المؤمن والنخلة .
اشتد شبه النخلة من بين سائر الأشجار بالإنسان وخصوصا المؤمن، كما مثله ذلك النبي صلى الله عليه وسلم..
وذلك من وجوه كثيرة أذكر بعضا منها ..
* ثبات أصلها في الأرض واستقراره فيها ، وليست بمنزلة الشجرة التي اجتثت من فوق الأرض ، مالها من قرار..
* دوام لباسها وزينتها ، فلا يسقط عنها صيفا ولا شتاء ، كذلك المؤمن لا يزول عنه لباس التقوى وزينتها حتى يوافي ربه تعالى ..
* أن النخلة اصبر الشجر على الرياح والجهد . وغيرها من الدوح العظام ، تميلها الرياح تارة ، وتقلعها تارة ، وتقصف افنانها ، ولا صبر لكثير منها على العطش كصبر النخلة ، فكذلك المؤمن صبور على البلاء..
* أنها كلما طال عمرها ، ازداد خيرها ، وجاد ثمرها ، وكذلك المؤمن إذا طال عمره ، ازداد خيره وحسن عمله ..
* أنها لا يتعطل نفعها بالكليه أبدا ، بل إن تعطلت منها منفعة، ففيها منافع أخرى، حتى لو تعطلت ثمارها سنة ، لكان للناس في سعفها وخوصها وليفها وكربها منافع ، وهكذا المؤمن لا يخلو من شيء من خصال الخير قط ، إن اجدب منه جانب من الخير أخصب منه جانب، فلا يزال خيره مأمولا وشره مأمونا ..
(( ابن القيم ))
الله يجعلك أخي القارئ مباركا أينما كنت وحيثما كنت ..