أو أصدقاء فإن الكلمة الرقيقة الحلوة تنعش النفس
وخاصة إذا كان مصدرها الينبوع السخي للحنان وهو الأم.ولو علمت الأم بأهمية حنانها
هذا لما حرمت منه أطفالها الكبار وقصرته على الأطفال الصغار.ويكفي ان تلاحظ الأم من ينكبهم الحظ بفقدان امهاتهم منذ الطفولة المبكرة.
كيف ينشأون معقدي النفوس ضعاف
الشخصية مكتئبين تسيطر عليهم الهموم
والحسرات في أغلب الأحيان إذا لم يهيىء
القدر للطفل من تنوب عن أمه بالحنان الكامل والرعاية الحقة.
وأظن أن هذه اللفتة تكفي لتنبيه الأم
الى واجبها نحو أطفالها الكبار لكي
تمنحهم الحنان بسخاء.
فبه تستقيم نفوسهم وتنشط شخصيتهم.
وعلى الأم أن تنتبه أيضاً الى أنها تكاد تكون أكبر مصدر للحنان,لأن حنان الأب
قد يحده الانهماك بالأعمال خارج المنزل,أما الأم فلا يجب أن يحد من حنانها شيء.
ويجب أن تمنحه بسخاء الى جميع أفراد الأسرة كباراً وصغاراً بمن فيهم الزوج أيضاً.
إذ أن الحنان كما قلنا هو غذاء لكل إنسان تستقيم به النفس ويبتهج القلب ويتردد صداه في الأسرة سعادة وهناء.
منقول