عيناك ِ .. وطني
ذاك اليوم .. كان النهار ( يَشُدُ ) أوتار عودِهِ .. والشمس ترمي خيوطها الذهبية في كل مـــكان ..
هِمتُ .. في جنة الحروف .. ابحث عن لغة تفهمني .. فلم أجد .. إلا حروف تقهرني ..
ضاعت .. الأفكار .. بين طلاسم المستحيل .. , وأنات الوجع الدامي ..
فلم .. أجد إلا عيناك ِ .. وطنا ً التجئ اليه ..
وطنا ً يمنحني الهوية ..
يمنحني تأشيرة َ عبورٍ أبديه ..
مسكين هو وطني ..
جريح ٌ .. تعتريه موجات الحمى ..
لا ادريِ لماذا .. أراك ِ في الوطن .. وارى الوطن يتجذر في عينيك ِ .. ؟
ربما .. لأنكما ..
طاهران ..
أبيضان ..
جريحان .. !!
أنا الذي يحلم بوطن ٍ يترآى .. إكليلا ً من الورد ..
أو طوق َ ياسمين .. !!
يتدلى من سماء الحقيقية .. يطوق معصميَّ بورده
على بساط مخملي فريد .. أطوف دفتر الأيام ..
اقلب الصفحات .. صفحة .. صفحة ..ابحث عنك ِ ..
عن صوتك .. مفرداتك .. صورتك .. عن عمرك الضائع بعيدا ً عني !!
ارتشف .. مداد الوجع .. من قارورة الدهر المقيت !! خمرا ً ..
فيُسكِرُني ..
نبيذ عيناك ِ .. يلثم ُ الفجر َ رداؤه الجميل ..
ويرصفني .. على دربك .. واحة نخيل ..
أتقطر .. على دربك ِ عطراً لأنوثتك .. فأمعن في الولوج ..
إلى دواخلك .. وأعماقك .. لم يعد باستطاعتي .. الولوج أكثر .. فعطرك ِ يصفعني
بموجااات .. تجعلني أدور .. في عالم أنثوي لم اعتد الولوج إليه ..
ينفث .. رذاذا ً إلى أعماقي ..
لم اعد احتمل .. الم المنفى .. ويد الليل الطويلة .. أتناثر شوقا ..
فيتعرى ليلي .. وتحترق لهثاتي .. أشواقاً .. عبر الدروب ..
أناجيك .. يا قمري البعيد .. تعال َ الى حضني .. اخلدي بين أوردتي ..
علني ( أتخمر ) فتعجنني الحروف بعبقك ِ الذي ملأ المكااان ..
منذ .. أشرقت نورك في سمائي نام العقل .. فرقصت فوق جسر الجنون ..
ربما .. مكثت زمنا طويلاً ..
فعودي حتى أكمل رواية عشقي
وهذياني ..
فلم يبق َ لي سيدتي .. إلا عينيك ِ الناعستان ..
دعيني أنام .. على أجفان الحلم .. فلا أصحو
في وطن عينيك .. في وطن ِعشقني .. وعشقته .. فربما يطيب لي المكوث طول العمر !
م0ن