وطـنى يَئِنّ
قلمي.. لماذا صرتَ تعزفُ عن ممارســــةِ الكتابَـةْ ؟
أسئمتَ من طولِ الكلامِ وما وجدتَ لهُ استجابَةْ ؟
أحـزنْتَ أنَّ مدينتى الفيحاء صـــــــارتْ مثلَ غابَـةْ ؟
غَـنَّتْ أرانبُهـــا لمن تخشـــــى مخالبـــَــــــهُ ونـــــابَـه ْ !
لبستْ ثعالبُهــا العمــــــائمَ وارتدتْ ثوبَ الخِطــابَـةْ !
لتزفَّ للطـغـيـانِ ألحــــانَ المديـــــحِ علي الربــــابَةْ !
والذئب يلْتَهِمُ الضَّحايا ..دونَ أنْ يخشـــــى عقابَـهْ !
هو مَنْ توضــــــأ بالدمـــــاءِ.. وما تطهَّرَ من جنـــابَةْ !
وأتى يَؤُمّ الســـَّـــاذجينَ ..فلا ضميــــــرَ و رقـــــــــابَةْ !
في الغاب لا بوليسَ - يا قلمي - ولا حَتَّى نيـــــابَةْ !
فإذا رأيتَ الحاكمينَ هــــــمُ الجنــــــاةُ.. فلا غرابَةْ !
***
قــد كــان ربُّ الدارِ و هْــــوَ بـدارهِ يشكو اغــترابَـهْ
قـــدْ أجـبــروهُ.. فــسلَّـمَ المفـتــاحَ كـُـرْهــاً للعـصــابَةْ
وأتـــــاهُ تجــَّـــارُ السيـاســــةِ ينــشــدونَ عـلي الربـابَـةْ
ليـخدِّروهُ بالأمــــــانِي.. بعد أن صـــــارت خـــــــرابَةْ
أكتبْ لتكشفَ زيْفَ ما اقترفوا.. وكُنْ صوتَ الغلابَةْ
فـالـثـورةُ الـبـيـضــاءُ قــد ردَّتْ إلـى وطـنـي شــبـابــَهْ
واجعلْ حروفَكَ كالسهــــــامِ تصدُّ عن وطنى ذئابَهْْ
***
يا نخبـــــــةً ... وطني يَئــِـــــنُّ ويشتكي مِمَّا أصــــابَهْ !
مـصـرُ التي فرحـتْ بــثـورتـِـنـا .. أصـابَــتْــهـا كآبــَـــةْ !
فـقـد انـْقَـسـَمْــنـا ..واخْـتَلفْـنـا..ثم صِرْنــا فـي حِــرابَـةْ !
يا نخبـــــــةً... وطني خجـــــولٌ حيــنَ مـزَّقْـتُم ثـيـابَـهْ
لا تذبحــــــوهُ لكيْ يصـــفِّي كــلُّ موتــورٍ حســـــــابَـهْ
لا تــجـعـلوا وهَــجَ الــزعـامـةِ يستـبـيـحُ دَمَ الغـــلابــة ْ
***
وطني ينادي المخلصين.. فهل يرى منكم إجابَةْ ؟
هَيـَّـــا إلــيهِ وصالحـــــــوهُ وقَـبــِّــــلوا جمعـــــــاً تـرابَــهْ
وتوحـــــــــدُّوا.. فالنصــــرُ منتظــــرٌ لِمَنْ سَـيَدُقُّ بابَــهْ
شعر: سعيد حسين القاضي